“لقد رأيت بنفسك كيف هددني ديدريك، لا تتدخل فيما لا يعنيك!”
كان الفرسان مترددين، لكن ديلاني صرخت فيهم بلهجة صارمة:
“حتى وإن فقدت سلطتي على الصقر الأبيض، فإن عصيان أوامري في مثل هذا الموقف يعتبر خزيًا للعائلة! امسكوه حالًا!”
تحرك الفرسان نحو الخزانة، لكن ديدريك استل سيفه ليعترض طريقهم.
“لا تقتربوا.”
كان صوته منخفضًا لكنه يحمل تهديدًا واضحًا. ومع ذلك، لم يكن أمام الفرسان خيار سوى تنفيذ الأوامر.
اندفع بعضهم نحوه، لكنه لم يتردد لحظة وهو يرفع سيفه في مواجهتهم. بضربة واحدة، شق سيفه ذراع أحد الفرسان واخترق بطن آخر.
“آه!”
سقط بعض الفرسان أرضًا، مما دفع الآخرين للتراجع بحذر. لكن ديلاني لم تتهاون، وصرخت من جديد:
“انظروا إليه، لقد فقد صوابه تمامًا! أمسكوه حالًا!”
هذه المرة، زاد عدد الفرسان المهاجمين. ورغم مقاومة ديدريك الشرسة، إلا أن الأعداد كانت في صالحهم. في النهاية، سقط في قبضتهم.
“اتركوني!”
حاول التملص بقوة هائلة جعلت بعض الفرسان يترنحون، لكنهم شددوا قبضتهم عليه أكثر. في تلك اللحظة، دخل الخدم وحملوا الخزانة بأوامر من ديلاني.
ازدادت مقاومة ديدريك بعنف.
“تبا! توقفوا حالًا…!”
قالت ديلاني ببرود:
“اهدأ، ديدريك. سيتم إرجاع الخزانة بعد أن يعود صاحب السمو ويتأكد من الحقيقة بنفسه.”
لكن ديدريك لم يكن غافلًا عن نواياها. لم تكن تنوي إعادتها أبدًا، بل ستصنع نسخة مزيفة بدلًا منها.
وبينما كان الخدم يحاولون إخراج الخزانة، سقطت ماريلين منها أرضًا. رغم ضعفها، زحفت نحو ديدريك، وكأنها تدرك أن هذه فرصتها الأخيرة.
عندما لاحظ الخدم الدماء التي لطخت الأرض، أطلقوا صرخات مرعوبة، بينما رفع الفرسان سيوفهم نحوها.
“و-وحش! إنها تتحرك!”
“اللعنة، الجميع…!”
“اخفضوا أسلحتكم!”
انطلق صوت ديدريك غاضبًا، محاولًا إيقافهم، لكن ماريلين وصلت إليه أخيرًا، وسقطت في أحضانه.
تجمدت حركته العنيفة فجأة.
“أنا آسفة… آسفة، دي دي… لا تفكر إلا في نفسك الآن. لا تتخلى عن كل شيء بسببي، أرجوك…”
“ماري…”
ابتسمت ماريلين وسط دموعها، كالأحمق.
“سأتدبر أمري بمفردي. سنلتقي قريبًا، لذا لا تتأذَ، حسنًا؟”
“لا، لن أدعك تذهبي.”
حاول الإمساك بها، لكن الفرسان أمسكوا بذراعيه بإحكام، ولم يستطع حتى مسح دموعها.
نهضت ماريلين على أطراف أصابعها، وطبعت قبلة خفيفة على ذقنه. تجمد للحظة.
“أنت طويل جدًا، دي دي.”
تدريجيًا، بدأت صورتها تتلاشى.
“ماريلين، لا… لا ترحلي.”
اختفت، تاركة وراءها فقط ابتسامتها الملطخة بالدماء.
—
قبل وصول الدوق، كانت ديلاني عازمة على إنهاء كل شيء. لذلك، بدأت تضغط على سيد عائلة “أولوس” بطريقة غير مباشرة، وسرعان ما تم عقد اجتماع لمستشاري العائلة في اليوم التالي.
حضر الاجتماع جميع الشخصيات المهمة، باستثناء عدد قليل من رؤساء العائلات. هناك، بدأت جيما في شرح ما حدث ببطء ووضوح:
“الدوقة تشعر بحزن عميق بسبب ما حدث للسيد أكسل، ولهذا كانت تنوي تقديم اعتذار صادق للسيد ديدريك. أثناء انتظارها له في غرفته، لاحظت صدعًا في خزانته وحاولت إصلاحه، لكنه أساء الفهم واعتقد أنها دمرتها عمدًا، مما أدى إلى فقدانه السيطرة.”
كانت خدود الدوقة متورمة بشكل واضح، ولفَّ شريط ضماد سميك حول عنقها.
عندها، صرخ سيد عائلة أولوس بغضب:
“لقد رأيته بأم عيني وهو يوجه سيفه نحو الدوقة!”
ثم تابع، غير مصدق ما يقوله:
“لقد جن تمامًا! كان ينادي بأسماء أشخاص غير موجودين، ويتحدث مع نفسه وكأنه يهذي!”
“ماذا…؟”
“هل فقد صوابه؟”
“هذا ليس مجرد صراع على الوريث. سمعة عائلة بلاكوود بأكملها على المحك…”
بدأ المستشارون في الهمس فيما بينهم، والاضطراب يسود القاعة. لكن ديلاني كانت تدرك جيدًا أن كل هذا لن يكون كافيًا للإطاحة بديدريك.
وفقًا لقوانين العائلة، لا يمكن معاقبة فرد من السلالة المباشرة إلا بقرار من الدوق نفسه. لكنها كانت تعلم أن الدوق لن يقتل ديدريك أبدًا.
لذلك، كان عليها التخلص منه قبل أن يعود الدوق ويساعده. وكانت أفضل طريقة لذلك هي طرده من القصر، ومن ثم ضمان موته في الخارج.
لقد فكرت في هذا المخطط منذ فترة طويلة، والآن حان الوقت لتنفيذه.
وقفت، وتحدثت بصوت هادئ لكنه محمل بالمكر:
“ديدريك… مجرد فتى مسكين.”
ساد الصمت فجأة في القاعة. جميع الحاضرين نظروا إليها، منتظرين ما ستقوله بعد ذلك.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 82"
اعععع نفسي اقتلهم
يا ربي متى راح يموت ذا المعفن