الخدم لن يجرؤوا على دخول مكتبته، لكنّه أخبر ليديا أنّ بإمكانها التجوّل في القصر بحرّيّة، فكان هذا خطأه.
“اذهبي للنوم في غرفتكِ.”
مع تلاشي الضوء الأزرق للفجر، شعر أنّ الشمس على وشك البزوغ.
استغلّ إليان نعاس ليديا وسحب يده، متوقّعًا عودة الألم والأصوات بسرعة. لكن لم يشعر بشيء.
كأنّ هناك حاجزًا سميكًا يخفّف الألم، لم يبقَ سوى شعور خافت مكتوم.
“لكن… أنتَ تتألّم…”
“ليس كما توقّعتُ.”
لم يعرف كم مضى من الوقت، لكن التلامس طوال الليل بدا أنّه أحدث تأثيرًا غير متوقّع.
لم يكن مجرّد إمساك يده بالطبع.
لكن بالمقارنة مع الأيّام المتعبة التي عاشها مع الصداع المستمرّ وفقدان التركيز في الاجتماعات، كان هذا نعمة.
“حقًا؟”
عاد الوضوح إلى عيني ليديا أخيرًا. تفاعلها، كأنّها حقّقت إنجازًا في بحثها، جعل إليان يضحك دون مناسبة.
“لم أستخدم أيّ قوّة حقًا. اليد التي أمسكتها كانت السليمة أصلًا…”
“لذا، عودي إلى غرفة نومكِ. لا أعتقد أنّ شيئًا سيحدث لي بينما تنامين متأخّرة.”
قاطع كلام ليديا وهي تفرك عينيها دون أن تزيل النعاس. أومأت رغم تعبيرها المتذمّر قليلًا.
لكنّها تأخّرت قليلًا، ثمّ عادت لوجهها الناعس، ولم تقم، بل انحنت للأمام مستندة إلى ذراع إليان وبدأت تغفو مجدّدًا.
“ها… حقًا، أنتِ لا تُصدّقين.”
فكّر إليان في هزّها لإيقاظها مجدّدًا، لكنّه قرّر هذه المرّة ألّا يكون متطلّبًا.
على أيّ حال، كان شعورًا منعشًا أن ينام ويستيقظ بهذا الانتعاش بعد وقت طويل.
سحب ذراعه بالكامل، وقام، ثمّ انحنى وحمل ليديا بين ذراعيه.
لم تهتم ليديا بالاهتزاز أثناء تعديل وضعيّتها، بل أمالت رأسها إلى صدره كأنّها تبحث عن الراحة وغرقت في نوم عميق.
كان الوقت مبكرًا، لكن الخدم في القصر كانوا يستعدّون لبدء يومهم.
بينما كان إليان يحمل ليديا وينزل السلالم، صادف الخادم الرئيسيّة تتحرّك بسرعة.
“سيّدي، اليوم…”
أوقف إليان تحيّتها بإشارة من رأسه، وأومأ نحو ليديا النائمة بعمق.
أومأت الخادمة بحذر كأنّها فهمت، لكنّها لم تستطع إخفاء دهشتها من المشهد.
ظلّت عيناها معلّقتين عليهما بينما مرّ إليان بلامبالاة.
عبر إليان الممرّ الهادئ ودخل غرفتها، حيث تناثرت الكتب هنا وهناك كالعادة.
نظر إلى المشهد داخل الغرفة، ولم يستطع منع نفسه من الضحك الخافت مع تنهيدة.
‘حقًا…’
حتّى لو أعطاها كنوزًا، ستُنفق نصفها على شراء الكتب، والنصف الآخر على مكان لتخزينها، هكذا كان حبّها العظيم للكتب.
وضع إليان ليديا على السرير بحذر.
“… ليون سيغار.”
فكّر فجأة وهو يتأكّد من أنّ ليديا مغطّاة جيّدًا باللحاف.
ابن أخته، ليون، سيُنفّخ خدّيه المستديرين بالتأكيد، متذمّرًا لمَ لا يحمله إلى غرفته هكذا ويكتفي بتحيّة بسيطة قبل النوم.
‘أفكار لا داعي لها…’
لم يتوقّع إليان أن يجد نفسه يهتمّ براحة شخص آخر بهذا الشكل.
كانت شغوفة بالمعرفة أكثر من علماء القصر، لكن مهاراتها في الحياة كانت خرقاء بلا حدود.
كان ينبغي أن ينزعج من هذه المرأة التي ستتطلّب الكثير من الجهد إذا أبقاها بجانبه،
لكن مشهد نومها المتكوّر غير المريح في هذا الفجر لم يفارق ذهنه.
لم يشعر بالضجر أو الانزعاج الذي كان يفترض أن يأتي، بل على العكس تمامًا.
كانت حقًا امرأة فريدة من نوعها. ليديا سوليم.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 9"