بعد أن أفرغت تينيري قلبها بالبكاء، لجأ الاثنان إلى مأوى يقيهما المطر.
في حالة إعيائهما، قرّر كلٌّ من البشر والخيول أنّه من الأفضل إيجاد كهف فارغ أو كوخ بدلًا من مواصلة السير إلى القرية.
لحسن حظّهما، سرعان ما عثرا على كوخ مهجور.
كان يشبه الحظيرة أكثر منه منزلًا، مغطّى بقماش مشمّع يسدّ الثقب في الجدار بدلًا من باب. لكنّ آثار المسافرين الذين مكثوا فيه كانت واضحة.
“أعتقد أنّ الأفضل أن نبيت هنا الليلة وننطلق غدًا”، قال ليونارد وهو يربط حصانه بعمود.
ربطت تينيري جيمس بجانب حصانه هي الأخرى، ثم تجوّلت بنظرها في المكان.
داخل الحظيرة، أو مهما يُطلق عليه، كانت هناك أسرّة قديمة، ومدفأة، وأثاث بالٍ، وأواني طعام صدئة.
كانوا قد فصلّوا مساحة المعيشة بجدار مؤقت بينها وبين العمود الذي تُربط فيه الحيوانات.
“ما زالت هناك بيوت من هذا النوع…”
ليونارد الذي وُلد وتربّى في القصر، وتينيري التي قضت عامين في منطقة ريفية، كانا يريان مثل هذا المنزل للمرّة الأولى، عدا عن لمحات سريعة لأساليب بناء قديمة في الكتب.
على أيّ حال، لم يكونا معتادين على أدوار الإمبراطور والإمبراطورة.
بنظرات فضوليّة، فتّشا داخل المنزل دون تذمّر، وعثرا سريعًا على حطب وصندوق زناد.
لحسن الحظّ، كان هناك علبة صغيرة من أعواد الثقاب قرب المدفأة.
جلبت تينيري أغصانًا جافّة وقشًّا، وأشعل ليونارد النار بمهارة.
مع اشتعال النار في المدفأة، بدأ المنزل الصغير يشعر بالدفء قليلًا.
“ملابسنا مبلّلة، تينيري.”
بعد أن طال مكوثهما تحت المطر، بدا كلاهما كمن غرق في الماء.
ليونارد، الذي كان يعانق تينيري، كان يبدو أسوأ حالًا منها.
شعرت تينيري بالحرج، فعصرت خصلات شعرها المبللة دون كلام.
“أنا آسفة. كلّ هذا بسببي.”
“كيف يكون المطر ذنبك؟ بما أنّنا أشعلنا النار، فلنخلع ملابسنا أولًا.”
“ملابسنا؟”
تينيري التي كانت تراقب الماء وهو يقطر على الأرض، تفاجأت بكلام ليونارد.
ابتسم ابتسامة خفيفة عندما رأى عينيها تتسعان.
“لا يبدو أنّ لديكِ ما ترتدينه غير هذا، فاخلعي المبلل فقط وأعطيه لي.”
بما أنّهما ابتلّا من المطر فقط ولم يغوصا في الماء، لحسن الحظّ لم يكن عليهما خلع ملابسهما الداخلية.
خلعت تينيري وشاحها المبلل ومعطف الركوب.
كان معطف الركوب الذي ترتديه فوق فستانها طويلًا يكفي ليلمس الأرض، لكنّه مشقوق كالفساتين العادية، فيظهر نصف تنورتها.
بينما تفحصت الفستان المبلل، رفعت تينيري رأسها بخفة.
جذبت انتباهها ليونارد وهو يخلع معطفه الخارجي وصدريّته ويجفّف شعره المبلل.
كانت قميصه الأبيض ملتصقًا بجذعه العلوي، ربما لأنّه كان يحتضنها، فازداد بللًا.
رغم أنّها تعلم أنّها هي السبب في تبلّله، لم تستطع أن تمنع نفسها من الانجذاب إلى ظهره المثلّثي المحدّد، وخصره العريض، وعضلاته التي تنتفخ وتنحسر مع كلّ حركة لذراعيه.
التعليقات لهذا الفصل " 66"