تنهد لويس وهو يثبت نظره عليها. كانت تبتسم، حاجبيها مرفوعان في حيرة.
بدا وجهه خاليًا من التعبير، وعقله ضبابيًا، يغمره الانزعاج.
للتو، أدرك أنها امرأة حقًا؛ امرأة جميلة في ذلك. رجل بالغ وامرأة وحيدان في هذا المنزل.
لم يكن منحرفًا، لكنه بمجرد أن أصبح واعيًا بحقيقة معينة، بدأ عقله يتخيل كل أنواع السيناريوهات.
براءتها… أو بالأحرى، جهلها كان أكثر ما في الأمر خطورة. كان بإمكانه تجاهل الأمر، لكن إذا استمرت في هذا السلوك، لم يكن يعلم إلى متى سيتمكن من الصمود.
فهو في النهاية، رجل حساس.
أغمض عينيه ببطء، مستنشقًا وزافرًا عبر شفتيه بينما قرر ما يجب فعله.
تقدم لويس خطوة إلى الأمام، محدقًا بها بعينين حادتين. أمالت ديفون رأسها قليلًا عند رؤيته يقترب.
في البداية، لم تفهم الأمر. لكن في اللحظة التي خطا فيها خطوته التالية، ابتلعت ريقها وتراجعت خطوة إلى الخلف.
شعرت ديفون فجأة بهالة الخطر المنبعثة منه. عيناه تلمعان بوهج خطير، كأنها فريسة وقعت في مرمى صيادها.
“صديقي؟” نادته، حابسة أنفاسها.
رفعت يدها تلقائيًا، ممسكة بصدرها. في كل مرة كان يقترب، كانت تتراجع.
تصلبت كتفاها وبدأتا في الارتعاش. شعرت كما لو أن رئتيها تنقبض، إذ عادت إليها ذكريات من الخطر الذي اختبرته سابقًا.
وعندما اصطدم ظهرها بالحائط، لم تستطع منع جسدها بالكامل من الارتجاف. ومع ذلك، لم تستطع صرف نظرها عنه.
“لماذا أنت…” انحبس أنفاسها قبل أن تكمل حديثها.
قبل لحظات فقط، كان لويس طبيعيًا. صحيح أن مزاجه يتغير بسرعة، لكنه لم يكن هكذا. كيف تحول من شخص متساهل إلى شخص خطير بهذه السرعة؟
راقبته وهو ينحني ببطء نحوها، فما كان منها إلا أن أغلقت عينيها وأدارت رأسها بعيدًا.
توقف لويس في منتصف الطريق، وانحنى طرف شفتيه في ابتسامة ساخرة.
“ماذا تفعلين؟” سألها بنبرة راضية وهو يرى ردة فعلها.
قد يكون ذلك قاسيًا عليها. حتى هو لم يكن متأكدًا إن كان تصرفه مبالغًا فيه أم لا. لكن لم يكن ذلك مهمًا بالنسبة له، فهذا هو أسهل درس يمكن أن يعلمها إياه.
عندما سمعت سؤاله، فتحت ديفون عينيها ببطء. رفعت نظرها نحوه، فوجدته قد تراجع، لكنه لا يزال يثبت عينيه عليها.
“هاه؟”
“أنتِ جاهلة جدًا، وهذا مقلق. ألا تعتقدين أنكِ تتصرفين بقرب مفرط مع شخص التقيتِ به حديثًا؟” رفع لويس حاجبه، واضعًا يده على خاصرته.
“آه…” ابتلعت ريقها، إذ شعرت بجفاف في حلقها من شدة الخوف.
“رغم أنني قلت إننا سننام معًا، ألم يخطر ببالكِ أنني ربما أكذب؟ ماذا لو كنتُ قد اختطفتكِ، وأنتِ تهربين مني بعد أن تعرضتِ لحادث؟”
ألقى لويس عليها سيلًا من الأسئلة بنبرة تحمل معرفة مسبقة. رغم أن كل ما قاله كان مجرد هراء—والمصدر كان خيال شقيقه الواسع—إلا أنه قرر استخدامه على أي حال.
للحظة، ظلت ديفون صامتة. نظرت بعيدًا، وقبضت على كتفها بإحكام.
“لا تنسي أنني رجل. الرجال يفعلون أي شيء للحصول على ما يريدون. نحن نكذب ببراعة ودون تردد إذا أردنا خداع امرأة.”
هذه المرة، كانت نبرته حازمة وجادة. ورغم أنه شعر بالسوء لأنه بالغ في الأمر، إلا أن الأمر كان ضروريًا بالنسبة له. فالوقت يمضي سريعًا، وقبل أن يدرك ذلك، سينتهي الأسبوع.
كان قلقًا من أنه بمجرد عودته إلى جدول أعماله المعتاد، قد تتعرض ديفون للخداع بسهولة. لذا، كان من الأفضل أن تتعلم ذلك الآن قبل أن يندم لاحقًا.
“ماذا لو كنتُ أضع قناعًا الآن، وأخطط لفعل شيء ما لاحقًا؟ ماذا لو كنتُ أستغلكِ فقط؟”
أضاف ذلك وهو يميل رأسه إلى الجانب. ثم زفر تنهيدة طويلة، محكًّا صدغَه بإصبعه.
“هل بالغتُ هذه المرة؟” تساءل، منزعجًا، إذ لم يجد نفسه في موقف كهذا من قبل.
“أنا…” تلعثمت ديفون، وصوتها كان بالكاد مسموعًا. “… أثق بك.”
رفع حاجبه متفاجئًا. “كيف يمكنكِ الوثوق بي بهذه السهولة؟”
لم تنظر إليه، بل عضّت شفتيها الداخلية بخفة.
“أنا أعرف الرجال أكثر مما تعرفهم أنت. أعلم مدى دناءتهم، وأقصى ما يمكن أن يصلوا إليه لإشباع رغباتهم—وغطرستهم. أنا لست طفلة. لا أثق بالناس ثقة عمياء.”
فتح لويس فمه ليتحدث، لكنه أغلقه مجددًا. لسبب مجهول، شعر بألم عميق وحنق وكراهية في نبرتها، وكأنها تتحدث عن تجربة شخصية. وهذا ما جعله عاجزًا عن الرد.
“لكن أنت مختلف.” رفعت عينيها إليه مباشرة، ووميض من العزم ظهر في نظرتها.
“أنا لا أثق بك لمجرد أنك كنت لطيفًا معي حتى الآن. أثق بك لأن…” توقفت، وضغطت على صدرها بخفة.
“… لأن قلبي يخبرني أنني أستطيع الوثوق بك.”
الأميرة التي كانت تسكن جسدها قد قابلت الكثير من الرجال في حياتها. كان محاطًا بها أشخاص يملكون دوافع خفية يوميًا. حياة القصر تجعل المرء شديد الحذر من محيطه ومن الأشخاص الذين يتعامل معهم.
ومع ذلك، كانت ديفون تعلم أن لويس مختلف. رغم أنها شعرت بالخوف قبل لحظات، إلا أن جزءًا منها كان يؤمن بأنه لن يؤذيها. لذا، لم تخف من إظهار مخاوفها أمامه.
ما فعله لويس لم يكن غريبًا عليها. كان شقيقها، ولي العهد، يفعل ذلك عادةً. لكنها تعلمت ألا تتراجع، بل تقف في وجهه بإرادة صلبة لا تستسلم لما يريده.
الارتجاف خوفًا والبكاء.
لذا، بالنسبة لها، إظهار ضعفها أمامه كان طريقتها في التعبير عن ثقتها به.
“آه…” سمع لويس كلماتها الأخيرة، فحكّ صدغه بإصبعه. “لم أكن أتوقع ذلك. فقط لا تثقي بي كثيرًا. لنحضّر شيئًا للأكل، فأنا بحاجة لمساعدة.”
دون تردد، استدار لويس وسار نحو الثلاجة. في هذه الأثناء، رفعت ديفون رأسها بحيرة، محدقة في ظهره وهو يلوح بلا مبالاة.
لكن فجأة، ألقى برأسه إلى الوراء محذرًا: “لا تنسي أنني رجل. رجل شديد الجاذبية. لا تنظري إليّ بطريقة أخرى.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "20"