لم تعرف روزلين كيف تفسر ما حدث الليلة الماضية. فكرت: “شعرتُ كما لو أنه حدث في حلم. كشعور الاستلقاء في السرير صباحَ حلمٍ واضح، واستعادة مشاهد الليلة السابقة بعقلٍ مشوش. في البداية، شعرتُ بالدهشة والسرور. عندما داعب رقبتي ووجهي، وعندما لمس خدي برقة، فاض قلبي. كانت لمسته رقيقة لدرجة أنني كنتُ متأكدة من أنه سيُقبّلني أخيرًا. لم أختبر ذلك من قبل، لكنني شعرتُ به فحسب. وعندما قام بتقبيلي بالفعل، لم تكن هناك كلمة أخرى لوصف ذلك سوى الصدمة. بالنسبة لي، كانت القبلة تعني تلامس الشفاه أو الوجه أو ظهر اليد. كان لموقع القبلة معانٍ مختلفة. فالشفتان ترمز للحب، والجبين للتشجيع، وظهر اليد للاحترام. لكن ذلك المكان… ماذا تعني قُبلة هناك؟ لا، مجرد إمكانية تقبيل مكان كهذا كان صادمًا. بدا جاريد شخصًا مختلفًا في تلك اللحظة. لقد تغيَّر فجأةً لدرجة أنه كان أمرًا مرعبًا. عندما مدّ يده، كأنه ينقضّ عليّ، وأمسك وجهي، بالكاد استطعتُ التنفس. لم تكن قُبلته تلك القبلة الناعمة والهنيئة التي توقعتها. بل كانت خوفًا خانقًا، رعبًا آسرًا لدرجة أنني لم أعد أسمع سوى دقات قلبي. خوفٌ لا أستطيع حتى الهروب منه، محاصرًة بين يديه الضخمتين. لم يبتعد عني إلا عندما كدتُ أن أذرف الدموع. كنا نلهث، نحدق في بعضنا البعض لاهثين. وبفضل تلك اللحظة من التواصل البصري، استطعتُ ألا أبكي. حتى بعد ذلك، قبّلني في كل مكان. شفتيّ، وجهي، رقبتي، كتفيّ، ثدييّ، ونزولًا للأسفل والأسفل، حتى ساقيّ وقدميّ. دلّكني، وعجنني، وداعبني. قبلات وقبلات لا تعد ولا تحصى في كل جسمي. أصابتني الأحاسيس غير المألوفة بالدوار. وما إن تلاشى خوفي الأولي، حتى شعرتُ بنشوة. شعرتُ، في كل جزء من جسدي، أن هذا الرجل يريدني. يريدني بشدة. لذا عندما انتهى كل شيء، عندما وصل إلى ذروته واحتضنني بقوة، كنتُ متأكدة من أن تغييرًا كبيرًا قد بدأ في علاقتنا. حتى عندما نهض كالعادة وترك سريري صباحاً، حتى عندما عاد إلى سريره بدلاً من الحمام، كنتُ لا أزال أصدقه…”
“جاريد.”
ربما كان هذا هو السبب الذي جعل روزلين تنادي عليه فجأة، فقط لتقول شيئًا لا معنى له عندما استدار بالفعل.
“طاب مساؤكَ.”
لم يبتسم الدوق الواقف عند الباب ولم يعبس. اكتفى بنظرة سريعة إليها وهي مستلقية على سريرها، وأجابها بإيجاز.
“أنتِ أيضاً.”
وبعد لحظة، أطفأ جاريد مصباح الغاز، وفي الظلام الدامس، غطت روزلين في النوم.
عندما فتحت روزلين عينيها في الصباح، وجدت نفسها وحيدة مجددًا. كان كل شيء كالمعتاد. غرفة النوم الصامتة. سرير زوجها الفارغ. تُحدق في تلك المساحة الفارغة قبل أن تنهض ببطء وتتجه إلى الحمام.
فكرت روزلين: “لذلك لم يكن من الغريب أن أعتقد أن كل هذا كان مجرد حلم، إذا لم أرى نفسي في مرآة الحمام. انتشرت العلامات الحمراء العميقة من رقبتي إلى كل أنحاء جسدي. كانت آثارها واضحة جدًا، حتى أنني خشيتُ ألا تتلاشى أبدًا…”
لهذا السبب ارتدت روزلين فستانًا بياقة عالية اليوم. إذا كانت ستستقبل ضيوفًا، كان عليها إخفاء رقبتها.
“أعشق الصيف في ويندبورغ. إنه فصل دافئ ومُفعم بالحيوية.”
“موسم دافئ وحيوي، أليس كذلك؟ ما أجمله يا دوقة.”
كان ضيوف وليمة الليلة أربعة أزواج. بدا أنهم أدركوا تمامًا سبب ارتداء الدوقة لهذا الفستان في عز الصيف. في كل مرة يبتسمون لها، تشعر روزلين بحرارة في وجهها.
فكرت روزلين: “كنتُ ممتنة لأن قاعة الطعام كانت خافتة الإضاءة. لو كان هذا غداءً، ماذا كنتُ سأفعل؟”
“كعكة العسل التي أعدها ماكسفيل ألذ من المعتاد اليوم. هل هذا لأن الدوق والدوقة في شهر العسل؟”
عند ملاحظة الضيف الساخرة، حوّلت روزلين نظرها. كان النبيل في منتصف العمر، الأصلع، والراضي بذكائه، يتوقع بوضوح أن تُسايره.
“هذه مجاملة رائعة السير كارلين. أتمنى أن تكون الكعكة ألذ في زيارتكَ القادمة.”
انتشر الضحك على الطاولة. حتى جاريد الجالس على المقعد الأمامي ابتسم. كان كل شيء يسير كما هو متوقع.
قُدِّمت الحلوى، أي أن العشاء شارف على الانتهاء. وسرعان ما سيتوجه السادة مع الدوق، بينما ترافق السيدات الدوقة إلى الصالون.
هناك، كن يتجاذبن أطراف الحديث أثناء احتساء الشاي حتى عودة الرجال، وبعد حوالي ثلاثين دقيقة أخرى، تنتهي الأمسية. وبحلول عودة الرجال، تكون مواضيع الحديث قد نفدت. ولملء الصمت، كان يُتوقع من السيدات عزف الموسيقى. وإذا لم تتطوع أحداهن، فكانت المضيفة هي المسؤولة عن ذلك.
“سمعتُ أن الدوقة عازفة بيانو ماهرة. هل يمكنكِ تكريمنا بعزف مقطوعة موسيقية؟”
“لابد أنكَ سمعتَ إشاعة مبالغ فيها يا سيدي. لكن إن خفّضت توقعاتكَ، أظن أنني أستطيع العزف على قطعة واحدة.”
فكرت روزلين: “بعد مرور شهرين فقط على دوري كسيدة ماكسفيل، لم أجد أي شيء جديد في هذا القصر. أحاديث مكررة، نكات مملة، مواضيع مكررة. حتى الضيوف المشهورين والنبلاء رفيعي المستوى الذين كانوا يرتادون منزل الدوق كانوا، في جوهرهم، مجرد أفراد من الطبقة الراقية. يتظاهرون بالاهتمام ببعضهم البعض، لكنهم لا يكترثون بصدق قط. لأن الاهتمام لم يكن يومًا من أولوياتهم. بالنسبة للنبلاء، كان الشرف هو القيمة الأهم. وكان الشرف يُبنى على السمعة. كلما افتخر الناس بدعوتهم إلى هنا، ازدهرت عائلة ويندبرغ الدوقية الكبرى. كان من واجب الدوق الحفاظ على هذه المكانة، ومن واجب الدوقة دعمه…”
وفي هذه الليلة، كما هو الحال دائمًا، قامت روزلين بتنفيذ هذا الواجب.
“وليمة رائعة، يا صاحب السمو، يا دوقة.”
“لقد كان من دواعي سرورنا.”
“في المرة القادمة، سنلتقي في حفل زفاف ابني. سيشرفني استضافتكما.”
“بالتأكيد. نحن نتطلع بالفعل لزيارتنا إلى إيسترود.”
“لن تشعري بخيبة الأمل، يا دوقة.”
أخيرًا، بعد توديع الضيوف، غادر الدوق والدوقة الصالة أولًا، معلنين انتهاء الأمسية. بعد الساعة العاشرة، كانت القاعات خالية.
عرفت روزلين أن ستة ضيوف فقط بقوا في القصر. كان شهر أغسطس موسمًا للتجمعات العائلية، لذا كان عدد الزوار أقل بطبيعة الحال. حتى أن معظم الأقارب الذين حضروا الحفل العائلي كانوا قد عادوا إلى منازلهم بالفعل. لم تشعر روزلين بثقل الإرهاق إلا عند وصولها إلى القاعة الرئيسية. فقد استنزفت طاقتها قضاء ثلاث ساعات في ضيافتها للضيوف. في ليلة عادية، كانت تنهار في فراشها وتغفو فورًا.
فكرت روزلين: “ولكن ليس الليلة. الليلة، أردتُ التحدث مع زوجي، عن أي شيء…”
“ماذا عن توظيف شخص ليعزف على البيانو؟”
تحدث جاريد عندما بدأ كلاهما في الصعود على الدرج الكبير.
“قبل أن تتضرر أصابعكِ، عليكِ اتخاذ الاحتياطات اللازمة.”
استغرق الأمر لحظة حتى أدركت روزلين المعنى. وعندما حدث ذلك، أطلقت ضحكة صغيرة من الراحة.
“لمَ لا تُشاركني يا صاحب السمو؟ أنا متأكدة أن الضيوف سيستمتعون بذلك.”
“سيكون هذا عارًا لاسم ماكسفيل.”
رد جاريد السريع جعلها تضحك مرة أخرى.
كانت هذه أول محادثة بينهما منذ الليلة الماضية. وكالعادة، لم تره روزلين إلا في المأدبة.
فكرت روزلين: “لذا لم يتغير شيء. شعرتُ وكأن شيئًا لم يحدث بيننا…”
“أُقدّر اهتمامكَ، لكن أصابعي بخير. تلبية توقعات الضيوف جزء من واجبي كمضيفة.”
“ليس عليكِ تلبية جميع التوقعات. كلما أعطيتِ أكثر، زادت توقعاتهم. تعلُّم الرفض مفيد.”
فكرت روزلين: “لم تكن نبرة جاريد باردة، لكن كلماته كانت كالثلج على جسدي العاري… كلماته؛ كلما أعطيتِ أكثر، كلما توقعوا المزيد. لقد بدا الأمر وكأنه تحذير موجه إليّ…”
لذا لم تُجب روزلين. ابتسمت ابتسامةً خفيفةً وواصلت صعود الدرج، ورأسها منخفضٌ وهي تجمع طرف فستانها الطويل، كما لو كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يشغل بالها.
“متى ستغادر غدًا؟”
“الخامسة بعد الظهر.”
“هذا وقت متأخر جدًا. ألا يستغرق الوصول إلى أندروود حوالي ثلاث ساعات؟”
“بالسيارة، تستغرق الرحلة أقل من ساعة.”
“آه، أرى.”
كان جاريد سيغادر غدًا إلى منزل الماركيز أندروود. كان قد أبلغها مُسبقًا بمغادرته التي ستستغرق أسبوعًا، لكن روزلين لم تستطع إلا أن تشعر بخيبة أمل.
فكرت روزلين: “بعد شهرين من زواجنا، سيغادر المنزل بمفرد…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 69"