لكن إليان ظلّ هادئًا دون أي تغيير في تعابيره. حينها أدركت أنّه، بطبعه، كان يعلم بمن يقترب منهما منذ البداية.
“إنّها سينيكا.”
“هل يمكنني الدخول؟”
كما توقّعت، كان يعرف من هي. أخبرها إليان بهويّة الشخص خلف الباب، وفي الوقت نفسه، جاء صوت خافت من الخارج.
“يمكنكِ الدخول.”
مع صوت “صرير” خفيف، فُتح الباب بحذر، وظهرت سينيكا. بدت متوترة بوضوح.
“ما الخطب؟”
“أنا… أعتقد أنّ هناك مشكلة.”
نظرت خلفها بقلق، ثمّ تسلّلت بسرعة من الفتحة وأغلقت الباب.
كانت دائمًا فتاة مرحة تبدو خالية من الهموم، لذا كان فرقًا واضحًا بين حالتها المعتادة ومظهرها الآن.
“قلتم لي أن أخبركما إذا لاحظتُ شيئًا غريبًا.”
“هل حدث شيء في قاعة الوليمة بعد خروجنا؟”
“لا. ليست المشكلة في القاعة بالضبط. لكنّ شخصًا ما اختفى.”
“شخص اختفى؟ من هو؟”
تدخّل إليان في الحديث. كانت سينيكا تتكئ على الباب بتعابير محرجة، لكنّها أومأت بسرعة لتأكيد تخمينه.
“نعم. الفرسان جميعهم موجودون، لكنّ أحد العمّال في قافلتنا اختفى.”
“أليس مجرّد غياب مؤقّت؟”
“لا. سمعتُه يقول إنّه سيعود بعد قليل، لكنّه لم يظهر مجدّدًا، فتوقّفت عن البحث عنه بعد أن بحثتُ طويلاً.”
تبادل إليان وليديا النظرات. كان هذا الحدث الغريب دليلاً إضافيًا على الوضع المريب.
“هل بحثتِ حول قاعة الوليمة ولم تجديه؟”
“لا، لم يكن هناك. هذا القصر مخيف جدًا من الأساس، ولا أصوات فيه، لذا كان من المفترض أن يكون العثور عليه سهلاً… لكن عدم سماع أي صوت تنفّس جعلني أشعر بالخوف.”
بدت سينيكا متوترة جدًا، مع لمحة من الخوف تضاف إلى قلقها.
“إذًا علينا البحث أكثر.”
نهضت ليديا من مكانها على الفور. بدأت بربط شعرها المُنسدل إلى أعلى، ثمّ لاحظت إليان لا يزال جالسًا على السرير.
“لا تخبريني أنّكِ تنوين البحث وحدكِ؟”
“لم أكن سأقول ذلك.”
أدرك إليان أنّه بدلاً من منع ليديا، من الأفضل له التفكير في كيفيّة حمايتها بأمان.
“لكن لا يمكننا البحث دون خطّة. هذا القصر كبير جدًا.”
“هذه ملاحظة منطقيّة.”
شعرت ليديا بصداع يعود مجدّدًا. كان عليها إيجاد حلّ. بدأت تمشي ذهابًا وإيابًا في الغرفة وذراعاها مطوّيتان.
“يمكنني الاستمرار في البحث أيضًا.”
“لا، سينيكا. من الأفضل أن تعودي إلى غرفتكِ. ابقي مع يورين. هل خرجتِ من القاعة دون أن يلاحظ أحد؟”
“شعرت أنّ الأمر سيطول، فتمتمتُ بأنّني متعبة وخرجتُ. لن يبدو اختفائي غريبًا.”
“حسنًا. ابقي مع أختكِ إذًا. مفهوم؟ قد يكون هناك خطر، وأختكِ لا تجيد استخدام السيف.”
“…نعم. سأحمي أختي مهما حدث.”
لم تكن ليديا تنوي دفعها إلى هذا التصميم القوي.
لاحظت ابتسامة خفيفة على وجه إليان. أرسلت له نظرة تعني “لا تقل شيئًا محبطًا”، ثمّ فتحت الباب بنفسها وأكّدت على سينيكا التي كانت تخرج:
“ادخلي غرفتكِ ولا تخرجي. مفهوم؟”
لم تكن غرفتهما بعيدة. كانت على بعد أبواب قليلة فقط.
تأكّدت ليديا من أن سينيكا دخلت غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح، ثم التفتت إلى الخلف.
“الآن أصبح الأمر سباقًا مع الوقت. إذا تأخّرتَ كثيرًا عن العودة، ستلاحظ البارونة شيئًا غريبًا…”
“وعندها قد نفقد فرصة إيجاد هذا العامل المفقود، سواء ضلّ طريقه أو أُجبر على ذلك.”
“إذا لم ينجح الأمر، سأضطر لاستخدام السيف والتهديد مباشرة.”
“لقد أصبحتِ أكثر عنفًا بمرور الوقت.”
“ومن الذي علّمني ذلك؟”
من كان يحلّ المشاكل بالسيف عندما لا تسير الأمور كما يريد؟
نظرت إليه بنظرة جانبيّة، لكن إليان اكتفى برفع كتفيه متظاهرًا بعدم المعرفة.
“لديّ طريقة واحدة. بسيطة وغير متطورة، لكنّني كنت متردّدة في تجربتها…”
“أخاف كلّما قلتِ شيئًا كهذا.”
كان ينوي الردّ بمزحة، لكن تعابيره لم تكن كذلك. اختفت الابتسامة تدريجيًا من وجه ليديا أيضًا.
“أنا أيضًا أخاف من مثل هذه الأمور.”
اكتشاف المجهول كان مثيرًا للاهتمام، لكن الأحداث التي تحمل آثار السحر المظلم كانت دائمًا تثير الخوف.
لكنّها كانت تتظاهر بالثبات لأنّها لم تجد من تعتمد عليه.
“حتى عندما تولّيتِ أمري لأوّل مرّة؟”
“كنت خائفة جدًا. كان هناك خوف من عدم قدرتي على النجاح، لكن بصراحة…”
تذكّرت ليديا مشاعرها المعقّدة آنذاك وتوقّفت عن الكلام فجأة.
“لكن لم يكن هناك خيار آخر، أليس كذلك؟”
“يعني أنّكِ كنتِ دائمًا متهوّرة.”
“يمكن تفسيرها بهذا الشكل.”
لكنّها أرادت القول إنّها كانت على الحدّ بين التهوّر والثقة. كانت تتحرّك بيقين ما، على أيّ حال.
وعلاوة على ذلك…
“لكن الآن أنتَ معي.”
أصبح لديها الآن من تعتمد عليه. شخص يمكنها توقّع تصرّفاته، والاستعداد لها، وفهمه بوضوح.
“بوجودكَ، أشعر بالاطمئنان.”
“تقصدين أن أتولّى التنظيف بعدكِ؟”
“لم أقل ذلك أبدًا.”
فتحت ليديا الباب مجدّدًا وألقت نظرة إلى الخارج.
كما قالت سينيكا، كان الرواق المفعم بالهدوء والبرودة كافيًا لإثارة الخوف. كان الظلام يكتنفه بسبب قلّة الإضاءة، مما زاد من الشعور بالغرابة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 90"