“أي شيء من أجلكِ، سيدتي.” لم يكن لويس يعلم من أين جاءته هذه الثقة المفاجئة.
هل كان ذلك لأنه أراد تعويضها؟ على أي حال، طالما أن ذلك سيجعلها سعيدة.
“حقًا؟!” تألقت عينا ديفون بحماس.
كانت تريد حقًا أن تصيبه بنوبة قلبية، لكن لويس تمالك نفسه، رغم مدى انبهاره بابتسامتها.
“حقًا. لذا، من الأفضل أن تنهضي وتتناولي طعامك.” أومأ لويس وهو يبتعد ويجلس على حافة السرير.
قبل أن يتمكن من النهوض لترتيب صينية الطعام، التفت إلى ديفون، عاقدًا حاجبيه.
“ماذا؟” سأل، رغم أنه خمّن سبب معضلتها.
“أنا… لا أستطيع… أنا—ساعدني.” احمر وجه ديفون خجلًا. بدا أن الغطاء قد التف حولها بعد أن دارت كثيرًا.
تنهد لويس بخفة. “حقًا… أشعر أنني أكثر عجزًا منكِ.”
رغم ذلك، وقف بجانب السرير، ممسكًا بطرفي الغطاء.
“تدحرجي بينما أسحبه.” أمرها.
أومأت ديفون بطاعة. عدّ لويس حتى ثلاثة ثم جذب الغطاء بكل قوته، وفي الوقت نفسه، تدحرجت ديفون نحو الحرية.
لكن حريتها استمرت حتى نهاية السرير. وبصوت مدوٍ، سقطت ديفون على الأرض.
“آه!” صرخت وهي تفرك ظهرها.
“هل أنتِ بخير؟” هرع لويس إلى جانبها قلقًا.
كانت تفرك أسفل ظهرها، ثم التفتت إليه. “أنا بخير.”
“هل أنتِ متأكدة؟” تفحصها بعناية، محاولًا التأكد من أنها لم تصب بأذى.
“ممم.” قطبت حاجبيها لكنها لم تقل شيئًا. عضّت ديفون شفتيها من الداخل وهي تحدق في ملامحه الجانبية.
بالنسبة لها، كان شعورًا رائعًا أن يكون هناك شخص يهتم بها بصدق.
“أنا بخير، صديقي.” أكدت بابتسامة خفيفة.
في تلك اللحظة، تجمد لويس. صديقي… لماذا بدا الأمر مزعجًا له؟ رفع نظره إليها. “هل أنتِ متأكدة، يا صديقتي؟”
“نعم.” أومأت ديفون مطمئنةً. لم يكن سقوطها سيئًا إلى هذه الدرجة، وكان الألم محتملاً.
نقر لويس بلسانه. لقد شدّد على كلمة صديقة، لكن عدم اكتراثها زاد من استيائه.
“تعالي، سأساعدكِ.” مدّ لها ذراعه لتتشبث به.
ضغطت شفتيها معًا في خط رفيع ثم أمسكت بذراعه. بمساعدته، تمكنت ديفون من النهوض، لكنها تأوهت قليلًا وهي تكتم الألم الذي شعرت به في أسفل ظهرها.
“ابقي هنا.” أجلسها لويس على حافة السرير.
بدون أي تردد، أحضر بضع وسائد ورتبها عند رأس السرير.
“انتقلي إلى هنا. هل تستطيعين ذلك؟ أم تحتاجين مساعدتي؟” سألها وهو يربت على المساحة القريبة من رأس السرير.
“أنا، آه…” شعرت ديفون بالارتباك من تصرفاته، لكنها لم تجب بل زحفت نحو المكان الذي أشار إليه.
ببطء ولكن بثبات، نجحت في الانتقال وحدها. راقبت لويس وهو يحضر وسادة أخرى. كان ظهرها مسنودًا إلى اللوح الأمامي.
“دعيني أضعها خلفكِ.” قال مشيرًا لها لتتقدم قليلاً، ففعلت.
انزلق لويس بالوسادة خلف ظهرها، ثم وضع يده على كتفها ودفعها برفق إلى الخلف.
“أفضل؟” سأل، وعيناه تبحثان عن تأكيد.
“آه، نعم.” أومأت ديفون، مذهولة من اهتمامه.
“حسنًا. لا تتحركي بلا داعٍ. انتظريني.” أمرها لويس وسرعان ما توجه لإحضار الفطور الذي أعده.
راقبته ديفون بصمت، وهي ترمش ببراءة. كانت تعلم أنها الموظفة هنا، لكن لويس يعاملها وكأنها ضيفة.
في حياتها السابقة كأميرة، كان عليها أن تحارب من أجل سلطتها، وإلا فسيتم الاستهزاء بها وإساءة معاملتها. والأسوأ، أنها قد تفقد حياتها دون أن تحقق شيئًا.
“لكنه يعاملني بلطف شديد…” فكرت، وعيناها تراقبان لويس وهو يحمل صينية الطعام نحوها.
“ديفون كانت تملك صديقًا رائعًا حقًا.”
جعلتها هذه الفكرة تشعر بالحزن فجأة. رغم أنها وعدت نفسها بالاستمتاع بحياتها الجديدة، إلا أنها شعرت بالذنب.
رؤية قلق لويس زرع بذرة تأنيب الضمير في قلبها. كانت تعلم أنه يهتم بها فقط لأنه يعتقد أنها ديفون الحقيقية.
لكن ذلك لم يكن صحيحًا. ديفون الحقيقية رحلت، والشخص الذي يسكن هذا الجسد هو شخص آخر.
“ماذا سيحدث لو اكتشف أنني لست ديفون الحقيقية؟” تساءلت، وشعرت بقلبها ينبض بقوة.
ذلك السؤال وإجابته أرعباها. كان من الأنانية أن تسرق حياة ديفون، لكنها لم تفكر في ذلك بعمق. لقد قبلت هذه الحياة بسهولة، معتقدةً أنها نعمة بعد حياتها الملعونة.
عضّت ديفون شفتها السفلى بقوة، وعيناها معلقتان به.
“هل سيظل ينظر إليّ بهذه العيون المليئة بالاهتمام؟” تساءلت في داخلها، وشعرت بغصة في حلقها.
بعد لحظة، عقد لويس حاجبيه وهو ينظر إليها. رؤيتها شاحبة اللون أثارت قلقه، فوضع صينية الطعام جانبًا واقترب منها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "33"
ص