تبعت ديفون لويس من الخلف. ولكن عندما وصلا إلى الباب، توقفت فجأة وضمت يديها إلى صدرها. استدار لويس، الذي كان قد خرج بالفعل من الباب، ورفع حاجبيه عندما رأى التردد والقلق يتسللان إلى ملامحها.
“ما الذي تفعلينه، يا صديقتي؟” سألها بفضول.
“أه…” فتحت ديفون فمها، لكنها لم تستطع نطق أي كلمة. شفتها السفلى ترتجف بينما تستعيد ذكريات مخاوفها في حياتها السابقة.
رغم علمها أنهم منحوا لها فرصة العيش في جسد شخص آخر، إلا أن ذكرياتها كانت لا تزال سليمة. ذكرياتها في القلعة، حيث أمضت حياتها في العذاب.
“أنا، أه…”
زفر لويس بضيق، لكنه لم يكن يريد إجبارها على أي شيء. لذا، مد يده نحوها وعرضها عليها.
“إذا كنتِ خائفة، أمسكي بيدي.” قال، مصحوبًا بزفرة أخرى. “لا أحد سيؤذيكِ، أؤكد لكِ ذلك.”
كان صوته حازمًا ومطمئنًا. رفعت ديفون حاجبيها وهي تعض شفتها السفلى، محركة نظرها بين عينيه ويده الممدودة.
“حسنًا…” أجابت بخجل وهي تمد يدها إليه ببطء.
بمجرد أن انزلقت أصابعها داخل يده الكبيرة، أخذت نفسًا عميقًا. راقبها لويس بصبر وهي تحاول التغلب على خوفها، الذي لم يكن يعلمه.
وحينما زفرت بارتياح، رفعت ديفون رأسها إليه وابتسمت. كانت ابتسامتها والطريقة التي تلألأت بها عيناها وكأنها حققت إنجازًا عظيماً قد فاجأته.
“يا سيدي…” همست وهي تضغط على يده بلا وعي. “لقد فعلتها.”
“هاه…” كان لويس عاجزًا عن الكلام أمام رد فعلها، مما جعله يشعر بالتناقض.
لقد خرجت فقط من غرفة المستشفى، لكنها بدت وكأنها فازت بميدالية ذهبية في الأولمبياد.
دون أن ينتظرها، بدأ بالمشي وسحبها معه. ومع ذلك، لم تشعر ديفون بأي ألم وهو يمسك بيدها.
نظرًا لأن خطواته كانت كبيرة، اضطرت إلى الهرولة للحاق به. نظرت حولها وهي تمر بجانب الممرضات والمرضى.
“يا سيدي.” نادته وهي تسرع للحاق به.
من شدة القلق الذي شعرت به أثناء المشي وسط الناس، اقتربت ديفون من ظهره أكثر. ومن منظور شخص آخر، كان من السهل أن يُظن أنهما حبيبان.
لكن الحقيقة أنهما لم يكونا كذلك. ومع ذلك، لم يعر لويس ذلك أي اهتمام حتى توقف أمام المصعد.
بينما كانا ينتظران فتح المصعد، أدار رأسه نحوها، وسرعان ما وقع نظره على يديهما المتشابكتين.
لم يكن هناك أي تعبير واضح في عينيه وهو يحدق في يده التي تمسك بيدها. لم تكن هذه المرة الأولى التي يمسكان فيها أيدي بعضهما. بل حتى أنهما احتضنا بعضهما من قبل.
ولكن، هذه كانت المرة الأولى التي يمسكان فيها الأيدي علنًا. ولم يكن هذا جزءًا من اتفاقهما.
رفع لويس نظره إلى جانب وجهها. كانت ديفون تضغط على صدرها، مبتسمة وهي تعض شفتها السفلى.
“ما خطبها؟” تساءل داخليًا. “آه… رأسها.”
“ما هذا، يا سيدي؟” سألت ديفون عندما استقر تنفسها وهدأت دقات قلبها.
رفعت رأسها لترى أنه كان يحدق بها.
“هل أنا سيدك أم صديقك؟ حددي موقفك.” قال بنبرة ساخرة.
“أوه!” انفلتت منها ابتسامة محرجة. “أعتذر، يا صديقي. لقد غمرتني هذه اللحظة، شعرت أن قلبي سينفجر.”
كانت ديفون تلهث بابتسامة، ووجنتاها قد تلونتا بدرجة خفيفة من الاحمرار. كانت محرجة.
“أي لحظة؟” أمال رأسه إلى الجانب. “لا تقصدين هذه؟”
رفع يديهما وهو يرفع حاجبه.
بعد كل شيء، الطريقة التي قالتها بها قد تؤدي إلى سوء فهم. ولويس لم يكن يحب سوء الفهم، لذا سألها مباشرة.
“ماذا؟” نظرت ديفون إلى يديهما، ثم هزت رأسها، وتألقت عيناها أكثر.
“بالطبع لا!”
كان الأمر، في الواقع، شيئًا آخر.
كأميرة حُبست في برج حتى يوم بلوغها سن الرشد، جعلها هذا الشعور تشعر بالسعادة الغامرة.
فحتى بعد زواجها، لم يُسمح لها بالخروج. أينما ذهبت داخل قفصها الضخم – الذي كان يُدعى القصر – كان الخدم يحيطون بها.
لكن الآن، في هذا الجسد، وفي هذا المكان الغريب الذي لم تره من قبل، أدركت ديفون أنها تحررت.
مثل طائر هرب أخيرًا من قفصه، بات بإمكانها الطيران بحرية دون قيود أحد.
ولكن، تمامًا عندما كانت على وشك أن تذرف دموع الفرح، أطلق لويس يدها. فتح كفه، تاركًا يدها تسقط من قبضته.
“هاه؟”
تجاهل تعبيرها المرتبك وهو يوجه رأسه نحو المصعد.
“إنه المصعد.” أجاب على سؤالها السابق كنوع من التهرب.
“أوه…” رغم ارتباكها من تغير مزاجه الغريب، أومأت ديفون وابتسمت.
“مصعد…” تمتمت ثم نظرت إليه من الجانب. “وما هو؟”
“دِينغ!”
فجأة، لفت انتباهها صوتٌ بينما انفتح المصعد ببطء.
تراجعت ديفون خطوة للخلف.
“هذا هو المصعد…؟”
وبينما خرجت كلمات الدهشة من شفتيها، دخل لويس بلا تردد.
بعد خطوتين، توقف ونظر إلى الأسفل.
كانت ديفون متشبثة بحافة كُمِّه. رفع نظره إليها ببطء.
“ألم تؤكد لي؟” سألت بلهفة.
“بلى.”
“إذن، لماذا تركت يدي؟” وسرعان ما ألقت بسؤالها التالي.
“لقد أكدت لكِ أن لا أحد سيؤذيكِ. وما زلت عند وعدي. لكن، ماذا عني؟” أجاب لويس بنبرة ذات مغزى.
أربكها جوابه الغامض، فعبست وهي تميل رأسها قليلًا.
“لا تقلقي. لنذهب.” أشار إليها بالدخول، مما سمح لها بالتشبث بكمِّه أثناء دخولهما.
رغم خوفها الطفيف، دخلت ديفون المصعد. شاهدته وهو يضغط على زر قبل أن يقف بلا حراك.
قبضت ديفون على كُمِّه بإحكام، محتبسة أنفاسها عندما أُغلِق الباب.
“ما-ما…” لم تستطع إنهاء جملتها عندما اهتز المصعد قليلًا.
“آه!” ضغطت نفسها على ظهره، مغلقة عينيها بشدة.
“إنه مجرد مصعد. استخدامه أفضل من الدرج.” قال بوجه جامد.
عند سماع ملاحظته، فتحت ديفون عينًا واحدة، ثم تبعتها الأخرى. نظرت حولها، ولم يتغير شيء.
“مصعد…” تمتمت بصوت خافت. “إلى أين سيأخذنا؟”
“إلى الأسفل.” نظر إليها لويس والتقط تعبيرها المصدوم.
رؤية أنها احتبست أنفاسها، انحنت زاوية شفتيه بمكر.
“إلى-إلى الأسفل، أين؟”
“إلى الجحيم.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "10"
مرريييض كيف يقول لها كذا ههههههههههه
تضحك لطيفه مرره