مدّت ديفون يدها نحوه، راغبة في سؤاله عمّا إذا كان يعرف الأشخاص الذين كانت تشاهدهم على التلفاز. فمن خلال فهمها، وبما أن لويس ظهر سابقًا على التلفاز، فقد يكون صديقًا للأشخاص داخله أيضًا.
لكن، في منتصف الطريق قبل أن تصل إلى كتفه، توقفت. سحبت يدها متذكرة أنه قد توسل إليها ألا تعكر صفو نومه.
“أتساءل إن كان هو الأب…” تنهدت بعمق، ثم نظرت مجددًا إلى التلفاز.
في تلك اللحظة، كان برنامج آخر يُعرض على الشاشة. أمالت رأسها قليلًا وعقدت حاجبيها.
“كيف تمكنوا جميعًا من الدخول إلى هناك؟” تمتمت وهي تتفحص التلفاز بفضول.
حدّقت ديفون بحذر في لويس النائم، ثم نظرت إلى الإبرة الوريدية المغروسة في يدها. تبعت بأنظارها الأنبوب الشفاف الطويل حتى استقرت على كيس السوائل المعلق.
“ما الغرض من هذا؟” تساءلت، وهي تلمس الإبرة برفق.
كانت قد لاحظتها من قبل، لكنها تجاهلتها. تتذكر أن الممرضة عدّلتها سابقًا.
“ربما له علاقة بممارسات الطب في هذا العالم؟” فكرت داخليًا، قبل أن تتراجع عن فكرة العبث بها.
بدافع الفضول، تحركت قليلًا، مدلية ساقيها خارج السرير لتفحص التلفاز عن قرب. لكنها لم تذهب نحوه مباشرة، بل وقفت أولًا أمام عمود الإبرة الوريدية المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.
أمسكت به، متسائلة إن كان بالإمكان تحريكه. ولدهشتها، وجدت أنه يتحرك بسهولة أكثر مما توقعت.
“يا إلهي… لديه عجلات إعدام صغيرة؟” شهقت ديفون.
لم يسبق لها أن رأت عجلات بهذا الحجم الصغير من قبل. في زمانها، كانت تُستخدم هذه العجلات كوسيلة تعذيب.
لكن نظرًا لحجمها، لم تعتقد أنها قادرة على كسر عظام أي شخص. أدهشها كيف أن اختراعًا بهذا السوء يمكن أن يُستخدم أيضًا لتسهيل الأمور.
“أحب هذا البلد.” همست، محاولًة كبح ابتسامتها.
معتمدة على عمود الإبرة الوريدية، جرّته معها وهي تخطو بحذر نحو التلفاز.
عندما وقفت أمامه، ألقت نظرة خاطفة على ظهره. كان التلفاز رقيقًا بشكل أربكها تمامًا.
“أين ذهبوا؟” تمتمت، وهي تنقر على حافة الشاشة المسطحة، لكن بلا جدوى.
“تحياتي؟” حيّتهم بارتباك، لكن لم يكن هناك أي رد.
نظرت مجددًا إلى الشاشة، وكانت فقرة كوميدية لا تزال تُعرض. عبست ديفون.
كانت تريد سؤال الشخصيات التي كانت تشاهدها سابقًا عمّا إذا كان الرجل هو والد الطفل. لكنها للأسف لم تتمكن من معرفة ذلك بنفسها.
بخيبة أمل، عادت ببطء إلى السرير. حرصت على الاستلقاء بهدوء حتى لا توقظ لويس.
لكن، عندما غطّت ساقيها بالغطاء، استدار لويس ببطء.
نقلت نظرها إليه بحذر. كان نصف مغمض العينين، وأهدابه ترفرف ببطء شديد.
بلعت ديفون ريقها، وضغطت شفتيها معًا. رغم أنه لم يُظهر أي تعبيرات واضحة، إلا أنها شعرت باضطرابه من نبرة صوته.
“أعتذر.”
اكتفى لويس بإيماءة خفيفة قبل أن يعاود إغلاق عينيه. بدا وكأنه لم يكن مستيقظًا تمامًا ولا نائمًا كليًا طوال الوقت.
بقيت ديفون صامتة لفترة طويلة. تابعت كل شيء بصمت، من البرامج الكوميدية حتى عروض آخر الليل.
في منتصف الليل، دخلت الممرضة. لكنها لم تقل شيئًا عن نوم لويس على سرير المريضة.
راجعت المحلول الوريدي، ثم غادرت دون أن تنطق بكلمة. بالكاد أولت ديفون اهتمامًا لوجودها حتى خرجت من الغرفة.
عندما بدأ النعاس يتسلل إليها، استلقت ببطء. غريزيًا، التفتت برأسها نحو لويس.
كان من الغريب أن تنام بجانب رجل غريب يدفع لها فقط كي تنام – فقط النوم، لا أكثر.
لطالما كانت تنام بمفردها، وقد فضلت ذلك على وجود زوجها السابق إلى جوارها.
أما وجود لويس… فلم تكن تكرهه، لكنها لم تكن تحبه أيضًا. فقط شعرت بأنه غريب. بدا شخصًا طيبًا، لكن ليس تمامًا. بالنسبة لها، كان مجرد رجل غامض.
“تشش.” بينما كانت تراقبه، انبعث منه صوت هسهسة خافتة، وتجعد جبينه.
بدأ العرق يتصبب من جبينه، وقبضت يده على الغطاء بإحكام.
“هل يرى كابوسًا؟” تساءلت، وهي ترمش ببصرها، قبل أن تستلقي على جانبها، مواجهة له.
كانت مفاصله ترتجف، وبدا أن الأوردة المنتفخة تحت جلده أصبحت أكثر وضوحًا.
ترددت ديفون للحظة، لكنها في النهاية، مدّت يدها بحذر ووضعتها فوق يده.
“لا بأس، يا سيدي.” همست، تربّت بلطف على يده حتى هدأ.
ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة عندما رأت كتفيه يسترخيان تدريجيًا.
“كل شيء سيكون على ما يرام.”
تابعت تربت على يده بلطف، حتى غلبها النعاس ونامت بدورها.
مع حلول الفجر، فتح لويس عينيه ببطء.
وبمجرد أن أصبحت رؤيته واضحة، وقعت عيناه على المرأة النائمة بجواره.
بهدوء، حوّل بصره إلى يديهما المتشابكتين بينهما.
كانت يدها مستلقية فوق يده.
رؤية ذلك جعلت ابتسامة خافتة تعلو شفتيه.
كانت قد عبّرت عن عدم استعدادها للمس الجسدي بعد، وهو تفهّم ذلك نظرًا لظروفها.
لكنه لم يكن يتوقع منها أن تمسك بيده أثناء نومه.
لا بد أنه مرّ بواحدة من تلك الليالي العصيبة، حيث كانت الكوابيس أشد من أن يتحملها.
كان يكره تلك الليالي.
لكنها كانت طيبة بما يكفي لتنقذه من قضاء ليلة أخرى بلا نوم.
“شكرًا لكِ.” همس. “سيدتي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "7"
يضحك كيف يجاريها و نادها سيدتي هههههههههههه