سرعان ما وصل ديفون ولويس إلى شقتها، وهي شقة فاخرة تقع في منطقة متميزة.
عند دخولها، وقفت ديفون عند الباب، وعيناها تتجولان في أنحاء غرفة المعيشة الفسيحة ذات التصميم الداخلي الأنيق والبسيط. كانت الشقة مزودة بأحدث الأجهزة المنزلية، مع نافذة تمتد من الأرض إلى السقف يغطيها ستار أنيق، وأثاث مكتمل بعناية.
رغم بساطتها، رأت ديفون أن هذه الغرفة جميلة للغاية. كانت بسيطة لكنها أنيقة، كما أنها بدت دافئة ومريحة.
قال لويس وهو يخلع حذاءه: “على الرغم من أنني لم أرغب في إعادتك إلى هنا بعد ما حدث، إلا أنهم قالوا إن بقائك هنا قد يساعدك على استعادة ذاكرتك.”
عقدت ديفون حاجبيها وهي تراقب لويس يضع حذاءه الجلدي جانبًا ثم يلتقط زوجًا من النعال المنزلية.
عندما كان لويس يلبس النعال، توقف والتفت إليها قائلاً: “اخلعي حذاءك وارتدي هذا.”
عضّت ديفون شفتها السفلى، لا تزال غير معتادة على هذا العُرف الغريب.
رفع لويس حاجبه قائلاً: “هل تريدينني أن أفعل ذلك لك؟”
تلعثمت قائلة: “لـ… لا، يا صديقي.” ثم سارعت لتنفيذ ما قاله.
دخل الاثنان إلى الشقة، فقام لويس بتشغيل الأضواء المثبتة على الحائط، ثم خلع سترته وألقاها على الأريكة القريبة. بينما كان مشغولًا بما يفعله عادةً، أبقت ديفون مسافة بينهما، وضمّت يديها إلى صدرها بينما ارتفع حاجباها في حيرة.
أشار لويس بيده وهو يقول بنبرة عادية: “آه، صحيح؟ هذه غرفتك، وتلك هي الغرفة التي ننام فيها.” ثم استدار نحوها وقال: “تعالي، سأريك المكان.”
بدأ في التجول داخل الشقة دون أن ينتظرها، بينما كانت ديفون تتابعه بصمت.
في نظرها، كان كل شيء حديثًا جدًا. رغم أن الشقة أصغر بكثير من القصر، إلا أنها كانت مثيرة للاهتمام. لم تكن هناك أسوار أو أبراج أو ممرات واسعة كما في منزلها القديم. لا قاعات عرش، ولا أجنحة ملكية، ولا أروقة طويلة.
كل شيء في هذا المكان كان في متناول اليد. الحمامات، المطبخ، طاولة الطعام، غرفة المعيشة، والغرف كلها قريبة من بعضها.
توقف لويس فجأة عندما سمع ضحكتها الخافتة، فالتفت إليها وهو يميل رأسه في حيرة. “لماذا تضحكين؟”
هزّت ديفون رأسها برفق وهي تغطي شفتيها بقبضتها، قائلة: “لا شيء، فقط أجد هذا ممتعًا.”
كانت تضحك من واقع أنها تعيش حياة مختلفة تمامًا، في جسد مختلف، بعيدًا عن جدران القصر الباردة ورائحة الموت والقيود التي كرهتها.
رفع لويس كتفيه قائلًا: “حسنًا… أنا من يجب أن يجد هذا كله ممتعًا.”
في الحقيقة، لم يكن اختيار هذا المكان اعتباطيًا. بعد توقيعهما العقد، انتقلت ديفون إلى هذه الشقة دون أي اعتراض. أما لويس، فلم يكن ليقبل بالبقاء في شقة ضيقة كما كانت شقتها السابقة، ليس لأنه متطلب، ولكن لأنه يقدّر راحته ونومه.
التفتت ديفون إلى باب إحدى الغرف وسألت: “إذًا، هذه هي غرفتي؟”
“نعم، هذه غرفتك. يمكنك النوم هنا أو قضاء اليوم كله داخلها.” أجابها لويس وهو يفتح الباب.
عندما دخلت، فوجئت بأن غرفتها لم تكن مثل باقي الشقة. كانت متواضعة جدًا، تحتوي فقط على سرير، مكتب عليه حاسوب محمول، ثلاجة صغيرة، مكتبة، ولوحة كبيرة عليها صورة لويس معلقة على الحائط.
كان الجو داخلها مظلمًا بعض الشيء، لكن حتى عندما أضاء لويس الأنوار، لم تستطع ديفون التخلص من الإحساس الكئيب الذي خيم على المكان.
قال لويس وهو ينظر إلى زاوية الغرفة: “طلبت تنظيفها، فقد كانت مليئة بالقمامة… والدم.”
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يضيف: “كما أنني صادرت قهوتك المفضلة وجميع أطعمة النودلز سريعة التحضير. الطبيب قال إن نظامك الغذائي سيئ للغاية، وعليك تناول طعام صحي.”
ظلت ديفون صامتة، وهي تحدق في الغرفة دون أن تدخلها. شعرت كما لو أن قدميها قد تثبتتا في الأرض.
تمتمت في داخلها وهي تعض شفتيها: “هذا الشعور… يشبه تمامًا إحساسي عندما كنت محتجزة في ذلك البرج.”
على الرغم من أن الغرفة كانت أكثر حداثة من البرج، إلا أن الجو الكئيب الذي يخيم عليها جعل قلبها ينقبض. أن تكون محبوسة بعيدًا عن العالم هو أشبه بفقدان الحرية.
لكن المفارقة أن صاحبة هذا الجسد كانت الأكثر حرية، ومع ذلك اختارت أن تحبس نفسها في غرفة مظلمة.
بينما كانت تنظر حولها، عبست ديفون قليلًا ثم سألت: “لماذا تبتسم هكذا، يا صديقي؟” وهي تشير إلى الصورة الكبيرة المعلقة على الحائط.
نظر لويس إلى الصورة قبل أن يضع يده على رأسه قائلاً: “آه… نسيت أنها لا تزال هنا.”
في المرة الأولى التي دخل فيها هذه الغرفة، لم يلاحظها لأنه كان مشغولًا بإنقاذ حياتها. ولكن الآن، بعد أن ألقى نظرة عليها، لم يستطع إلا أن يحكّ رأسه بإحراج.
ثم أضاف بلهجة ساخرة: “في السابق، كنتِ ترغبين في ممارسة الفودو، فطلبتِ صورتي وبعضًا من شعري.”
“…”
*****
[الفودو ممكن تقولو كدة معناه شعوذة او سحر]
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "15"
يمه ديفون الأصلية مب صاحيه