“انسِ الأمر.” هزّت ديفون رأسها بقوة. “يجب ألا أفكر في مثل هذه الأشياء!”
صفعت خدها برفق، محاولةً إيقاظ نفسها من التفكير في مثل هذه الأفكار غير اللائقة. حتى لو كان ذلك طبيعيًا هنا، فهي لم تكن مستعدة عاطفيًا لذلك.
تقدمت ديفون نحو الأريكة وجلست بحذر.
“ولكن ماذا لو…” توقفت قليلًا بينما رفعت بصرها نحو الباب الذي دخل منه لويس. “ماذا لو كان قد فعلها من قبل؟”
شهقت، ثم غطّت شفتيها بيديها. كان ذلك محتملًا، فقد ناما معًا من قبل.
الحقيقة أن ديفون الحقيقية كانت تتصرف بحميمية معه، كانت تعانقه وتمسك يده في الماضي. فما احتمالات أنهما قد فعلا أكثر من ذلك؟
“لكنه قال… إنه لن يجبرني، أليس كذلك؟” تمتمت، محاولةً إعادة تقييم لويس.
منذ البداية، كان لويس لطيفًا وهادئًا معها. ورغم أنه كان يمر بلحظات يفقد فيها أعصابه فجأة ويتصرف ببرود، إلا أنه ظل صبورًا معها.
“أريد أن أصدق أنه شخص جيد.” تنهدت، وربّتت على قلبها المتسارع.
هذا المكان، هذه المملكة بأكملها، كانت مختلفة تمامًا عن موطنها. لم تكن عرباتهم بحاجة إلى خيول. كانت لديهم تكنولوجيا تفوق خيالها، واختراعات لم تكن تحلم بوجودها.
لو عادت إلى موطنها وأخبرت أي شخص عن هذا، لاعتبروها مجنونة. كان الأمر لا يُصدّق.
وضعت ديفون يدها على صدرها ونظرت حولها.
حتى وهي وحدها الآن، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها. كان الأمر غريبًا أن تكون في مكان لم تزره من قبل.
“هذا هو منزلي الآن.” همست لنفسها.
نعم. في الوقت الحالي، كان عليها أن تتقبل هذه الحياة الجديدة التي مُنحت لها وتبدأ من جديد. كيف حدث ذلك؟ لا تعلم. ولكن هذا لا يهم.
لم تفكر حتى في العودة إلى عالمها. لم يخطر هذا الأمر على بالها أبدًا.
“ديفون لين…” همست وهي تلمس وجهها برفق. “لا أعرف ماذا حدث لكِ. ولكن اسمحي لي أن أستعير حياتكِ حتى تعودي.”
اتكأت ديفون إلى الخلف، وأملت رأسها ونظرت إلى السقف، حيث لمعت في عينيها نظرة مزيج من المرارة والرضا.
ورغم رضاها عن هذه الحياة الجديدة، تساءلت عمّا حدث للمالك الأصلي لهذا الجسد. هل استيقظت ديفون الحقيقية في جسد الأميرة؟
هناك احتمال ضئيل لذلك. ولكن التفكير في هذا الأمر جعل ضمير الأميرة يؤنبها.
لماذا؟
لأن المكان الذي أتت منه كان مكانًا قاسيًا. وبينما كانت هي تعيش حياة هادئة، ربما كانت ديفون الحقيقية تعيش حياة من البؤس…
“أرجوكِ سامحيني، ديفون لين.” همست بأسى.
ربما كانت ديفون الحقيقية تعيش في الجحيم الآن. بعد كل شيء، حياتها لم تكن ملكًا لها أبدًا.
كان الموت هو تذكرتها الوحيدة للحرية. بعد عقود من العذاب، أخيرًا، تمكنت من التنفس.
—
شعرت ديفون بجفونها تثقل حتى أغمضت عينيها وسقطت في غفوة خفيفة.
وما إن أغمضت عينيها، حتى رأت حلمًا… لا، كابوسًا… أو بالأحرى، ذكرى من حياتها كأميرة.
مثل شريط فيديو مكسور يُعرض أمامها، لم تستطع التوقف عن المشاهدة أو حتى إغلاق عينيها.
عندما كانت طفلة، كانت تلعب مع إخوتها غير الأشقاء. فقد كان والدها، الإمبراطور، متزوجًا من العديد من النساء، مما جعل عائلتهم كبيرة.
كانت ابنة محظية ذات مكانة عالية. وكانت الشائعات تقول إنها فتاة ذكية وجميلة، يفوق جمالها الخيال حتى في صغرها.
أطلق عليها لقب اللؤلؤة المخفية للعائلة الإمبراطورية. زهرة جميلة أزهرت في الجحيم.
ولكن لم يسبق لأحد أن رآها.
قال البعض إن الإمبراطور كان يخفيها ويحتفظ بها ككنز، خوفًا من أن تُلطّخ بجمالها نظرات الآخرين.
لكن الحقيقة كانت بعيدة كل البعد عن ذلك.
تم حبس الأميرة في برج بسبب شخص واحد: شقيقها، ولي العهد. لم تكن تعرف السبب في البداية، ولكن مع تقدمها في العمر، أدركت السبب الحقيقي وراء سلبها حريتها.
لقد كانت بسبب نظرات شقيقها ولي العهد.
كانت الغيرة والتملك اللذان يشعر بهما نحوها هما ما دفعاه لحبسها وعزلها عن العالم الخارجي.
جمالها الذي يفوق الخيال كان لعنتها.
السبب الوحيد الذي جعلها تتحمل كل تلك السنوات القاسية هو وجود صديقها الوحيد: ابن الدوق الأكبر، الذي كان يزور القصر كثيرًا للعب معها.
كان الشخص الوحيد الذي اهتم بها حقًا، وكان بمثابة الأخ الأكبر لها.
كان يروي لها قصصًا عن العالم الخارجي، ويعلمها أشياء كثيرة، ويقضي الوقت معها.
لكن مع مرور السنين، أصبحت زياراته أكثر ندرة. ومع ذلك، وعدها بأنه سيحررها من البرج.
أمسكت بذلك الوعد كأنه شريان حياتها، لكن…
لقد مات.
الصديق الوحيد الذي امتلكته يومًا، والأخ الأكبر الذي لم يكن لديها غيره، مات في الحرب.
لكنه لم يمت على يد العدو. بل قُتل على يد ولي العهد الأحمق.
عرفت ذلك لأن ولي العهد أتى برأسه إلى غرفتها بنفسه، وقدّمه لها على طبق فضي.
—
“آنسة لين؟ آنسة لين! ديف!”
شهقت ديفون وهي تلهث بحثًا عن الهواء، ثم فتحت عينيها على اتساعها.
كان وجه لويس القلق يطفو فوقها.
كانت غارقة في العرق، وشفتيها شاحبة. كانت تتنفس بصعوبة، لكنها شعرت بالراحة لرؤيته مجددًا.
“هل أنتِ بخير؟”
وما إن سألها، حتى قفزت ديفون فجأة وعانقته.
لفت ذراعيها حول عنقه، ودفنت وجهها في كتفه.
تصلب لويس في مكانه، لكنه شعر بارتجاف كتفيها وظهرها، والطريقة التي تشبثت به بيأس.
ذلك الشعور… جعله يشعر بوخزة في قلبه.
رفع يده وربّت على ظهرها برفق.
“لا بأس… ستكونين بخير.” همس لها بينما كان يمرر يده على ظهرها المبلل بالعرق. “أنا هنا. لن يؤذيكِ أحد.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"