في لحظة خاطفة، كان بإمكانها دفع إليان بعيدًا، لكنها لم تفعل، وكان ذلك قرارها في النهاية. لذا، لم يكن هناك تردد في تصرفات إليان وهو يعضّ شفتي ليديا بلطف كأنّه يطلب الإذن، ثم يتسلل بسرعة عبر الفتحة الصغيرة التي انفرجت.
لم يكن يريد مجرد قبلة خفيفة كما في حفل الزفاف، بل بدا متعجلاً حتى.
ذُهلت ليديا من الشوق الذي شعرت به عبر أنفاسهما المتداخلة.
“أمم…”
عندما مال إليان نحوها بكامل جسده، وضعت ليديا يدها التي كانت على صدره حول رقبته بطبيعية. لكن عندما بدأت يدها الضعيفة تنزلق للأسفل وتمر على ظهره، تحركت حنجرة إليان بقوة.
نظر إلى عينيها وهي ترمش برموشها المتورّدة ثم تغلق تمامًا، فأحاط رأسها بيده. ثم أضاف قوة إلى يده التي كانت تلف خصرها، دافعًا إياها للخلف حتى استلقت على السرير بصوت خفيف.
“هاا…”
انفصلت شفتاهما للحظة، وتردد نفسٌ خشن لا يُعرف لمن يعود. لكن بينما كان ينظر إلى عينيها البنفسجيتين المفتوحتين بضبابية، لم يستطع إليان الصبر طويلاً، وأنزل رأسه نحوها مجددًا.
“أم… آه…”
كافحت ليديا لمواكبة قبلات إليان المحمّلة بعاطفة جياشة، فرفعت أطراف أصابعها بصعوبة. لكن حتى خدشها الخفيف لظهره بأظافرها الصغيرة كان مجرد إثارة له.
على الرغم من قربهما الشديد، أراد أن يكون أقرب، أقرب، حتى لا يبقى بينهما أي فراغ.
في تلك اللحظة، سمع صوتًا عند الباب. كان شخصًا يطرق.
طق طق-
في البداية، ظنّت ليديا أنها أخطأت السمع لأن إليان لم يُظهر أي رد فعل مختلف.
بل زاد من قوة يده التي تمسك خصرها، مقربًا إياها أكثر حتى شعرت بكل جزء من جسديهما يلتصق.
“أم…”
كلما أطلق إليان أنينًا مكتومًا بين الحين والآخر، شعرت ليديا بقشعريرة في أذنيها. كان شعورًا مثيرًا بشكل غريب أن ترى استجابته الكاملة لها.
طق طق-
لكن الصوت الذي كسر تركيزها عاد مجددًا. أدركت ليديا أنها لم تُخطئ السمع هذه المرة. كان هناك شخص بالخارج حقًا.
في النهاية، كانت ليديا من أدارت رأسها أولاً لتتنفس وتتجنب مطاردته لها.
“لحظة، هناك شخص بالخارج…”
لكن إليان لم يرد منحها حتى لحظة لالتقاط أنفاسها. كان يعلم منذ البداية من بالخارج.
تمنى ألّا تسمع ليديا ذلك الصوت، وأن يتجاهلاه ليستمتعا بهذه اللحظة، لكن يبدو أن ذلك لم ينجح.
تخلى إليان عن محاولة استعادة شفتيها ودفن وجهه في عنقها.
ضربته رائحة حلوة كتلك التي تذوقها للتو، فشتتت ذهنه مجددًا. لو استطاع، لظل يستمتع بهذا الشعور الرائع.
تحدث إلى ليديا، التي كانت تتردد في النهوض، بصوت منخفض وخشن:
“إذا لم يجد من يرد، سيعود لاحقًا.”
شعرت بقشعريرة من نسمة خفيفة عندما تحركت شفتاه على جلدها العاري. مررت ليديا يدها بلطف على شعره وهو مستند نصفه على كتفها.
شعرت بنفسه الحار يزداد، وهو يقرب المسافة بينهما أكثر حتى لم يعد هناك مجال. بدت يده على خصرها وكأنها تعبر عن رغبته العميقة في عدم تركها.
طق طق-
كان هذا الطّرق الثالث. بينما كانت ليديا تفكر في تجاهل الشخص كما قال إليان، أيقظها صوت جعلها تخرج من حضنه.
“خالي.”
لم يكن بإمكانهما عدم معرفة صاحب هذا الصوت الصغير الخجول. كانت ليديا أول من تفاعل. بمجرد أن أدركت من بالخارج، دفعت إليان تقريبًا وقفزت لتجلس.
“أليس هذا ليون؟ إنه ليون، صحيح؟”
في تلك اللحظة، تلاشى الجو الذي كان بينهما كما يذوب في الماء.
تراجع إليان بسهولة أمام حركتها المتعجلة وهي ترتب شعرها، لكن تعبيره كان مليئًا بالأسف. أطلق تنهيدة عميقة وهو يمرر يده في شعره.
بصراحة، على الرغم من حبه العميق لابن أخيه، لم يكن هناك وقت آخر سيتمنى فيه ألّا يرى ليون مثل هذه اللحظة.
“إليان.”
نظرت ليديا إلى الباب من زاوية عينها وحثته. على أي حال، كان عليه الرد على ليون الذي يبحث عنه.
نهض إليان بوضوح على مضض، وتوجه نحو الباب، ونظر إلى ليديا مرة أخيرة قبل أن يفتحه.
“ليون.”
بمجرد فتح الباب، ظهر صبي ذو شعر أحمر يحمل باقة زهور صغيرة. مد الباقة إلى عمه فجأة وقال:
“خالي، جئتُ بهذا.”
“لتعطيه لليديا؟”
اختفى أي أثر للانزعاج، وأظهر إليان لطافة مميزة أمام ابن أخيه. ربت على رأس ليون بتعبير فخور، وفتح الباب أكثر مشيرًا برأسه.
“يمكنك إعطاءها إياه بنفسك. لقد استيقظت للتو.”
نظر الطفل إلى الغرفة، وعندما رأى ليديا جالسة على السرير، أضاء وجهه فورًا.
“الخالة ليديا! جئتُ بهذا. سمعتُ أنكِ مريضة. هل أنتِ بخير؟”
دخل ليون الغرفة بخطوات صغيرة سريعة، وبدأ يتحدث ويسأل كثيرًا. أخذت ليديا الباقة التي قدمها، وهي مليئة بالتراب قليلاً وأغصانها بارزة، بسرور.
“أنا بخير. شكرًا لأنكِ قلقتَ عليّ.”
“أم… كانت أمي تحب عندما أعطيها هذا وهي مريضة.”
“لذا صنعتَ هذا بنفسك لتعطيني إياه؟”
كان خجولًا بعض الشيء، لكن بدا واضحًا أنه يحب ليديا ويريد التقرب منها. تردد ليون قليلاً، لكنه هز رأسه بحماس عندما ردت عليه بلطف وابتسامة.
“جميل جدًا.”
وقف إليان متكئًا على الحائط بعيدًا، يراقب تفاعلهما دون تدخل، ورأى كيف ذابت ليديا فورًا أمام زهور ليون.
كان فرحها بهديته الصادقة واضحًا للعيان.
لذا، أصبح إليان في الخلفية. بدا أنه الوحيد الذي لا يزال يتذكر لحظات ما قبل.
نظر إليان إليهما وهما يجلسان جنبًا إلى جنب على السرير يتحدثان بهدوء، وابتلع تنهيدة ثم تحرك. لا خيار سوى أن يتحرك من يشعر بالأسف.
“لنتناول العشاء. حان الوقت تقريبًا.”
“آه، إذًا هذه الباقة…”
نظرت ليديا، التي لا تزال تبتسم بسعادة، حولها بحثًا عن مكان لوضع الباقة. تقدم ليون بسرعة وقال:
“سأطلب منهم إحضار مزهرية!”
“لا تذهب بعيدًا بحثًا عن مزهرية.”
“حسنًا!”
تجاهل تحذير إليان، وركض دون النظر خلفه، متحمسًا كأنّه حصل على مهمة، رغم أن أحدًا لم يكلفه بذلك.
“لم يكن عليه أن يفعل…”
تلاشت محاولة ليديا المتأخرة لمنعه وهي تنهض، موجهة كلامها إلى فراغ.
“سيشعر بالفخر لأن لديه شيئًا يفعله، فلا داعي لمنعه.”
قبّل رقبتها بلطف وهمس، فشعر برجفة في جسدها تحت يده.
“يدغدغني، إليان.”
لكنها لم تدفعه، بل التفتت إليه بابتسامة أعمق، فشعر بالرضا. نعم، هذا ما أراده.
لكن تلك اللحظة الهادئة لم تدم طويلاً. أطلق إليان تنهيدة أخرى، وقد استسلم تقريبًا لتكرارها اليوم.
“ما بكَ؟”
لم يجب. أخبرته حواسه الحادة أن شخصًا آخر يقترب من الغرفة. بدا وكأن الجميع متفقون على منعه من قضاء وقت خاص مع ليديا.
“سيدي، سمعتُ أن السيدة استيقظت.”
بعد قليل، وصل شخص إلى الباب ليجيب عن تساؤل ليديا. كان هيلدين، رفيق الفارس المصاب، الذي جاء ليأخذها بسرعة.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 66"