هو البستاني العجوز الذي كان يسكن سابقًا في السكن المنفصل حيث تقيم إيفنيا ورانلي الآن.
وجهه ما زال غارقًا في التجاعيد، وبشرته قد اسودّت وتصلّبت بفعل الشمس.
كان تسريح شعره وثيابه البالية كما هما لم يتغيّرا منذ سبع سنوات. الأمر الوحيد الذي تغيّر هو شعره، الذي كان ممتزجًا بالخُصل الرمادية، وأصبح الآن أبيض بالكامل.
صرخ في وجه مساعد المطبخ.
“إذا لم يكن هناك خبز كافٍ، فاذهب واخبز المزيد! أتريد أن تترك عجوزًا يموت جوعًا؟”
“ما الذي تقوله؟ لقد انتهيت للتو من الأكل!”
“وماذا أفعل إن لم يكن كافيًا؟”
تمتم مساعد المطبخ وهو يضع سلّة الخبز، متأثرًا بأسلوب البستاني الفظّ.
ثمّ التفت العجوز نحو إيفنيا التي كانت واقفة تراقب بتوتر، وحدّق فيها بنظرات حادّة.
“هل ستقفين هناك طوال اليوم؟ كنتِ أسرع من هذا. ماذا بكِ، هل تحوّلتِ إلى حلزون؟”
“هانس! قال إنّ أخته اصبحت خضراء واضطرت لغسل وجهها عشر مرات!”
“حقًّا؟ هذا ليس ما سمعته ماما.”
“لا؟”
“لا. ماما أكلت الكثير من البازلاء، ولهذا السبب أصبحت طويلة!”
“واو! أريد أن أصبح طويلة مثل ماما!”
أرخى آراد قبضته، ووضع أطراف أصابعه على الباب.
كانت حرارة الداخل تنفذ إلى جسده، لكن في أعماقه، تسلّل إليه برد لم يشعر به من قبل.
شعور غريب بعدم الارتياح بدأ ينهض داخله.
منزعجًا، طرق الباب بقوة.
“افتحي الباب، إيفنيا.”
دَوّى وقع أقدام سريعة من الداخل، ثمّ فتحت إيفنيا الباب بحذر، وعلى وجهها علامات الدهشة.
“الـ… الدوق؟”
دفع آراد الباب ودخل.
راح يتأمل المكان المزدحم، حيث تتكدّس الأغراض حتى السقف، وارتسمت على وجهه علامات الاشمئزاز.
“هل كنتِ تعيشين في مكان كهذا؟”
أخفضت إيفنيا نظرها وردّت بهدوء.
“بفضل عنايتك، سيّدي…”
“عناية؟ هل تعتبرينني قمامة؟”
“هاه؟”
“لو قلتِ لي إنّ الوضع بهذا السوء، لكنتُ علمتُ.”
لو أنها جاءت إليه وشرحت له الأمر، لما سمح لها وللطفلة بأن تعيشا في مثل هذا المكان.
شعر آراد بالغليان في دمه.
لماذا هو من يشعر بالقلق الآن؟
كان يعضّ على أسنانه، بينما كانت إيفنيا تختار كلماتها بحذر، قبل أن تصمت.
أراد أن يسمع صوتها، أن تتحدث أمامه بحريّة كما اعتادت.
فقط حينها، كان سيشعر بالراحة.
“أليس لديكِ ما تقولينه؟”
“…أنا آسفة.”
لكن اعتذارها زاد من شعوره بالضيق بدلًا من أن يريحه.
كان غارقًا في مشاعر لا يفهمها، فألقى بها على عاتق إيفنيا.
“أنتِ مزعجة كما كنتِ دائمًا.”
“أنا آسفة.”
“توقفي عن قول ‘آسفة’.”
“أشعر بالخجل.”
“هاه.”
نظر إلى رأسها المنحني.
طوال الليل، كان قلبه على وشك الانفجار لمجرّد علمه بأنها قريبة…
لكنّ الآن، يكاد ينفجر من الغضب الذي لا يستطيع وصفه.
كان يريد أن يقول شيئًا جارحًا، لكنه تراجع، فقد لمح رانلي مختبئة في الزاوية تراقب بخوف.
“…سأطلب من كبير الخدم تنظيف هذا المكان. استعدّي لذلك.”
وغادر المكان فجأة.
حين وقف وحده خارج السكن المنفصل، أدرك أخيرًا مشاعره.
كان غاضبًا لرؤيته إيفنيا سعيدة مع رانلي.
إنّه غضب تافه… على سعادتها في مكان لم يكن فيه.
بينما هو يعيش على ذكراها، بدا أنّها محته تمامًا من حياتها.
استرجع صوت إيفنيا وهي تتحدث مع الطفلة بمودة.
السنوات التي لم يكن فيها جزءًا من حياتها جعلتها تبدو بعيدة جدًا عنه.
إنها إيفنيا، ولكن ليست إيفنيا التي عرفها.
كان قلبه في اضطراب.
كأنها صارت سرابًا لا يمكن لمسه مهما مدّ يده.
عاد إلى القصر، ووبّخ هامبتون بغضب.
“السكن المنفصل مليء بالخردة. لماذا لم تخبرني عن حالته؟”
أليس من واجب كبير الخدم أن يبلّغ عن أدقّ التفاصيل؟
لكن هامبتون، وقد شعر بمزاج آراد السيّئ، اكتفى بالانحناء.
“أعتذر، سيدي.”
“لا أريد رؤية هذا الخراب. تخلّص من كلّ النفايات، ونظّف المكان كما ينبغي.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"