لم تبدُ لورا تدرك أنّ تينيري تحاول ربطها بإريك بصدق.
رفعت تينيري يدها بسرعة.
«لكن هل أنتِ متأكّدة أنّكِ لا تتذكّرين؟»
«كنتُ سكرانة قليلاً، وأعتقد أنّ الماركيز قال لي أن أضربه……»
«……قال لكِ أن تضربيه؟»
«أم…… لستُ متأكّدة حقًّا، أعتقد أنّه قد يكون حلمًا.»
ضحكت لورا بإحراج، خدشت خدّها، وغيّرت الموضوع.
«على أيّ حال، أخيرًا يوم الزّفاف، وصاحب السّموّ الأمير عضو رسميّ في العائلة الملكيّة.»
«نعم. والآن سيكون له غرفته الخاصّة في القصر الرّئيسيّ.»
قالت تينيري، مداعبة خدّ الطفل.
أمسك جوشوا باللّعبة بقوّة وقال شيئًا من وقت لآخر.
كان لا يزال نصف مفهوم ونصف غير مفهوم، لكنّه عمل البالغين الرّد على ما يقوله الطفل قدر استطاعتهم.
نظرت تينيري إلى الطفل وحاولت الرّد بأفضل ما تستطيع.
رؤيتها تحاول استيعابه، تحدّثت لورا بحذر.
«لقد كنتُ أفكّر.»
«ماذا؟»
«أنا… أعتقد، إن كان طفلاً مثل الأمير، حتّى خمسة سيكون بخير.»
تحدّثت لورا بحزم شديد، لكن تينيري لم تفهم فورًا ما قالت.
ابتسمت لورا بسخرية لها.
«كلّما زاد الورثة للعرش، كان أفضل، أليس كذلك؟ صاحب السّموّ الأمير سيكون وحيدًا لوحده. أليس كذلك، صاحب السّموّ؟»
«……»
نظر إليها جوشوا، عيناه واسعتان كأنّه لم يفهم.
تحدّثت لورا مرّة أخرى.
«إنّه أخ الأمير، الطّفل، الطّفل.»
«طفل؟»
«صحيح، طفل.»
«أليس مثل هذا الحديث…… مبكّرًا قليلاً؟»
احمرّت تينيري خجلاً.
انفجرت لورا في الضّحك كأنّها سمعت نكتة مضحكة.
«أوه، هيّا، إمبراطورة، أنتِ في طريقكِ إلى زفاف.»
«……نعم، لكن.»
بما أنّ كلًّا منها وليونارد لا يزالان شابّين وصحّيّين، كانت هناك دائمًا إمكانيّة وجود جوشوا آخر.
لم تفتقر إلى الرّغبة في إنجاب طفل ثانٍ أيضًا.
لكن.
«جلالته لم يبدُ متحمّسًا جدًّا.»
«أوه، ألم يذكر القلق بشأن صحّتكِ؟»
«بعد المحاكمة، حاولتُ التحدّث إليه مرّة أخرى، لكنّه لم يبدُ راغبًا.»
لم يكن ليونارد سعيدًا بكلماتها، رغم أنّها قالت له ذات مرّة إنّها لا تمانع إن ورث الطّفل الثّاني جدّه، الآن بعد أن ثبت أنّ لا مشكلة في الدّم.
لا تعرف إن كان ذلك لأنّها لم تقبله في ذلك الوقت، أو إن كان حقًّا لا نية له بإنجاب طفل ثانٍ.
«…هل تريدين حقًّا إنجاب طفل، جلالتك؟»
«لا أرى سببًا لعدم ذلك، رغم أنّ خمسة سيكون كثيرًا قليلاً……»
تردّدت تينيري، ثمّ رفعت ثلاثة أصابع.
«أعتقد…… ثلاثة سيكون بخير.»
«إذًا لماذا لا توضّحين ذلك لجلالته؟ إن عبّرتِ عن رغبتكِ بإصرار، لن يتمكّن جلالته من إيقافكِ.»
«…هل تعتقدين ذلك؟»
«بالطبع.»
أجابت لورا بثقة، وأومأت تينيري دون إرادة.
أخ ثانٍ. أخ جوشوا.
بما أنّ جوشوا يشبه ليونارد إلى درجة غير عادلة بالنّسبة لها التي ولدته، يمكن أن يشبهها الطّفل الثاني .
«…لورا، ألم تقولي إنّكِ تريدين إنجاب الكثير من الأطفال؟»
«إنّه مجرّد أمل. لكن بمجرّد أن تنجبيهم فعليًّا، قد يكون الألم كبيرًا جدًّا، وقد لا ترغبين في المزيد.»
«حسنًا، عادةً، ليس مؤلمًا إلى هذا الحدّ.»
«في الواقع، قالت أمّي إنّه لم يكن مؤلمًا إلى هذا الحدّ. قالت إنّه مجرّد إزعاج قليل. لم يستغرق حتّى ساعة، بما في ذلك التّحضير… أنا فقط أتمنّى أن أرثها.»
«أعتقد أنّ ذلك ممكن لأنّني كنتُ في مخاض لستّ ساعات وقالوا إنّه ولادة سهلة.»
التعليقات لهذا الفصل " 130"