كان الوقت قد أصبح هادئًا في فترة بعد الظهر بعد أن انتهت الفوضى المفاجئة وتمّ ترتيب كلّ شيء.
“بالطبع، لن أذهب إلى المقر.”
رفعت ليديا رأسها فجأة وهي تمسك قلادة في يدها، تنظر إذا كان الحجر الموجود فيها يتفاعل مع لعنة الماركيز، ثم وضعتها جانبًا.
عكس ما كانت تأمل، لم يتحرّك العنبر الأصفر أبدًا.
“لكنّك قلتَ لزوجة الكونت رودريغو إنّك ستفكّر في الأمر.”
“لأنّها لو لم أقل هذا، كانت أختي ستواصل الإلحاح عليّ طوال وجودها هنا.”
مدّ الماركيز يده السوداء إلى ليديا، التي كانت جالسة بجانب كرسيّ آخر، لكنّه لم يترك قراءة التقرير وهو مائل على كرسيّه، وقال بلا اهتمام وهو يقلب الصفحة:
“وهل يجوز أن تكذب هكذا؟”
“على أيّ حال، عندما تعرف أنّني لن أذهب، ربما نكون قد انفصلنا، فلا مشكلة في ذلك، صحيح؟”
كان هذا صحيحًا، لكن ليحدث ذلك، يجب أن يتمّ كسر اللعنة بسهولة. تنهّدت ليديا وتركت القلادة.
كانت قد فكّرت في شيء من حلم غريب رأته أمس عن فتاة صغيرة بشعر أحمر، فجلبت هذه القلادة، لكن يبدو أنّها ليست الحلّ.
“ما هذا؟”
بعد أن تركها تكتب ملاحظات أو تنظر إلى يده أو تلمسها دون أن يتدخّل، سأل الماركيز أخيرًا.
“خدعة الجنيّات.”
انتظر إليان إستوبان أن تشرح ليديا أكثر بعد أن قالت كلمات تبدو كأنّها من قصص الأطفال، لكنّها لم تُضف شيئًا، ولمست العنبر فقط.
“ليديا.”
عندما سمعت اسمها، أدركت أنّها لم تتكلّم، فأطلقت “آه” بهدوء وأجابت:
“أعني، ليست هذه خدعة الجنيّات، لكن إذا كانت الجنيّات قد فعلت شيئًا، فهذا الحجر يضيء بالقرب منه.”
أسرعت ليديا بالكلام قبل أن يقول الماركيز شيئًا، وهو يبدو كأنّه يريد قول الكثير:
“بالطبع، هذه اللعنة أكبر بكثير من خدع الجنيّات، لكن الجنيّات معروفات بأنّهن يحببن اللعب رغم أنّ لديهن سحرًا قويًا جدًا. لذا حاولتُ أرى إذا كان جنيّ هو من فعل هذا بدلاً من ساحر بشريّ.”
لكن يبدو أنّه ليس سحر جنيّات، كما عرفت الآن.
بدأت ليديا تفكّر مجدّدًا: إذا كان الحلم حقيقيًا، فما الذي يمكن أن يكون إذا لم يكن جنيًا؟
“هل الجنيّات موجودات فعلاً؟”
“…إذا قلتُ إنّني رأيتُ واحدة بنفسي، هل ستصدّقني؟”
رأى إليان أنّ عيني ليديا تلمعان بفرح أكثر من أيّ وقت وهي تتحدّث عن شيء تحبّه، فقرّر أن يردّ عليها باهتمام.
“إذا رأيتِها، فهذا يعني أنّكِ رأيتِها.”
“كان هناك شخص قال إنّه يسمع ضحكات في حديقته كلّ ليلة وكان خائفًا جدًا، فذهبتُ لأرى. وجدتُ جنيّة، لكن لم أستطع التحدّث معها، فقط… دارت حولي قليلاً ثم تحوّلت إلى ضوء واختفت.”
نظرت ليديا إلى العنبر في يدها بهدوء، ثم أضافت بابتسامة صغيرة جدًا وأنهت كلامها:
“ربما لم تكن حقيقيّة، بل مجرّد شيء مثل أثر أو ذكرى للجنيّات في هذا العالم.”
بالنسبة لإليان، كان هذا شيئًا لا يهتمّ به عادةً ولا يستمع إليه حتّى.
لكن عندما تتحدّث ليديا عن قصصها بهذا الشكل، كان وجهها يبدو كأنّها تحلم، وهذا يحمل شيئًا من الحماس الذي فقده هو، فتركها تكمل.
“تبدين حزينة.”
“دائمًا أشعر بالأسف. لأنّ رؤية شيء حقيقيّ، وليس مجرّد آثار قديمة، شيء ثمين جدًا.”
تمطّت ليديا وطرقت كتفيها، ثم وقفت مع تنهيدة كبيرة.
“على أيّ حال، لنختبر كلّ شيء هنا اليوم واحدًا واحدًا.”
“كلّ هذا؟”
“بالطبع. وإلّا لماذا جلبناه بكلّ هذا التعب؟”
أشارت ليديا إلى صندوق كبير في الزاوية. كانا قد ذهبا معًا إلى متجر التحف قبل قليل وجمعا كلّ ما قد يساعد.
قالت ليديا إنّها ستذهب لوحدها بهدوء، لكن إليان لم يرتح لذلك لسبب ما وذهب معها.
“…هذا غير مفيد.”
قال إليان هذا فقط ثم عاد ينظر إلى التقرير. نظرت ليديا إليه بقليل من الضيق، ثم بدأت تسحب الصندوق الكبير من الزاوية بصوت “كُنغ”.
“…حقًا يحتاج إلى الكثير من الجهد.”
فجأة، خرجت يد من الخلف وسحبت الصندوق بسهولة. كانت الحركة بسيطة جدًا مقارنة بمحاولة ليديا بكلتا يديها.
“كان يمكنك مساعدتي من البداية.”
نظرت ليديا إليه بعينين جريئتين، فأغمض إليان عينيه ببطء وقال بهدوء:
“منذ البداية، كنتِ تتصرّفين كأنّكِ تستطيعين فعل كلّ شيء بنفسك، فأردتُ أن أحترم رغبتكِ.”
“ماركيز، أنتَ تعرف أنّك أحيانًا تكون حقيرًا جدًا، صحيح؟”
كان السؤال وقحًا بشكل مضحك، لكنّه لم يكن خطأ، فضحك إليان بهدوء.
“إليان.”
“…نعم؟”
على الرغم من أنّه يعرف أنّه قد يندم، قال إليان كلامًا متهوّرًا مرّة أخرى:
“إلى متى ستنادينني بالماركيز؟ لقد تزوّجنا، ألا حان الوقت لتغيير الطريقة؟”
لم يكن يتخيّل أنّ كلامه الإضافيّ بدا كعذر ضعيف.
“لكن إذا ناديتك باسمك، سيبدو أنّنا قريبان جدًا.”
عبست ليديا ورفضت الفكرة، فجعل هذا اختيارها المتهوّر يزيد من عناده.
ربما لأنّ شيئًا في كلامها العاديّ جعله يشعر بعدم الراحة بطريقة غريبة.
“أنا أيضًا أناديكِ باسمك، أليس كذلك؟”
“هذا مختلف.”
“ما الفرق؟”
شعرت ليديا بالقلق من حركة إليان وهو يقترب منها وحاولت الابتعاد، لكنّه أمسك بخصرها بالفعل.
“إذًا، هل أناديكِ فقط ‘زوجتي’؟”
كان من المفترض أن يجعلها هذا الكلام تشعر بالغرابة، خاصّة أنّهما لوحدهما، لكن بدلاً من ذلك، شعرت بتوتر غريب بسبب قربهما الشديد.
‘إذا اقتربنا أكثر، سيكون هذا خطيرًا جدًا، جدًا.’
“إليان.”
كان مناداته باسمه يبدو بسيطًا، لكنّه جعلها تشعر بشيء خاصّ أيضًا.
لذا قالت ليديا اسمه مرّة أخرى كأنّها تجربّه:
“إليان، سأناديك هكذا.”
في الحقيقة، كان الاسم أفضل من التفكير في كلمات مثل “زوجتي” أو “عزيزتي”. لم تكن متأكّدة أنّها لن تفاجأ كلّ مرّة يُقال لها ذلك.
“…حسنًا، ناديني هكذا.”
لم يكن إليان جديدًا على من ينادونه باسمه، فلم يكن هناك شيء مميّز يفكّر فيه. لكن سماع اسمه من ليديا، كما قالت، بدا كأنّه يعني أنّهما أصبحا أقرب، مما جعله يشعر بشيء غريب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"