كان من الطبيعي أن تتصرف بهذه الطريقة. رغم أنها كانت في جسد مختلف، إلا أن عادتها في الاستماع إلى شعبها لم تختفِ بسهولة.
“لا.” جاء رد لويس سريعًا وحاسمًا.
“لماذا؟” سألت وهي تميل رأسها إلى الجانب. “هل يتطلب الأمر الكثير من المانا لاستدعائه؟”
“ماذا؟”
“هذا الشيء.” أشارت إلى الهاتف الذكي. “يبدو كأنه أداة مريحة، لكنني أعلم أن هناك دائمًا حقيقة مظلمة خلف الأشياء المبهجة.”
توقفت ديفون لبرهة، ثم نظرت إلى لويس بجدية. لم يستطع الأخير سوى أن يقطّب حاجبيه بينما حاول تحليل كلماتها الغريبة.
“إنه عبد، أليس كذلك؟ إذا كان الجنيّ محبوسًا بداخله ومهمته الوحيدة هي إيصال الرسائل من بعيد، فلماذا لا يخرج؟ ربما هذا الجهاز هو سجنه؟”
“ما هذا الهراء؟” ارتجفت عين لويس عند سماعه استنتاجها السخيف.
ما زاد الأمر سوءًا هو أن تعابيرها أظهرت مدى جديتها. عبد؟ سجن؟ ما الذي تتفوه به بحق الجحيم؟
“قد أبدو كالمنافقة، لكنني لا أرغب في استخدام أدوات تؤذي الآخرين لمجرد راحتي.” تنهدت ديفون بخفة، ونظرت إلى الهاتف وكأنها ترى شيئًا مأساويًا.
في البداية، كانت تجد الأمر مسليًا، ولكن الآن بعد أن فكرت فيه، أدركت أن الأشياء التي تبدو ممتعة غالبًا ما تخفي حقائق مرعبة. كما هو الحال في مملكتها، حيث كان هناك أناس مستعبدون يعملون لتوفير الراحة للطبقة العليا.
ولكن، الكثيرون ظلوا جاهلين بهذه الحقيقة السوداء، وكانت هي أيضًا غافلة عنها حتى صادفت الحقيقة بنفسها.
تذكُّرها لهذا الأمر جعلها تشعر بالذنب لسماعها المحادثة بسعادة في البداية. شدت قماش قميصها بإحكام على حجرها.
تجعد وجه لويس بضيق، ثم نظر إلى المرآة الخلفية. بمجرد أن التقى سائق السيارة بنظرة رئيسه، بلع ريقه بسرعة ورفع الحاجز الفاصل.
“عن أي هراء تتحدثين؟” بمجرد أن تأكد لويس من عدم وجود من يستمع إليهما، التفت إليها وسألها.
“قد يبدو الأمر طبيعيًا للنبلاء أمثالك. لا أريد الحكم على صديقي لمجرد أنه غير مدرك لذلك.” خفضت رأسها، عضت شفتيها من الداخل.
“عن أي هراء تتحدثين؟ لو كنا قبل 200 عام، ربما كنت سأصدقك. ألم تسمعي عن التكنولوجيا من قبل؟” رغم حيرته من هذا الحديث الغريب، تحدث لويس بما خطر في باله.
“كنت أمزح فقط بشأن الرجل الصغير داخل الهاتف.” تنهد لويس بعمق. “كيف أشرح لك بطريقة تفهمينها بسهولة؟”
راح يفكر في طريقة مبسطة لشرح الأمر لها. لم يكن يتوقع أن يتطور هذا الحديث إلى هذا الحد.
“هل ينبغي أن أكسر الهاتف لأريها؟” نظر إلى جهازه بتردد. كان هاتفًا مهمًا بالنسبة له.
“لا يهم. استمعي جيدًا.” لوح بيده ثم اقترب منها ليعرض لها هاتفه.
كما طُلب منها، أنصتت ديفون باهتمام. عرض عليها لويس كيف يعمل هاتفه، وقدم لها أمثلة حول وظائفه. وأوضح لها أن حديثه عن “الرجل الصغير داخل الهاتف” لم يكن سوى مزحة.
كان مجرد شقيق مزعج، لكنه لم يشرح الأمر بهذه الطريقة.
استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى شرح كل شيء، حتى أن لويس شعر بالإرهاق. كان معتادًا على تقديم العروض والاستماع إلى الاجتماعات الطويلة، لكنه شعر أن هذه المحادثة وضعتْهُ في موقف مشابه بعد سنوات.
“إذًا، هل فهمتِ الآن؟” أمال رأسه نحوها.
“أوه…” أومأت ديفون بتفهم. “التكنولوجيا… تبدو معقدة. لكنها مذهلة.”
قد تبدو ديفون بريئة وغافلة عن الأشياء الواضحة، ولكن خلال هذا الحديث القصير، أدرك أنها ليست غبية.
إنها فقط تجهل بعض الأمور، لكنها سريعة البديهة.
“لم أتخيل أنني سأقضي إجازتي بهذه الطريقة…” تمتم لويس وهو يحكّ جبهته برفق.
“هل يمكنني؟” رفعت حاجبيها، مشيرة إلى هاتفه.
“بالتأكيد.” دون أي تردد، سلّم لها هاتفه. هاتفه الذي لم يُسمح لأي شخص آخر بلمسه من قبل.
ما إن أمسكته، حتى بدأت تمسح بإصبعها يمينًا ويسارًا. بالصدفة، ضغطت على الكاميرا.
ارتجفت قليلًا عندما رأت انعكاس وجهها. “مرآة؟”
لم يكن لويس منتبهًا، لكنه استدار نحوها متسائلًا. لمح صورتها على الشاشة، فتقلصت عيناه.
“إنها ليست مرآة، بل كاميرا مدمجة.” قال وهو يميل إليها حتى ظهر في الإطار بجانبها.
“كاميرا؟” قطّبت ديفون حاجبيها وهي تنظر إلى لويس عبر الهاتف.
“الكاميرات تلتقط اللحظات وتجمّد الزمن لتتمكني من الاستمتاع بها لاحقًا.” أوضح وهو يوجه يدها التي تمسك الهاتف.
تابعت ديفون توجيهه بينما مدت ذراعها، عيناها مركّزتان على الشاشة.
“ثم اضغطي هذا الزر.” انحنى برأسه قليلًا نحوها.
عندما شعرت ديفون بأنفاسه تلامس أذنها، استدارت نحوه غريزيًا. للحظة، حُبست أنفاسها لرؤيته عن قرب… قريبًا جدًا.
“كليك”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة. ثم غمز بعينه.
“انظري؟” تراجع ببطء وسحب هاتفه.
دون انتظار، فتح معرض الصور ليرى النتيجة. وعندما ظهرت الصورة أمامه، تلألأت عيناه برضى.
“ليست سيئة.” علّق بإعجاب، وأومأ برأسه. “سأحتفظ بها. هيه.”
أخذت ديفون نفسًا عميقًا وحدّقت في الهاتف. للوهلة الأولى، فوجئت برؤية نفسها هناك.
“أنا… في الصورة!”
تجاهلت تمامًا مدى قربهما في الصورة، وبدلًا من ذلك، اندهشت من أن الجهاز قد “أمسك بها”.
“معلومة طريفة: عندما تنامين، ستُحبسين في الهاتف إلى الأبد.” قال لويس بمكر، مستمتعًا برد فعلها.
شهقت ديفون في صدمة، وحدقت به بعدم تصديق.
‘هل كذب علي بشأن التكنولوجيا؟!’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "14"