لم يدم الصمت طويلًا. بعد صدمة ظهور أوليفيا في القاعة، بدأت الأصوات ترتفع من جديد. بعض النبلاء تمتموا بكلمات خوف، وآخرون صرخوا بغضب، وكأنهم يخشون أن ينهار كل ما بُني طوال السنوات الماضية.
“هذا مستحيل!” صاحت إحدى السيدات، وهي تتراجع للخلف.
“إنها ليست سوى شبح!” أضاف رجل عجوز، وقد اتسعت عيناه رعبًا.
“أو ربما… متآمرة متنكرة باسم أوليفيا لتخدعنا جميعًا!”
لكن صوتًا حادًا، عميقًا، قاطع الهمسات كلها:
“كفى.”
الكل التفت نحو العرش. الملك نفسه نهض من مقعده، عيناه الداكنتان تلمعان تحت ضوء الشموع. كان رجلاً ذا هيبة، لا يُجيد الابتسام إلا نادرًا، واليوم بدا أكثر صرامة من أي وقت مضى.
“إن كانت هذه حقًا أوليفيا،” قال بصوت ثابت، “فهي مدعوة لتقف أمامنا وتفسر لنا… كيف عادت من الموت؟”
شعرت أوليفيا بجسدها يقشعرّ. كانت هذه اللحظة التي استعدت لها طوال سبع سنوات، لكنها لم تكن تتوقع أن تقف وجهًا لوجه مع الملك بهذه السرعة.
رفعت رأسها، تقدمت خطوة، ثم ركعت انحناءة قصيرة احترامًا، قبل أن تهمس بصوت مسموع للجميع:
“مولاي الملك… لم أمت في تلك الليلة.”
ارتفعت أصوات الدهشة والاعتراض، لكن أوليفيا رفعت يدها تطلب الصمت، ثم تابعت:
“قبل سبع سنوات، في تلك الليلة المشؤومة، لم يكن ما رأيتموه إلا كذبة صُنعت بعناية.”
تجمدت أنفاس بعض الحاضرين.
الكذبة؟!
لكن آيدن، الذي لم يرفع عينيه عنها منذ لحظة دخولها، كان يضغط على قبضته بشدة. شيء في داخله كان يصرخ بأنها تخفي أكثر مما تقول.
أوليفيا واصلت، كلماتها تقطر مرارة:
“تلك الليلة، تعرضت أسرتي للخيانة. حاولوا قتلي، لكن شخصًا ما… أنقذني. حين استيقظت، كان العالم يظن أنني رحلت، وكان جسدي مفقودًا. لقد عشت في الظل، مطاردة من ذكريات لا ترحمني، لكنني عدت اليوم… لأستعيد ما سُرق مني.”
سرت قشعريرة في القاعة. لم تذكر أسماء، لم تفضح الخائنين، لكنها ألقت بذرة شك في قلوب الجميع.
الملك عقد حاجبيه، وصوته علا من جديد:
“تتهمين بعض الحاضرين هنا بالخيانة؟!”
ابتسمت أوليفيا بخفة، تلك الابتسامة الغامضة التي أربكت الجميع في الفصل الأول، وقالت:
“أنا لا أتهم… أنا فقط أعود بالحقيقة. وما هو مدفون سيعود للسطح، شئتم أم أبيتم.”
ارتفعت الفوضى في القاعة، كل شخص يهمس للآخر بخوف وغضب.
لكن عيني أوليفيا بقيتا مثبتتين على آيدن.
هو لم يتحرك، لم يصرخ، لكنه كان الوحيد الذي بدا وكأنه يفهم ما لم يُقال.
اقترب منها خطوة، وانحنى نحوها بحيث لا يسمع أحد سواها:
“أنتِ تكذبين…” همس ببطء.
“هناك شيء لم تخبريهم به. أين كنتِ طوال هذه السنين؟ ومن أنقذك؟”
تجمدت أوليفيا، لكن ملامحها لم تتغير.
“سيأتي الوقت المناسب، آيدن… وحينها، ستعرف كل شيء.”
لكن في أعماقها، ارتجف قلبها.
لأنها تعلم جيدًا أن من أنقذها في تلك الليلة… لم يكن ملاكًا، بل شيطانًا بوجه إنسان.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
?Will you remember me if I say I’m alive
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات