في تلك الأثناء، استند لويس بظهره إلى الباب، وعيناه متسعتان وهو يسترجع في ذهنه ابتسامتها الصباحية.
“الابتسامة قد تخفي خنجرًا.” تمتم بمثل قديم، إذ ذكّرته ابتسامتها بتلك الحكمة.
كان يعني بذلك الحذر من الخطر الذي قد يرافق الهدوء الظاهري. كان قلبه يخفق بسرعة، شعر وكأنه سينفجر.
وضع لويس يده على صدره، محاولًا تهدئة نفسه. “هل حالتي الصحية تتدهور مجددًا؟” تساءل في داخله.
في تلك اللحظة، سمع صوت فتح قفل الباب الرئيسي، ثم انفتح الباب. مدّ لويس عنقه ليرى من القادم.
“أوه، السيد الشاب تشين.” عندما رأت العجوز لويس، انحنت له على الفور.
“لم أكن أعلم أنك هنا.”
للحظة، فحص لويس العجوز من رأسها إلى أخمص قدميها، ثم تذكر من تكون.
كانت عاملة النظافة التي وظّفها ديريك، والتي كانت تأتي عدة مرات في الأسبوع. ولولاها، لكانت الأتربة وشبكات العناكب قد غزت المكان، نظرًا لكسل ديفون الشديد.
“سأبقى هنا لبعض الوقت.” أخبرها لويس بابتسامة خفيفة وهو ينحنح.
“هل تناولتِ الإفطار؟ يمكنني…”
“سأُعدّه، ولكن قد أحتاج إلى بعض المساعدة.” رفع لويس حاجبيه.
“بالطبع، يا سيدي الشاب. سأكون سعيدة بمساعدتك.”
وبهذا، توجها معًا إلى المطبخ. في الواقع، لم يكن لويس بحاجة إلى مساعدتها. أراد إعداد الفطور بنفسه من أجل ديفون.
لكنه طلب مساعدتها لسبب آخر.
أعدّت العجوز كل شيء كان لويس بحاجة إليه، بينما وقف يراقبها، عاقدًا ذراعيه ومستندًا إلى منضدة المطبخ.
“هذه أول مرة نلتقي، صحيح؟” كسر لويس الصمت.
التفتت إليه المرأة العجوز وانحنت برفق. “نعم، يا سيدي الشاب.”
كان ذلك لأن لويس كان يغادر المنزل مبكرًا. لم يكن من النوع الذي يبقى مسترخيًا بعد الاستيقاظ.
“أرى ذلك.” أومأ لويس متفهمًا.
ساد الصمت مجددًا، بينما كانت العجوز تغسل المكونات بهدوء. بدأ لويس يطرق بأصابعه بلطف على مرفقه.
“كيف كانت تجربتك هنا حتى الآن؟ السيدة…؟” سأل بدافع الفضول.
هذه المرأة كانت تعمل هنا منذ ثمانية أشهر، لذا لا بد أنها تعرف ديفون جيدًا. على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كانت على علم بوضع ديفون الحالي.
“سو، أغنيس سو، يا سيدي الشاب تشين.” نظرت العجوز إليه لبرهة قبل أن تعود إلى غسل المكونات. “تجربتي هنا جيدة، يا سيدي. الآنسة لين شخص رائع.”
لم تكن تعرف طبيعة العلاقة بين لويس وديفون.
فديفون لم تذكر شيئًا عنها. لذا، لم يكن أمام العجوز سوى الافتراض بأن ديفون كانت عشيقة لويس السرية.
حسنًا، لم يكن أحد ليلومها، فقد بدا وضعهما غير طبيعي بالنسبة للآخرين.
“هل هي كذلك؟” رفع لويس حاجبه عاليًا. “وكيف ذلك؟”
“الآنسة لين، هي…”
“كوني صادقة، سيدتي.” قاطَعها لويس بإصرار.
“أوه، نعم، يا سيدي الشاب.” التفتت نحوه مجددًا وانحنت. بالنسبة لها، كان وجود لويس مخيفًا، خاصة في أول لقاء بينهما.
لذا، فهمت أنه عليها أن تخبره بكل شيء، وإلا فقد يتم استبدالها بسهولة.
“الآنسة لين قد تكون غريبة بعض الأحيان.” توقفت للحظة وعضّت لسانها. لكنها لاحظت أن لويس لم يبدُ مستاءً، مما منحها الثقة.
تنحنحت وأكملت، “لكن في المجمل، هي شخص طيب ومراعية. تبقى في غرفتها لفترات طويلة، وهذا يقلقني أحيانًا. كما أنها تأكل القليل جدًا لأنها تنشغل تمامًا بكتابة قصصها.”
أثناء حديثها عن ديفون، لم تستطع أغنيس إلا أن تبتسم. ازداد شعورها بالراحة، فتابعت قائلة:
“إنها متفانية ومتحمسة جدًا للكتابة لدرجة أنها تنسى تناول الطعام. في الواقع، أشعر بالذنب عندما طلبت مني ألا أعدّ لها شيئًا لأنها لا ترغب في إهدار الطعام. ولا يزال يؤنبني ضميري عندما سمعت أنها قد أغمي عليها.” تنهدت وعيناها تلمعان بالندم.
“نصحتها بالخروج تحت الشمس قليلًا، لكنها لا تستمع إليّ. أحيانًا، عندما أراها حزينة…”
“ماذا؟” شعر لويس بالقلق فجأة، وقطّب حاجبيه. “متى كانت حزينة؟ ولماذا؟”
“أنا، آه… نعم.”
“لماذا؟ متى؟ كيف ذلك؟” سأل بسرعة.
خفضت أغنيس رأسها بإحساس بالذنب. أخذت نفسًا عميقًا ثم استدارت نحوه، وقررت مواجهة الأمر بشجاعة.
“الآنسة لين لم تخبرني بالسبب أبدًا، يا سيدي الشاب تشين. كلما سألتها، كانت تقول إنه لا شيء.”
شعر لويس وكأن سكينًا انغرس في صدره. لم يكن يصدق كيف أهملها طوال هذا الوقت.
بمعرفته لديفون، لا بد أن هناك سببًا. لكنها لم تظهر هذا الجانب منه أمامه.
“يا سيدي الشاب تشين، أعلم أن هذا ليس من شأني، لكن الآنسة لين فتاة محبوبة حقًا وتعتني بك كثيرًا. إنها دائمًا تحدق في صورتك عندما أتحدث إليها.”
توقفت أغنيس للحظة، متذكرة تلك المشاهد.
“أعتقد أنها… ربما تفتقدك، يا سيدي الشاب.”
تركته هذه الكلمات عاجزًا عن الكلام.
لم يكن متأكدًا من صحة هذا الاستنتاج، لكن سماع ذلك جعله يشعر بوخز مؤلم في قلبه. على الرغم من أن علاقتهما لم تكن قائمة على المشاعر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتساءل…
ما الذي كان يحزنها؟ ولماذا لم تخبره؟
نظر إلى أغنيس مجددًا وسألها:
“هل تعرفين نوع الطعام الذي تحبه؟”
أضاء وجه أغنيس بفرح، وهي تهتف في قلبها لسعادة ديفون المستقبلية.
“نعم، يا سيدي الشاب تشين!”
وهكذا، جهّز لويس وأغنيس الإفطار معًا، لكنه أصرّ على أن يأخذ الطعام بنفسه إليها.
وعندما دخل الغرفة، وجدها ملتفة داخل البطانية مثل شطيرة بوريتو.
ضحك وسألها، “ماذا تفعلين؟”
رفعت رأسها وابتسمت، قائلة:
“صديقي! هل يمكنك أن تريني العالم؟”
ابتسم لويس، ووضع راحة يده على رأسها، ثم انحنى قليلًا.
“أي شيء من أجلكِ، سيدتي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "32"
هذي اسهل وظيفة بالعالم يطبخ لها و شاري لها بيت و يدفع لها راتب عشان تنام جنبه بس هههههههه