«لا، بصراحة، ليس الماركيز من يجب أن يُضرب في الوجه، بل ذلك اللّقيط نورتن. دائمًا يقول لي: ‘إلى متى تظنّين أنّكِ ستظلّين شابّة وجميلة؟’ و’سأبيعكِ بسعر عالٍ قبل أن ينخفض قيمكِ’. حقًّا يجب أن أضربه في الوجه.»
«حسنًا…… أنا متأكّد أنّ لدى تينيري الكثير من الإبر والخيوط، يمكنكِ طلب استعارتها.»
«فكرة جيّدة.»
أومأت لورا برضا ورفعت كأسها مرّة أخرى.
كانت خدّيها قد احمرّا بالفعل من الكؤوس العديدة التي شربتها متتالية.
وضع إريك زجاجة النّبيذ الفارغة على الطّاولة وفتح فمه.
«إن أصبح الأمر صعبًا جدًّا، تحدّثي إلى تينيري. قد تكون هادئة، لكنّها لن تقف مكتوفة الأيدي إن أساء أحدهم إلى أحد أتباعها. أو… حسنًا، أنا هنا أيضًا.»
«لا بأس. ليس شيئًا لا أستطيع التعامل معه. قلتُ لكَ، حرقتُ كلّ الرّسائل.»
هزّت لورا رأسها.
لم يهمّ حقًّا كم رسالة ترسل عائلتها، يمكنها تجاهلها فقط.
بما أنّها ستستمرّ في البقاء في القصر على أيّ حال، فقد تعيش جيّدًا لوحدها دون النظر إلى عائلتها.
«لكنّه فقط…… وحيدة. الزّواج، حسنًا، إن لم ينجح، يمكن الطّلاق وإعادة الزّواج، لكن العائلة ليست كذلك.»
«……»
«……على أيّ حال، لا تقلق، لن أفكّر في شيء غريب، أنا سعيدة بما يكفي بحياتي الآن، أنا مربّية صاحب السّموّ وليّ العهد، لستُ متزوّجة بعد، وبالإضافة إلى ذلك، أنا شابّة وجميلة.»
لم يستطع إريك إلّا أن يضحك من الوقاحة في صوتها. انفتح الفلّين الثّاني بصوت فرقعة.
«بمجرّد انتهاء زفاف الإمبراطورة،…… أنا متأكّد أنّ أبناء الدّوق، الذين لم يكلّفوا أنفسهم حتّى النظر إليّ، سيموتون لرغبة في الحديث معي، إرسال الرّسائل، إحضار الهدايا.»
أدخلت لورا شعرها الأشقر المتدفّق خلف أذنها. بدت مستمتعة جدًّا.
«إذًا…… هل ستقبلين؟»
لم تكن كلمات لورا مجرّد وهم.
هذه مربّية الإمبراطور المستقبليّ، أقرب مقربة للإمبراطورة الحاليّة، وشخص قد يتلقّى لقبًا حتّى عندما يبلغ الأمير سنّ الرّشد.
ربّما في الاستقبالات، سيكون هناك صفّ من النّاس يطلبون منها الرّقص، وبعد ذلك، ستتدفّق رسائل حبّ تدّعي أنّهم وقعوا في حبّها من النّظرة الأولى.
كم سيحاولون كسب رضاها بمجوهرات باهظة؟
لكن سخرت لورا من الفكرة.
«لماذا يجب أن أفعل؟ سأقبل الهدايا فقط وأرميهم.»
«……؟»
«تجاهلتموني طوال هذا الوقت، لكن فجأة تركضون ورائي لأنّني مربّية ولي العهد؟ لديّ عيون أيضًا، لماذا أذهب إلى هؤلاء المتكبّرين؟»
«لكن، بصراحة… أليست هكذا الأمور هناك…؟»
بينما كانت على وشك قول لا، لمع ضوء عبر وجه لورا. استدار إريك مذهولاً.
ربّما حان وقت عرض الألعاب النّاريّة، إذ كانت الألعاب النّاريّة تنفجر خارج النّافذة الكبيرة.
«……يا إلهي.»
أطلقت لورا تنهّدة صغيرة.
حدّق إريك خارج النّافذة ذراعاه ممدودتان على مسند الظّهر، ثمّ عاد برأسه إلى لورا.
وجهها، المحمرّ من الكحول، كان يضيء بشكل متقطّع في الضّوء.
تردّد إريك في هزّ رأسه، لكن لم يكن هناك سبب للرفض.
نهض ببطء من مقعده، وجلس على مسافة يد من لورا.
«يمكنكَ الرّؤية، أليس كذلك؟»
«……نعم.»
أومأ إريك في صمت.
كانت الألعاب النّاريّة تتناثر كالنّجوم في السّماء اللّيليّة. ربّما تبدو أفضل من الحديقة أو العلّيّة.
«…هل أنتِ وحيدة جدًّا؟»
نظر إريك إلى لورا، التي كانت تحدّق فارغة خارج النّافذة.
أومأت لورا بهدوء.
«أفكّر أحيانًا كذلك. لو تبنّتني جدّة غنيّة، لطيفة، ووحيدة.»
«هذا مفاجئ.»
«ترسل رسائل كلّ عطلة نهاية أسبوع تقول إنّها تشتاق إليّ، تقلق بشأن لقائي بأشخاص غريبين، وحتّى لو سخرتُ منها بشراء الهدايا، تحملها طوال اليّوم، حتّى عندما لا أنام، تحتضنني، وعندما أذهب في إجازة إلى المنزل، هناك غرفة جميلة ودافئة…»
«ألا يجب أن تُعتنى الجدّة؟ يجب أن تكون ضعيفة.»
«آه، لماذا تضيء شموعًا لخيال الآخرين؟ إنّها جنديّة سابقة، إذًا. مقاتلة أفضل من الماركيز.»
تذمّرت لورا والتقطت الزّجاجة مرّة أخرى. أوقفها إريك بسرعة.
«توقّفي الآن. وجهكِ محمرّ بالفعل.»
«لماذا تنهرني؟ أنتَ لستَ جدّتي.»
«ما بالجدّة؟ إنّها محتالة إن ظهرت حقًّا هكذا.»
ارتعشت شفتا لورا عند الكلمات اللّاذعة.
أطلق إريك تنهّدة قصيرة.
«إن كنتِ وحيدة إلى هذا الحدّ، قد تأتين إليّ، وسأشارككِ شرابًا.»
«…… هل تغازلني؟»
«هل هذه الطّريقة الوحيدة لتفسير نوايا النّاس الطّيّبة؟»
لم تجب لورا. لم يجادل إريك أيضًا.
الآن بعد أن نفد ما يقولانه، لم يتمكّن أيّ منهما من العودة إلى غرفته، لكنّ أيًّا منهما لم ينهض.
«هل…… الماركيز بخير؟»
بعد صمت طويل، كانت لورا من تحدّثت. عاد إريك بنظره إليها كأنّه يسأل ما تقصد.
«الإمبراطورة تتزوّج.»
«أوه، إنّهما يحبّان بعضهما، فالزّواج جيّد. ما الخطب في ذلك؟ هل سأغار من زوج أختي إذًا؟»
«وحيد في هذا المنزل الكبير، ماركيز، إن كنتَ وحيدًا.»
نظرت لورا حول غرفة الرّسم الواسعة. لم يجب إريك.
«كنتُ كذلك أيضًا. الأطفال الذين ربّيتهم بتغيير حفاضاتهم بنفسي، التقاط قيئهم، وحملهم على ظهورهم عندما لا ينامون…… وفي نقطة ما، سئموا منّي.»
التعليقات لهذا الفصل " 129"