ليلة من ليالي الشتاء الباردة، السماء ملبدة بالغيوم والقمر محجوب خلف الضباب، لكن القصر الملكي كان يسطع بالأنوار. كانت القاعة الكبرى مزدحمة، تعج بالنبلاء، بالضحكات العالية، بالموسيقى الكلاسيكية الهادئة التي يعزفها العازفون في الركن. رائحة العطور الفاخرة امتزجت مع عبق الزهور التي تزين كل طاولة.
كان الحفل احتفاءً بذكرى انتصار قديم، مناسبة يتوارثها القصر عامًا بعد عام، لكنها هذه المرة كانت مختلفة. شيء غامض خيّم على المكان، إحساسٌ بأن شيئًا غير متوقع سيحدث.
وفجأة…
ارتفعت الأصوات، وتوقفت الموسيقى لحظة حين انفتحت الأبواب الضخمة للقاعة ببطء.
تيارات من الهواء البارد تسللت للداخل، ومعها دلفت فتاة ترتدي ثوبًا أبيض طويلًا، مرصعًا بخيوط فضية تعكس الضوء كأنها تتلألأ وسط الظلام.
كانت خطواتها بطيئة، لكنها محملة بثقل السنين.
كل عين في القاعة التصقت بها، وكل همسة انطلقت لتسأل:
“من هذه؟”
“لا… هذا مستحيل…”
“إنها… أوليفيا…!”
توقفت قلوب الكثيرين.
اسم لم يُذكر منذ سبع سنوات، فتاة أعلنوا وفاتها في حادث غامض. جنازتها أقيمت في هذه القاعة نفسها، ودموع كثيرة ذُرفت يومها. كيف يمكن أن تكون هنا الآن، واقفة بينهم، حيّة؟
شعرها الأشقر كان مضفورًا بعناية، تتخلله ورود حريرية باهتة كأنها ذابلة لكنها لا تزال جميلة. بشرتها الشاحبة أضافت إلى مظهرها هالة أقرب إلى الأشباح، لكن عينيها الخضراوين، اللامعتين كالزمرد، كانتا دليلًا لا يقبل الشك…
إنها أوليفيا.
خطواتها لم تتوقف. عبرت وسط القاعة بينما الهمسات تتصاعد:
“لقد ماتت…”
“أقسم أنني رأيت جثمانها…”
“هل هذه لعنة؟ روح عادت من الموت؟”
لكنها لم تجب أحدًا. لم تلتفت.
كانت عيناها مثبتتين نحو شخص واحد فقط.
على الجهة الأخرى، وسط الجموع، كان يقف رجلٌ طويل القامة، شعره أسود داكن يتساقط على جبينه بغير اكتراث، وعيناه الذهبيتان تحدقان بها وكأنهما تريدان اختراق روحها.
كان آيدن. وريث أسرة عُرفت بالخيانة والغموض، رجل لم يثق به أحد، لكنه كان حاضرًا دومًا في الظل.
حين رآها، تجمد في مكانه.
يداه ارتجفتا رغم محاولته السيطرة على نفسه.
كان يعرف هذا الوجه… يعرف هذه العيون… يعرفها أكثر مما يعرف نفسه.
لكن هذا مستحيل.
لقد دفنها بنفسه.
شقّ آيدن طريقه بين الحاضرين، حتى وقف أمامها مباشرة. المسافة بينهما صارت لا تتجاوز بضع خطوات، لكن تلك الخطوات حملت سبع سنوات من الغياب.
صوته خرج مبحوحًا، متردداً، كأنه لا يريد أن يصدق:
“أوليفيا…؟ أنتِ… على قيد الحياة؟”
القاعة صمتت. حتى التنفس توقف.
كل الحضور كانوا شهودًا على هذه اللحظة التي كسرت حدود المنطق.
رفعت أوليفيا عينيها نحوه، نظرة باردة، ثابتة، لكنها أخفت خلفها عاصفة كاملة من المشاعر. قلبها يخفق كأنه يريد أن يقفز خارج صدرها، لكنها أجبرت نفسها على الثبات.
ابتسمت ابتسامة صغيرة، غامضة، ثم قالت بصوت ناعم لكنه حاد كالسكين:
“Will you remember me… if I say I’m alive?”
تساقطت الكلمات في القاعة كالصاعقة.
شعور غريب اجتاح الجميع: مزيج من الرعب، الفضول، والصدمة.
آيدن لم يستطع الرد فورًا. عيناه ظلت معلقتين بها، يحاول أن يقرأ ما وراء تلك الابتسامة، ما وراء ذلك الحضور المفاجئ.
اقترب خطوة، حتى صار صوته مسموعًا لها وحدها:
“هذا… غير ممكن. لقد رحلتِ. كنتُ هناك… حين دفنّا جسدك.”
ابتسمت أكثر، لكنها هذه المرة كانت ابتسامة حزينة.
“أحيانًا، آيدن، لا يكون الموت كما نتصوره… أحيانًا، يكون بداية أخرى.”
تسارعت الهمسات من جديد، بعضهم بدأ يتراجع إلى الوراء وكأنهم يخشون أن يكون ما يرونه لعنة، والبعض الآخر حاول الاقتراب ليتأكد من أن هذه ليست خدعة.
لكن أوليفيا لم تكترث.
نظرت حولها إلى القاعة التي شهدت موتها وها هي اليوم تشهد عودتها.
همست لنفسها: هذه المرة… لن أسمح لأحد أن يأخذ مني حياتي.
وفي تلك اللحظة، حين التقت عيناها بعيني آيدن من جديد، أدرك الاثنان أن هذه الليلة لم تكن مجرد لقاء… بل بداية حرب صامتة، حرب ستهز القصر بأسره.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
?Will you remember me if I say I’m alive
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات