نصحها إيزاك بقلب كلّ شيء رأسًا على عقب، لكن بياتريس لم تستطع أن تقول كلامًا مؤذيًا للآخرين.
استلقت مجدّدًا، مطمئنة لأنّها لم تضطرّ للغضب كثيرًا. لم يمضِ وقت طويل حتّى فُتح الباب مجدّدًا.
«أحضرنا لكِ ماءً جديدًا، جلالتك.»
أحضرت الوصيفات ماءً ساخنًا، أبيض يتصاعد منه البخار.
صببن الماء المغليّ مباشرة في الحوض، وكانت الفقاعات لا تزال على السّطح.
تصلّبت بياتريس مجدّدًا، وسمعت صوت احتكاك خفيف.
«بما أنّكِ قلتِ إنّكِ تشعرين بالبرد، فقد سخنّاه لكِ. اغتسلي بسرعة واذهبي لرؤية جلالته.»
قالت الوصيفة وهي تمسك الحوض أمام بياتريس. في تلك اللّحظة، شعرت به بوضوح.
‘لقد احتقروني طوال الوقت. لا بدّ أنّ هؤلاء ظنّوا رحمتي خضوعًا وكانوا يسخرون.’
لا أحد يحميها في غرفة النّوم، وربّما ستقضي بقيّة حياتها هكذا…
‘تولّي الأمر بنفسكِ.’
جاءتها تلك الكلمات في تلك اللّحظة. اندفع شيء داخلها.
دفعت بياتريس الطّاولة الجانبيّة بكلّ قوّتها.
طار حوض الماء السّاخن، وأدوات الزّينة، والمناشف الجافّة نحو الوصيفات.
بوم!
«آه!»
«آه، ساخن…!»
مع صوت تحطّم عالٍ، سقط الحوض المزيّف على الأرض وتحطّم.
أصيب أحدهم بزجاجة عطر في جبهته، ورُشّ آخر بالماء السّاخن.
قامت بياتريس واقفة، تراقب تراجعهنّ. جلست الوصيفة المبلّلة وغطّت وجهها.
«ساخن؟»
«يا الهي، ، إمبراطورة…»
«هل سأضطرّ لسؤالكنّ أربع أو خمس مرّات قبل أن تجبن؟»
سألت ببرود، وأمسكت بياتريس بشعرها ودفعتها للخلف.
«كخ!»
«يا إلهي، لا بدّ أنّه كان ساخنًا جدًّا. وصل إلى وجهكِ أيضًا، ماذا نفعل بهذا؟»
احمرّ خدّ إحدى الوصيفات. دغدغته بياتريس بلطف ثمّ دفعتها إلى الأرض.
عندما رفعت نظرها، رأت تعبيرات الذّعر على وجوههنّ.
«ماذا تنتظرن؟ أحضرن ماءً جديدًا.»
بأمر بارد، هرعت الوصيفة التي التقت عيناها بها خارج الغرفة وأحضرت حوضًا جديدًا.
لم يكن حرارته سيّئة، لكن بياتريس قلبته مجدّدًا.
ثمّ، وهي تنظر إلى الوصيفات الشّاحبات، قالت:
«لا يعجبني الحوض. أحضرن آخر.»
قلبت بياتريس خمسة أحواض إجمالًا.
لم تعجبها خطوات الوصيفات، والمناشف كانت قاسية جدًّا. بعد تصحيح هذه التّفاصيل، أشارت أخيرًا إلى تعبيرات الخوف.
«كنتنّ تضحكن سابقًا على ما كان مضحكًا، فلمَ تعبيراتكنّ هكذا الآن؟»
انكمشت الوصيفات كتفيهنّ. ركعت إحداهنّ بسرعة.
«اغفري لنا، يا جلالة الإمبراطورة.»
كانت صاحبة الماء السّاخن. كانت الأقرب، فغطّاها الماء السّاخن، وخدّها لا يزال ساخنًا.
«عن ماذا تطلبين الغفران، أيتها الغبيّة؟ عن إحضار ماء ساخن أحرق وجهكِ، عن جرأة فتح الباب دون إذن سيّدتكِ، عن إيقاظي من نومي، عن إجباري على ارتداء فستان ممزّق؟»
«…»
«أم عن تعمّد فتح الباب واسعًا حاملةً الثّياب؟ أم عن فعل شيء لم آمركِ به ثمّ ادّعيتِ أنّه أمري؟ أم عن ضحككنّ بينكنّ وأنتنّ ترينني أكافح؟»
التعليقات لهذا الفصل " 93"