### الحلقة الجانبية الثانية
تمطّت ليديا للمرّة التي لا تعلم عددها، محاولة كبح تثاؤبها.
“أم…”
على الرغم من أنّها نامت مبكّرًا بالأمس، كانت الإرهاق يتراكم. بينما حاولت كتم التثاؤب، خطرت لها فكرة مفاجئة.
‘أليس هذا مشكلة جسديّة؟’
شعرت بألم غريب في جسدها. بينما كانت تفرك كتفيها دون وعي، نظرت إلى داخل متجر التحف الفارغ تقريبًا بعد أن رتّبت معظم الأغراض.
“… يبدو أنّ الترتيب هو الأفضل.”
جلست على كرسيّ، تنظر حولها، فشعرت بأسى مفاجئ.
على أيّ حال، ألم يكن هذا المكان جزءًا كبيرًا من حياتها؟ قبل عام، لم تكن تتخيّل أنّها سترتّب هذا المكان.
‘لكن…’
كانت ليديا قد قرّرت قبول حياتها الجديدة بشكل كامل.
ترك المتجر مهملًا كان يزعجها، خصوصًا أنّها ستقضي معظم الوقت في أراضي الماركيز لفترة.
كان المكان مليئًا بالذكريات، فشعرت بالأسف، لكن هذا بدا الحلّ الأمثل.
بل إنّ الفرصة لتفقّد الأغراض واحدًا تلو الآخر كانت جيّدة بحدّ ذاتها. نسيت وجود بعض الأغراض أصلًا.
ربّما كان من حسن الحظّ أن حصلت على فرصة للتخلّص منها.
“آه… هذا.”
ما إن أمسكت بكرسيّ مريح حتّى شعرت بألم لاذع في أطراف أصابعها.
“هل أنتِ بخير؟”
“لا شيء. أنا بخير.”
صاحت ليديا صيحة خفيفة، فسألها أحد الخدم الذي كان ينقل طاولة كبيرة.
نظرت إلى الدم المتجمّع على إصبعها وهزّت رأسها. يبدو أنّها علقت بشوكة. لم يكن الأمر كبيرًا.
أخرجت ليديا منديلًا ولفّته حول إصبعها لإيقاف النزيف. توقّف الدم بسرعة.
“لمَ لا تعودين إلى القصر أوّلًا؟”
“نعم؟”
“تبدين متعبة.”
كان اليوم غريبًا بالفعل. كانت قد نقلت الأغراض التي تريد الاحتفاظ بها إلى مخزن المركيز أو أخذتها بنفسها.
شعرت باضطراب غريب، كأنّ هذا اليوم ليس مناسبًا للتجوّل.
أومأت ليديا برأسها بهدوء، متّفقة مع هذا الشعور.
“حسنًا. فلنفعل ذلك.”
كما في الماضي والحاضر، كانت ليديا تثق بحدسها. تفقّدت الخاتم الذي ترتديه دائمًا.
الخاتم، الذي كان يحذّرها من التهديدات، كان هادئًا. إذن، ربّما كان يومًا سيّئًا بالفعل، هكذا فكّرت.
مرّت ليديا على اليوم دون أن تعيره أهميّة كبيرة. * * * المشكلة أنّ حالتها لم تتحسّن حتّى اليوم التالي.
ما إن فتحت ليديا عينيها حتّى شعرت بإحساس غريب وغير مطمئن. نهضت فجأة وجلست.
كان الوقت قد بدأ لتوّه مع شروق الشمس. تأكّدت من إليان النائم بجانبها، ومن هدوء المكان وسلامته.
لا مشكلة، فلمَ يخفق قلبها؟
أنزلت ليديا قدميها من السرير، تحاول استعادة رباطة جأشها. بينما كانت تصبّ الماء لتشرب، شعرت بذراعين تطوّقانها من الخلف.
كان إليان.
“… ماذا؟”
لم ترغب في إثارة قلقه بنبرتها التي لا تزال نصف نائمة.
حاولت ليديا استعادة هدوئها بشرب الماء البارد، وقالت بهدوء قدر الإمكان:
“لا شيء.”
كان حلمها مضطربًا. شيء ما يلوح في الأفق، لكنّها لم تستطع إدراكه.
‘حلم، حلم…’
يقال إنّ الأحلام غالبًا تعكس اللاوعي وتكون تافهة.
لكنّ القوّة السحريّة التي تجري في دماء ليديا كانت تجعل الأحلام، أحيانًا نادرة، مميّزة. مثلًا، تحذّرها، أو تذكّرها بحقائق كانت تتجاهلها.
“جسمكِ دافئ جدًا. هل أنتِ بخير حقًا؟”
“ألم تقل دائمًا إنّ جسمي بارد جدًا وتقلق؟”
وضعت ليديا يدها فوق يده، وردّت بنبرة مرحة.
في الحقيقة، كان إليان دائمًا يشتكي من أنّها ترتدي ملابس خفيفة جدًا. بالنسبة لها، كانت ترتدي ما يناسب الموسم، وحتّى مع قلّة أمراضها مؤخرًا.
ربّما تركت نزلة برد شديدة أصابتها سابقًا انطباعًا خاطئًا لديه.
“إذا شعرتِ بأيّ ألم، اذهبي للفحص.”
“لا أعتقد أنّني مريضة.”
أليس من الأفضل أن يعرف المرء جسده بنفسه؟ لم تشعر ليديا بأيّ ألم.
فقط كانت تشعر بنعاس شديد، كأنّ بإمكانها قضاء اليوم كلّه في السرير.
‘هل هي مشكلة تتعلّق بالسحر؟’
كلّ ما لا تعرف سببه كانت تصنّفه على أنّه سحر.
ما إن فكّرت بذلك حتّى لمع الخاتم للحظة ثم خفت.
“إليان.”
كان ذلك اللحظة التي بدأت أشعّة الشمس تدخل. لم تكن متأكّدة إن كان الضوء انعكاسًا على إصبعها أم أنّ الخاتم حذّرها فعلًا.
“استلقي مجدّدًا. نامي أكثر.”
“لكن…”
كادت تسأله إن رأى الخاتم يلمع، لكنّها توقّفت.
كان إليان قد بدأ يرتّب الوسادة، ثم جذبها إلى حضنه.
سرعان ما عاد إلى النوم، ناعسًا. كانت ليديا تعلم أنّه كان مشغولًا جدًا مؤخرًا.
‘لا داعي لإثارة القلق بأمر تافه.’
توصّلت ليديا إلى هذا القرار وهي تتأمّل تجاعيد جبينه الخفيفة وهو نائم.
شعرت أنّ رؤية الخاتم وهو يلمع ربّما كانت وهمًا، ممّا زاد من اقتناعها.
* * * “مرحبًا، لاند. بعد وقت طويل.”
“سيّدة الماركيز، يشرّفني زيارتكِ.”
“كيف تسير الأمور لتأسيس فرعك في العاصمة؟”
“بفضلكِ، تسير على ما يرام.”
لكن ليديا لم تتحمّل الشعور بالقلق. بعد أن قضت نصف اليوم مستلقية تفكّر في حلمها، قرّرت البحث عن إجابات بنفسها.
لذلك، زارت فرع تجارة روميريك الذي أُسّس حديثًا في العاصمة.
كان المكان مزدحمًا، كما يليق بمكان يتمّ فيه اختيار موقع جديد، توظيف أشخاص، وجلب البضائع.
مرّت ليديا بين الزحام، وتبعت لاند، رئيس التجارة، إلى مكتبه وجلست.
‘سأرتاح اليوم.’
‘حسنًا، قرار جيّد.’
‘سأعود لاحقًا.’
بدا إليان مطمئنًا عندما أخبرته أنّها ستبقى في القصر وتتوقّف عن التجوّل.
كان ينكر ذلك، لكنّه بدا واضحًا. لم يكن إليان يحبّ أن تتجوّل بمفردها.
لكنّه كان يتراجع لأنّه يعلم أنّ ليديا لا تحبّ أن يُعترض على ذلك.
“شكرًا لعرضك المساعدة في ترتيب متجر التحف. معظم الأغراض عديمة الفائدة.”
“لا شيء. بالنظر إلى مساعدتكِ أنتِ والماركيز لنا، هذا أقلّ ما يمكننا فعله.”
تردّدت ليديا قليلًا، لكنّها سرعان ما عزمت أمرها.
“هل يمكنني طلب خدمة أخرى؟”
“تفضّلي.”
“ليس أمرًا صعبًا. أريدك أن تجلب لي شيئًا.”
كانت ذكريات الحلم تتّضح تدريجيًا، وكانت مزعجة بما يكفي لتجعلها لا تستطيع تجاهلها.
“ما هو؟”
“نبات ينمو فقط في منطقة معيّنة…”
لكن تفسير الأحلام لم يكن تخصّص ليديا، ولاستكشافه بدقّة، كان عليها تذكّر التفاصيل بوضوح.
في النهاية، كانت مشكلة تتطلّب مساعدة ‘سحريّة’.
لذلك، قرّرت ليديا بعد تفكير أن تحاول تفسير حلمها بشكل جدّي.
“… إذا كان ذلك، يمكننا الحصول عليه بسهولة.”
“حقًا؟ هذا جيّد.”
“سنجهّزه بسرعة. هل نرسله إلى القصر؟”
“لا، سأعود لأخذه. بعد يومين.”
غدًا هو يوم وصول ليون وكاترينا، لذا ستكون مشغولة بالتأكيد.
علاوة على ذلك، كان عليها البحث عن شيء آخر قبل ذلك.
“لنذهب إلى القصر الملكيّ.”
ربّما يقدّم هذا الحلم إجابة عن الشعور الذي كانت تشعر به مؤخرًا.
‘ما هو بالضبط؟’
ربّما يتبيّن أنّه لا شيء، وأنّها كانت مجرّد حساسيّة مفرطة.
أمّا إذا كان العكس… لم ترغب في التفكير في ذلك الآن. في هذه اللحظة المثاليّة والسعيدة، لم ترغب في خلق قلق غير ضروريّ.
“إلى القصر الملكيّ؟”
“نعم. أريد البحث عن كتاب.”
لحسن الحظّ، كانت مكتبة القصر الملكيّ متاحة للدخول بحريّة، ولو باستخدام اسم الأمير أليك.
كان من الجيّد أنّ بإمكانها الذهاب بمفردها دون إزعاج أحد.
“… ليس أمرًا كبيرًا، أليس كذلك؟”
كانت تكرّر هذا لأنّها تشعر باستمرار أنّ هناك ‘شيئًا’ ما.
حاولت ليديا طرد الأفكار السلبيّة. نعم، بسبب كلّ ما مرّت به، كانت حساسة زائدة، وبالتأكيد ليس هناك شيء كبير.
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 117"