من يدخلون في زيجات حبّ كان عليهم تحمّل المسؤوليّة، إذ اختاروا الزّواج بأنفسهم.
كان يُعتبر خيانة عظمى أن يستثمر المرء في محظيّة، وعرض الحنان للزّوجة من حين لآخر كان يُعدّ فضيلة كبرى.
ورغم علمها بذلك، كانت بياتريس تحسد إيزابيل قليلًا.
تساءلت لو أنّها تزوّجت منه، هل كانت ستكون أسعد ممّا هي عليه الآن.
لم تكن خالية من الشّعور بالذّنب عند هذه الفكرة.
لكنّها فكّرت بعدها في هاينريش الّذي عيّن دوق مديرًا لها، الرّجل الّذي كانت قد أحبّته قبل زواجهما.
بعد تعيين إيزاك مديرًا لبياتريس، غادر هاينريش إلى حرب في بلد بعيد.
في غيابه، ازدادت وحدة بياتريس.
حاولت الوصيفات مجدّدًا أن يجعلن بياتريس مضحكة بإحضار فساتين خارج الموضة أو غير موسميّة ومجوهرات غير متناسقة، كأنّهنّ يستطعن خداعها.
عندما تأمر بياتريس بإحضار ثياب أخرى، كنّ إمّا يتظاهرن بعدم الفهم أو يتنهّدن بضجر.
استمرّت الاجتماعات السّياسيّة.
«اقترحت الإمبراطورة توسيع القصر الجنوبيّ، لكن يجب أن يوافق الإمبراطور أوّلًا. فكرة توسيع دار الأيتام التي ذكرتِها جيّدة أيضًا، لكنّني لست متأكّدًا إن كان… جلالته سيوافق…»
مع استمرار حروب الفتح لاستعادة الأراضي المفقودة، كان عدد الأيتام واللّاجئين يتزايد بسرعة هائلة.
كانت الحاجة إلى مرفق لرعايتهم واضحة، لكن الوزراء لم يكونوا مستعدّين للاستماع إلى الإمبراطورة التي نشأت كزهرة في دفيئة.
كان هاينريش ليحدّق أو يصرخ أو ربّما يشهر سيفه، لكن بياتريس لم تُعلَّم يومًا كيفيّة التعامل مع أحد بهذه الطّريقة.
خفضت رأسها لتخفي حرجها.
«إذًا، ماذا عن إيواء الأيتام والفقراء في قصر الكونت وقصره؟»
«…؟»
كان إيزاك هو من كسر الصّمت.
ورث دوقية بعد زواجه بقليل ولم يكن يخاف من قول رأيه حتّى أمام النّبلاء الأكبر سنًّا.
«مع هذا العدد الكبير من الأطفال الّذين فقدوا والديهم في الحرب، ألم تقل إنّه لا يمكن بناء دار أيتام حتّى تأتي أوامر جلالته؟ يبدو أنّ الكونت يوافق على الفكرة، لذا… إن اعتنى بالأيتام والفقراء، ألن يرضي ذلك الجميع؟»
«يا دوق، ما هذا…!»
«ورغم أنّ العدد ضئيل جدًّا، فسيكون مساعدة صغيرة إن وضعنا خمسين شخصًا في قصر الكونت ومئة في القلعة. ما رأي جلالتها؟»
التعليقات لهذا الفصل " 92"