يبدو أنّها غفت دون أن تدرك في تلك الوضعيّة، فاستيقظت ليديا على صوت طرق خفيف على الباب.
كانت تعتقد أنّ الوضعيّة غير المريحة لن تسمح لها بالنوم أبدًا، وخطّطت لإيقاظ إليان بعد قليل، لكن يبدو أنّها كانت أكثر إرهاقًا ممّا توقّعت بسبب الفستان وتعديلاته منذ الصباح.
“سيّدي، الآنسة ليديا، هل أنتما هنا؟”
“نعم، لحظة فقط.”
رفعت صوتها لتجيب، فشعرت بإليان، الذي كان يعانقها، يتحرّك. نظرت إليه ليديا بقلق وهي تلاحظ بشرته التي لا تزال ساخنة بشكل ملحوظ.
“سيّدي الماركيز، هل أنتَ بخير؟”
“استعدتُ وعيي.”
أجاب بصوت خشن ومبحوح مع تنهيدة طويلة، وفتح عينيه. لم يكن أمام ليديا خيار سوى مواجهة عينيه الزرقاوين مباشرة.
في لحظة ظنّت أنّ بريقًا غريبًا يتلاعب في عينيه وهو يرفع جسده ببطء، مدّ إليان يده فجأة خلف ظهرها، ووضع الأخرى تحت ركبتيها ليحملها.
“سيّدي الماركيز، لماذا فجأة…”
تشبّثت بعنقه دون تفكير بسبب جسدها المتقلّب، فعبس وجهه فجأة.
“أخفّ ممّا تبدين.”
“أنا آكل جيّدًا.”
“لا اعتقد هذا.”
ثم وضعها إليان على السرير بحذر، بل وغطّاها بالبطانيّة بعناية، وهو تصرّف غريب للغاية.
من الواضح أنّ حالته هي السيّئة، فلماذا هي مستلقية كمريضة الآن؟
لكن قبل أن تعبّر ليديا عن استغرابها، ارتدى إليان قفّازه الذي سقط على الأرض ورفع صوته فجأة:
“يمكنكَ الدخول، فريد.”
ما إن دخل الخادم الرئيسيّ، فريدريك، ورأى ليديا مستلقية، حتّى بدا على وجهه تعبير الأسف. عندما رأت الصينيّة في يده تحمل إبريق شاي وكوبًا فارغًا، تذكّرت ليديا أخيرًا أنّ إليان ادّعى إرهاقها كذريعة لطرد يولينا قبل دخول الغرفة.
“ليديا متعبة جدًا، فطلبتُ منها الاستلقاء لترتاح.”
“إن كانت مريضة جدًا، هل أستدعي الطبيب؟”
فزعت ليديا من اتّجاه الحديث المبالغ فيه وغير الضروريّ، وحاولت منع إهدار الموارد، لكن إليان أمسك يدها بقوّة.
“سيكون ذلك أفضل. وجهها لا يبدو جيّدًا.”
كان ذلك محض افتراء. وجه ليديا لم يكن شاحبًا، بل متورّدًا وبصحّة جيّدة، على الأقلّ حسب ما تتذكّر.
“لستُ مريضة لهذه الدرجة.”
لكن صوتها خرج ضعيفًا جدًا بسبب استيقاظها من نوم قصير، كأنّها مرهقة حقًا ومنهارة من تصرّفات يولينا المبالغ فيها.
فورًا، امتلأ وجه الخادم بالشفقة. وضع الصينيّة بجانب السرير، وصبّ الشاي بنبرة هي الأكثر لطفًا وطيبة في العالم:
“الآنسة ليديا، لا تأخذي كلام الأميرة على محمل الجدّ. إنّها دائمًا… تتحدّث بانفعال مفرط.”
بدَوا يظنّون أنّها مصابة بالحزن فعلاً. كان هناك مرارة خفيفة في قلب ليديا، لكنّها مختلفة تمامًا عمّا يعتقده فريدريك.
مع ذلك، نهضت بسرعة وجلست، وتناولت الكوب بحذر مبتسمة بجهد:
“شكرًا، سيّدي الخادم.”
لم تنسَ أن تُلقي نظرة خاطفة على إليان، الذي كان يبتسم بغرابة في مكان لا يراه فريدريك.
بدلاً من هذا، كان يجب أن يستلقي هو لتتأكّد من حالته، لكنّه لم يكن متعاونًا.
“إذن، سأستدعي الطبيب فورًا.”
كان هذا خبرًا مرحّبًا به نسبيًا. ما إن خرج الخادم، احتجّت ليديا على إليان:
“هل يجب أن نصل لهذا الحدّ؟ هذا مبالغ فيه تمامًا. ماذا سيقول الطبيب عندما يرى حالتي؟”
“سيقول إنّكِ تبدين بصحّة جيّدة لكنّكِ تصرّين على المرض، وبما أنّكِ مستلقية، سيفترض أدبًا أنّ التغيّرات البيئيّة الأخيرة والجدول المزدحم ربّما تسبّبا في تراكم الإرهاق، وأنّ الراحة ستكفي.”
تحدّث بملل وهو متّكئ على رأس السرير ينظر إليها، وبدا بصحّة جيّدة.
على عكس شعره المرتب دائمًا، كان شعره المنفوش قليلاً، كما رأته نائمًا في المكتبة سابقًا، هو الدليل الوحيد على ما حدث في الغرفة قبل قليل.
تذكّرت ليديا نفسَه القريب من مؤخّرة عنقها ففركتها دون وعي. عندما رأت عيني إليان تتبعانها، أنزلت يدها بإحراج وحاولت تغيير الجوّ بسؤال:
“إذن، تحوّل الانتباه إليّ؟ لأنّ قول أنّني مريضة سيكون أقلّ إثارة للضجّة وأكثر طبيعيّة من أن تكون أنتَ المريض؟”
“شيء من هذا القبيل.”
لم تجد ما تقوله. بينما كانت تلعب بالكوب الدافئ وتنظر إلى الماء يدور، سمعت خطوات متعدّدة في الرواق، ثم دخل رجل في منتصف العمر.
“سمعتُ أنّكم استدعيتموني. هل يمكنني أن أسأل أين تشعرين بالألم؟”
“أنا متعبة قليلاً فقط. لستُ مريضة جدًا.”
“حسنًا.”
جلست ليديا وسط هذا الاضطراب، متوقّعة ألّا يكون هناك شيء خطير أثناء فحص الطبيب، حتّى قال شيئًا غير متوقّع بعبوس:
“يبدو أنّ قوّتكِ قد استنزفت كثيرًا. هل كنتِ تسهرين أو لا تأكلين جيّدًا مؤخّرًا؟”
“لا، لم يحدث شيء من هذا. كنتُ أعيش حياتي بشكل طبيعيّ.”
تصلّب وجه إليان بجانبها قليلاً، ثم أمسك يدها وقاطع حديثهما:
“هل حالتها سيّئة؟”
“بما أنّها لم تعش في القصر طويلاً، ربّما لم تدرك ضعف جسدها بسبب التوتر من البيئة الجديدة. سأصف لها دواءً لتعزيز الطاقة.”
“أنتَ متأكّد أنّه لا يوجد شيء خطير؟”
“نعم، لا يوجد شيء كبير. لكن من الأفضل ألّا ترهق نفسها لبعض الوقت.”
فوجئت ليديا بهذا التشخيص. شعرت مؤخّرًا بإرهاق وتباطؤ، لكن لم يكن ذلك واضحًا لدرجة الإرهاق الشديد.
“حسنًا، يمكنكَ الذهاب الآن.”
لكن إليان ظلّ غارقًا في التفكير حتّى غادر الجميع، رغم تأكيد الطبيب أنّه لا داعي للقلق.
تأكّدت ليديا من عدم وجود أصوات خارج الباب، ثم نهضت من السرير وربّتت على المكان بجانبها:
“سيّدي الماركيز، اجلس هنا بسرعة.”
كان عليها معرفة ما حدث سابقًا ولماذا تفاقمت حالته فجأة. لم يبدُ إليان مستعدًا للاستماع، فاضطرّت لجذبه بنفسها وإجلاسه أمامها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"