ما إن خرجت تينيري حتّى نادت خادماتها المخصّصات ليساعدنها في التزيّن.
وبعد أن انتهت، اتّجهت لورا مباشرة إلى المكتبة.
رغم أنّها جاءت أصلًا لتصفّح كتب الأنساب للنبلاء الكبار لتكوين علاقات، إلّا أنّها توقّفت اليوم أمام الرفّ الممتلئ بكتب تربية الأطفال.
〈من المهد إلى الخطوة الأولى〉،
〈موسوعة انسة مينيرفا في تربية الطفل〉، 〈التعامل مع الأطفال الحسّاسين〉، 〈الأمّهات بحاجة إلى الرعاية أيضًا〉، 〈21 طريقة لتربية طفل دون غضب〉، 〈101 مبدأ لمربيّة عاقلة〉.
تصفّحتها وابتسامتها خبيثة.
«أنا مربيّة إمبراطوريّة.»
سعلت لورا بزهو.
بوجهٍ متكبّر قليلًا، اختارت بعض الكتب وقلّبتها.
بعض الكتب كُتب بلغة بسيطة يستطيع حتّى طفل صغير قراءتها، وبعضها مليء بمصطلحات غريبة.
اختارت لورا الأخيرة.
«هذا ما يجب أن تقرأه مربيّة إمبراطوريّة.»
ما إن تتزوّج تينيري وتُتوّج إمبراطورة، ستكون هي محطّ الأنظار.
لذا كان عليها أن تعدّ نفسها مربيّة لائقة بوليّ العهد قبل ذلك.
إذا كنتِ مربيّة في القصر الإمبراطوريّ، فلا بدّ أن تكوني على دراية بعشرين كتاب تربية على الأقلّ.
لكن…
«… ماذا. ماذا يعني هذا؟»
لورا التي كانت تحاول أن تكون مربيّة ذكيّة وكاملة تتقن كلّ أنواع كتب التربية، انتهى بها الأمر بالذعر قبل أن تقلب بضع صفحات.
كانت تساعد المربيّات في رعاية الأطفال سابقًا، لكنّها كانت مجرّد خبرة عمليّة.
كان الكتاب مليئًا بنظريّات لم تسمع بها قطّ، وأسماء علماء، وحتّى لغات قطبيّة لم تفهمها.
«من يقرأ هذا؟»
قلّبت لورا بسرعة إلى الخلف.
عندما رأت أنّ قائمة المراجع أكثر من صفحتين، أغلقت الكتاب وقامت.
«….. الحياة عمليّة.»
ما الفائدة من النظريّة إذا كان بإمكانكِ فقط تربية طفل؟
«ينبغي أن أقرأ حكاية خرافيّة أخرى للأمير عندما يكون لديّ وقت لهذا الدراسة العبثيّة.»
غادرت لورا غاضبة، عائدة إلى مكان الكتاب.
لكن صوتًا أوقفها.
«لهذا يقولون إنّ على السيدة أن تكون وديعة. يا للرعب! أن تعتبر طفل شخص آخر طفلها وتربّيه مدى الحياة.»
«لا، ماذا تعنين؟ كم مرّة رأيتُ رجالًا يرمون أبناءهم غير الشرعيّين الذين وُلدوا خارج البيت لزوجاتهم لتربيتهم…… من الأفضل أن نختار فقط نساءً يقدن الدور. هكذا لن نقلق بشأن دم من هو.»
«على أيّ حال، أليس الأمر خطيرًا قليلًا أن يكون جلالته ربّما ليس من دم إمبراطوريّ؟»
كان المتحدّثون مجموعة من النبلاء الشبّان يحملون كتبًا.
اختبأت لورا بسرعة خلف الرفّ.
«ماذا قال للتوّ؟»
الإمبراطور ليس من دم إمبراطوريّ؟
لأنّ ليونارد قيّد دخول الخدم، لم تسمع لورا التي رافقت الأمير وتينيري الشائعات التي انتشرت في العاصمة.
شهقت، مخفية ذهولها من الخبر المفاجئ.
«سواء كان صحيحًا أم لا، دوق سالفاتور مجنون، إمّا أن يجرؤ على الكذب بشأن دم الإمبراطور، أو أنّه يحاول تزويج أبنائه.»
«الآن فقط الفصيل النبيليّ متحمّس. في النهاية، بما أنّ جلالته يشبه الإمبراطورة الأم، لن يكون هناك طريقة لإثبات النسب.»
الكلمات التالية كانت أسوأ.
من المجنون؟ من يحاول تزويج الإمبراطور؟
استندت لورا إلى الرفوف.
كان النبلاء الشبّان يهمسون بينهم، لكن لم يكن صعبًا سماعهم في المكتبة الهادئة.
«… لهذا الإمبراطورة صامتة رغم أنّها ولدت أميرًا.»
«أشعر بالشفقة عليها وعلى الأمير.»
«حرام، لكن حتّى لو كان ما قاله دوق صحيحًا، وُلد وتُربّي ليكون وريث العرش الإمبراطوريّ، فماذا سيحدث له؟»
«لا نعلم ذلك أيضًا. الآن، الفصائل النبيليّة تتدافع للبحث عن العائلة الإمبراطوريّة.»
الهمس المنخفض أفزع النبلاء.
«لا، ماذا سيفعلون به؟ ماذا لو كانت خيانة……»
«شش، هناك أحد قادم.»
عندما سمعت ما يكفي، تحرّكت لورا ببطء بعيدًا.
كانوا منشغلين جدًّا بالدردشة بينهم لينتبهوا لاقترابها.
«حتّى لو لم يكن الأمر كذلك… وجود شخص بدم إمبراطوريّ مؤكّد في خطّ الخلافة قد يضغط على جلالته……»
التعليقات لهذا الفصل " 81"