على عكس ما توقعته، لم يقم لويس بإلباسها كما اعتادت خادمتها أن تفعل. بدلاً من ذلك، أراها كيفية ارتداء القميص والسروال بينما لا يزال ثوب المستشفى عليها.
“هل فهمتِ؟” سألها وهو يتراجع خطوة إلى الوراء، واضعًا مفاصله على خصره النحيف.
أومأت ديفون بصمت. كانت هذه الملابس سهلة الارتداء مقارنة بالطبقات العديدة من الملابس التي اعتادت ارتداءها.
“حسنًا، اذهبي الآن. ولا تنسي خلع ثوب المستشفى.” زفر لويس وهو يشير برأسه نحو الحمام.
أسرعت ديفون نحو الحمام. وبمجرد أن أغلقت الباب خلفها، انهار لويس جالسًا على حافة السرير.
“كيف يمكنها أن تغير ملابسها أمام رجل؟ هل فقدت عقلها حقًا؟” تمتم متسائلًا بشأن حالتها.
“هل يمكنها حقًا العيش بمفردها في هذه الحالة؟”
أطلق لويس زفرة ضيق. لا، لن تستطيع.
من ملاحظاته حتى الآن، لم تكن ديفون تعرف شيئًا عن التلفاز أو الهواتف الذكية. كانت كطفلة صغيرة، كل شيء يبدو جديدًا عليها.
ناهيك عن أنها بدت وكأنها لا تعرف حتى نفسها. كان هذا عبئًا مزعجًا عليه، وهو الذي حاول جاهدًا تجنب مواجهة المشكلة منذ ظهورها.
“سأجد حلاً لاحقًا.” تمتم بصوت منخفض.
بعد لحظات، خرجت ديفون من الحمام. كان شعرها محشورًا داخل قميصها. لحسن الحظ، اختار لويس لها ملابس مريحة تشبه ما اعتادت ارتداءه.
لو أنه اشترى لها فستانًا – وهو ما لم يكن ليفعله أبدًا لأنه يعرفها – لكان ذلك سيتسبب بمشكلة لكليهما.
“شعرك.” أشار لويس بيده نحو كتفه.
“آه!” لحسن الحظ، فهمت ديفون قصده وأخرجت شعرها من القميص.
بعد ذلك، تقدمت نحوه بخطوات واثقة، وابتسامة متحمسة ترتسم على وجهها.
“كيف أبدو، يا سيدي؟”
“ها ها!” ضحك لويس ساخرًا، غير مصدق لما سمعه.
لكن رد فعله جعلها تعبس وهي تشد أطراف سروالها من الخلف وتنظر للأسفل.
“ليس هذا هو الجواب الذي كنت أبحث عنه.”
“المسيح…” زفر لويس وهو يفرك صدغه بأصابعه.
لم يكن يريد أن يبدو فظًا، لكن طريقتها في الحديث جعلته يشعر وكأنها ترتدي ثوبًا أنيقًا لمناسبة رسمية، وليس مجرد ملابس مريحة.
كان ما يحدث أشبه بمشهد كوميدي لا يستطيع إلا أن يضحك عليه. لكن عندما رأى خيبة الأمل على وجهها، شعر ببعض الندم.
“الكذب، أو بالأحرى التلاعب بالكلمات، جزء من طبيعتي. يمكنني أن أجاملك بينما أفكر بعكس ذلك تمامًا. أنتِ تبدين كما ترين نفسك.” هز رأسه برفق.
“إذن، هل أبدو سيئة في هذه الملابس؟”
كاد لويس أن يختنق بسؤالها المباشر. هل كان عليه أن يقولها بصوت عالٍ؟
“ليس تمامًا. الجمال في عين الناظر.” زفر مرة أخرى، محاولًا تجاوز الأمر.
بالتأكيد، حطم اليوم رقمه القياسي في عدد الزفرات. لم يسبق له أن زفر بهذا القدر من قبل.
“هل أبدو قبيحة في نظرك؟” تابعت ديفون بأسئلتها التي كانت تدفعه إلى حافة الهاوية.
“كما قلتِ…” توقف لويس عن الكلام وهو يتكئ إلى الخلف، مستندًا بيديه على السرير بينما نظر إليها.
“هل تريدين معرفة الحقيقة؟” رفع حاجبه متسائلًا.
أومأت ديفون، فهذا هو السبب في أنها سألت، أرادت أن تعرف رأيه الصادق بشأنها.
“همم.” تفحصها لويس من رأسها إلى قدميها.
بصراحة، لم يفكر في ديفون يومًا كإمرأة، ولم يتأملها بهذا الشكل من قبل. لكن الآن بعد أن سألته، كان عليه تحليل أفكاره عنها كإمرأة.
“لستِ من نوعي المفضل.” قالها بوضوح وهو يهز كتفيه بلا مبالاة. “أنتِ لا تبدين سيئة، لكن لا أعتقد أنني قد أراكِ يومًا بطريقة رومانسية.”
لدهشته، ابتسمت ديفون بحماس شديد عند سماع جوابه الصادق.
“حقًا؟” سألته وهي تقترب منه بانسيابية.
وبدون تفكير، وضعت كفيها على جانبي خصره وانحنت نحوه، مما جعله يتراجع للخلف ليخلق مسافة بينهما.
“ما… ماذا تفعلين؟” تمتم لويس، متلعثمًا لأول مرة في حياته.
كان وجهها على بعد مسافة كف فقط منه، وعيناها تتلألآن بحماس لم يره من قبل.
“هل أنت متأكد تمامًا، يا سيدي؟” هتفت بسعادة.
“أنا، آه… بالطبع— أعني، بالتأكيد.”
“رائع!” ابتسمت ديفون وهي تتراجع قليلاً. إن لم يكن لويس يجدها جذابة الآن، ففرص أن تتغير مشاعره في المستقبل ستكون أقل.
وفي هذه الحالة، لن تكون مضطرة للقلق بشأنه أو أي مشاعر رومانسية قد تنشأ بينهما. الرومانسية كانت آخر ما ترغب في التعامل معه حاليًا.
لم يكن لديها مشكلة في النوم بجانبه أو إمساك يده أثناء نومه. في الواقع، كان ذلك يجعلها تشعر بأنها مفيدة. علاوة على ذلك، لم يكن لويس يبدو شخصًا سيئًا. في الحقيقة، أرادت أن تصادقه. إنه لشرف له أن يكون صديقًا ملكيًا.
راقب لويس رد فعلها، ثم رفع حاجبه متسائلًا، “هل كنت مخطئًا في افتراضي؟”
بدا أن الأمر كذلك. فقد ظن أنها مستاءة لأنه ضحك عليها، لكنها في الحقيقة كانت تحاول معرفة رأيه الصادق بشأنها.
شعر بابتسامة خفيفة تمتد على زاوية شفتيه. نادرًا ما كان لويس يخطئ في الحكم على الأشخاص.
لكنها لم تجبره فقط على الاعتراف بصراحة، بل أثبتت له أيضًا أنه كان مخطئًا بشأنها.
“حسنًا، هذا مثير للاهتمام، سيدتي.” أومأ لويس برأسه راضيًا عن هزيمته. “هل أنتِ سعيدة لهذا الحد لأنني لن أنجذب إليكِ عاطفيًا؟”
أومأت ديفون دون أي تردد. “أريدك أن تكون صديقي.”
“لماذا سأصعد إلى سريرك إذا كنتِ تفعلين ذلك بالفعل، يا صديقتي؟” أمالت ديفون رأسها، غير مستوعبة تمامًا منطقه.
“…”
جعلته ملاحظتها يصمت للحظة. لم يكن يتوقع أن يسمع شيئًا كهذا منها.
وحين استعاد توازنه، ضحك بخفة. “لمسة ذكية.”
لكن ديفون لم تفعل سوى رفع حاجبيها ببراءة.
“لطالما اعتقدت أنك تفتقرين إلى الشخصية. يبدو أنني كنت مخطئًا.” قال لويس بينما يساعد نفسه على النهوض، في الوقت الذي قفزت فيه إلى الخلف.
وحين وقف على قدميه مجددًا، ألقى عليها نظرة.
“فقط تأكدي أنك ترغبين في صداقتي فقط، لا أن تكوني حبيبتي.” ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية. “هيا بنا، يا صديقتي.”
بمجرد أن قال ذلك، اتجه لويس نحو الباب. وفي تلك الأثناء، عقدت ديفون حاجبيها في حيرة.
“ألم أُسمَّ بعد بصديقته الأنثى؟” تمتمت لنفسها وهي تلحق به.
♡♡♡♡
واتباد :HodHodty@
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "9"