استيقظتُ من نومي بذهن مشوش، بعد جهدٍ لم يُكلل بالنجاح، لأجد الشمس قد تجاوزت كبد السماء.
“ها، لم أنم جيدًا على الإطلاق.”
ففي الليلة الماضية، التقيتُ الدوقة سرًا، وعلى طريق عودتي إلى غرفتي، رأيتُ بيلريد. كان بيلريد قد أنهى لتوه خروجته ورجع إلى القصر، إذ لم يتوقف في مكانٍ خاص وتوجه مباشرةً إلى غرفته. حتى لو تتبعته بعد أن لاحظتُ شيئًا مريبًا فيه، لم أحصل على شيء يُذكر.
ومع ذلك، لماذا أشعر بهذا القلق الداخلي؟
“بما أنه يعمل في هذا القصر، فلا بد أنه على دراية بحال الدوقة…”
بل إنه، على الأرجح، أول من لاحظ اضطراب نومها، فهو من يتولى تقريبًا وصف جميع الأدوية في هذا القصر.
وربما تلتقي الدوقة ببيلريد أكثر مما تلتقي بالدوق برونديارن نفسه.
فهل يجهل حقًا ما تخطط له الدوقة؟
“أم أنه يتظاهر بالجهل؟”
إن كان يساعدها، فلن يكون هناك داعٍ لكل هذا الشك. لكن بما أنها قررت أن تركب المركب ذاته، يجب استبعاد أي عنصر قد يفسد الأمور قدر الإمكان.
…نعم، كنتُ أشك في أن يكون بيلريد جاسوسًا.
“لا أعرف عنه شيئًا تقريبًا.”
لم أشعر بحاجة لمعرفة المزيد عنه من قبل، ولم أتوقع أبدًا أن أجد نفسي مضطرة لتتبعه بهذا الشكل.
الطريقة الأكثر يقينًا ربما تكون سؤال الدوقة أو أكتيون عنه مباشرة.
كان موعد عودتي إلى المدرسة مقررا غدًا. يومٌ واحد قد يبدو قصيرًا، لكنه قد يكفي لمعرفة شيء عنه، أليس كذلك؟
لكن، وبما يناقض توقعاتي تلك، جاءتني فرصة التحقيق عن بيلريد بسهولة غير متوقعة.
في ذلك اليوم بعد الظهر، دعتْني الدوقة إلى جلسة شاي، قائلة إنها لا تستطيع أن تترك ضيفة في القصر دون استضافته كما يليق.
نزلتُ إلى الحديقة بصحبة الخادمة هانا، التي ما زالت تتولى خدمتي، لأجد أمام الدوقة وجهًا مألوفًا.
جلسة شاي؟ رفاهية لم أعتدها من قبل، فجلستُ مرتبكة بعض الشيء.
“قال تيو إن الآنسة أورتيس تتناول كل شيء تقريبًا ما دام لا يحمل طعمًا ثقيلاً، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
أنا؟ هل قلتُ ذلك حقًا؟ .
كيف يعرف ذوقي الذي أجهله أنا نفسي؟ التقت عيناي بأكتيون، الذي ابتسم لي بعينين ضاحكتين.
“إنها تحب أيضًا الحلويات ذات رائحة الليمون أو الأعشاب.”
بسبب ذكريات الجوع، كنتُ أقبل بأي شيء يسد الرمق دون تمييز. لكن عند التفكير مليًا… ربما كنتُ أفضل الأطعمة الخفيفة، إذ إن الأطعمة الثقيلة أو القوية كانت تترك شعورًا بالضيق.
نظرتُ إلى طاولة الشاي، فوجدتُ أن هذين الاثنين، الأم وابنها، قد أعدَّا كل شيء بعناية فائقة. كانت المائدة مليئة بالفواكه والأعشاب، والشاي ذو اللون الفاتح ينبعث منه عبير منعش وهادئ.
شعرتُ برهبة خفيفة… لكن في الوقت ذاته، تأثرتُ أن يهتم أحدهم بي لهذه الدرجة.
لم أكن يومًا مهتمة بنفسي أو بما أفضله، لذا فاجأني أن يراقبني أكتيون بهذا الدقة.
“ش، شكرًا. أنا مندهشة بعض الشيء.”
“أتمنى أن يناسب ذوقكِ. لم أركِ تستمتعين بالشاي قبل عودتكِ إلى المدرسة من قبل…”
“لا، هذا مجرد عادة. لم يكن لديَّ الوقت للاستمتاع بمثل هذه الأشياء.”
كان ردي هادئًا، لكن الدوقة غطت فمها مرتبكة.
“آسفة، لقد نسيتُ الفارق بيننا. كان عليَّ أن أكون أكثر مراعاة.”
“لا بأس، عامليني براحة. أنتِ تهتمين بي على طريقتكِ أيضًا.”
لكنها ابتسمت ابتسامة مريرة، وغرقت في التفكير لاختيار كلماتها بعناية.
لم يكن هذا المشهد غريبًا عليَّ. كنتُ أقدر محاولتها احترامي، لكن تصرفاتها بدت أقرب إلى شخص فقد ثقته بنفسه تمامًا وأصبح يفرط في الانتباه للآخرين.
حينها جلس أكتيون إلى جانبي وسأل:
“على أي حال، لا بد أن هناك سببًا لاستدعائي أنا أيضًا. أليس لديكِ ما تقولينه؟”
“آه، نعم، بالطبع.”
انتبهت الدوقة فجأة إلى الموضوع الرئيسي، وهي تُمسك كوب الشاي الذي يتصاعد منه البخار الدافئ.
“قد لا يعجبك هذا، تيو، لكنني استدعيتُ الآنسة أورتيس إلى غرفتي أمس.”
كانت تتحدث إلى أكتيون، لكنني التفتُّ إليه بدلاً منها.
ضاقت عينا أكتيون وهو يرفع كوب الشاي.
“إذن، لا حاجة لإخفاء الأمر عن السينيور، أليس كذلك؟”
“أعلم أنك تهتم بالآنسة أورتيس. لكن لحمايتها، من الأفضل أن تكون على دراية أيضًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 37"