ما إن لامست الرمال الناعمة أسفل صندل ماريلين، حتى أمسكت بذراع ديدريك بحماسة وهي تقول بلهفة:
“وصلنا، صحيح؟ أيمكنني فتح عيني الآن؟”
“اصبري قليلاً.”
قادها ديدريك بخطى هادئة إلى المكان الذي أعدّه مسبقًا، دون أن يُظهر أي استعجال. ولحسن الحظ، كان الطقس معتدلًا، لا هو بالحار ولا بالبارد، مع نسيم عليل يلف المكان.
ابتلع ريقه ومسح شفتيه الجافتين، ثم أمسك بيد ماريلين بشيء من التوتر.
“إذا فتحتِ عينيكِ فجأة، ستنبهرين من الضوء… لذا خذي وقتك وافتحيهما ببطء، حسنًا؟”
“حسنًا، دي دي، أنت تقلق كثيرًا.”
وما إن أزال عنها العصابة، فتحت ماريلين عينيها رويدًا رويدًا، كما أوصاها، ليظهر أمامها منظر البحر الواسع.
أشعة الشمس الساطعة كانت تنعكس على صفحة الماء بلون الياقوت الأزرق، كأن البحر نفسه قطعة من المجوهرات تتلألأ.
السطح يتلألأ بموجات ذهبية تحت الشمس، وصوت الأمواج الخافت، ودفء الرمال، ورائحة البحر المنعشة… كل ذلك أسر حواسها.
نظرت ماريلين بذهول، عاجزة عن تحويل نظرها عن البحر الذي بدا كجوهرة زرقاء نابضة بالحياة، أجمل بكثير مما رأته من على ظهر السفن من قبل.
خرجت منها تنهيدة إعجاب ناعمة:
“واو…”
ديدريك لم يرفع عينيه عنها، فقد كانت نظراتها المتألقة تحت ضوء الشمس أكثر إشراقًا من البحر نفسه.
كانت عيناها تتنقلان بين البحر وعيني ديدريك بسعادة ظاهرة.
“ألم أقل لك؟ كنت محقة!”
“بمَ؟”
قالت وهي تبتسم ببراءة:
“في عينيك، يوجد بحر!”
كانت قد قالت له ذلك في الماضي، رغم أنها لم تر البحر من قبل، لكنها كانت تؤمن أن عينيه وحدهما كفيلتان بإيصال جمال البحر.
“إنه… جميل للغاية، دي دي.”
نظرت مباشرة في عينيه بعينين مغرورقتين بالدموع، وهو بدوره لم يستطع مقاومة تأثره، فمرر يده إلى زاوية عينيه.
“كنت أريد… أن أريكِ هذا المنظر.”
“همم؟”
“منذ أن قلتِ إنكِ لم تري البحر من قبل… لم أستطع التوقف عن التفكير في اليوم الذي سأريكِ فيه إياه.”
فاندفعت ماريلين نحوه واحتضنته بقوة:
“شكرًا لك، دي دي! أنا سعيدة جدًا بفضلك!”
حرارة جسدها الصغيرة التي التصقت به كانت دافئة لدرجة أنه شعر بأن الدموع تكاد تنهمر.
“أعتقد… لم أعد بحاجة لرؤية البحر مجددًا.”
“لماذا؟”
أراد أن يسمع إجابتها بصوتها الرقيق.
“لأن عينيك أجمل منه.”
“هاها…”
ابتسم بخجل، وأخفى وجهه في كتفها وهو يتمتم:
“نعم… لأن عينيّ أجمل.”
ماريلين ضحكت بخجل وهي تمسك بوجهه، أما هو، فأخرج علبة صغيرة من جيبه وأمسكها بإحكام.
كانت يداه ترتجفان، كما حدث عندما اختار لها اسمًا ذات مرة.
“هل تشعر بالبرد، دي دي؟”
“لا…”
تنحنح قليلاً وأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا إخفاء توتره.
“وجهك محمر جدًا… هل لديك حرارة؟”
وضعت يدها على عنقه بقلق، فتراجع بخفة وهو يقول:
“آسف… أنا فقط… سعيد للغاية.”
“لأي سبب؟”
أراد أن يقول: لمسة يدك، صوتك، وجودك… كل شيء فيك.
لكنه استجمع شجاعته وأفصح:
“أصبحتُ قادرًا على استلام لقب الدوق متى أردت.”
“حقًا؟ لقد آن الأوان، هذا رائع!”
“ولهذا… أردت الوفاء بوعدي.”
“وعد؟ آه…”
تغيرت نظرتها، وأخذ يمسح بخفة على ظهر يدها.
“قلنا إننا سنتزوج عندما أصبح دوقًا، أليس كذلك؟”
“…”
“كنت أريد قول هذا لكِ بنفسي.”
فتح العلبة الصغيرة ليكشف عن خاتمين، على شكل وردة حمراء من الماس النادر.
كان جمالهما طبيعيًا لدرجة أن الناظر يكاد يعتقد أنهما ينبعثان بعطر الزهور الحقيقي.
ماريلين رفعت عينيها من الخاتم إلى ديدريك، الذي كان يبدو أكثر توترًا منها رغم معرفته أنها لن ترفض.
لكن يده كانت ترتجف.
أمسكت ماريلين بيده بهدوء، تنتظر كلماته بلهفة.
عندها، نطق بصدق وهو يرتجف:
“أنا أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.”
“…”
“تزوجيني، ماري. وكوني معي للأبد.”
امتلأت عيناها بالدموع فورًا، لكنها ابتسمت باكية وقالت بصوت مبحوح:
“بالطبع.”
“هل ستتزوجينني حقًا؟”
“نعم!”
أخذ الخاتم بلطف ووضعه في إصبعها البنصر. وكان الخاتم كأنه صُنع خصيصًا لها، انزلق بسلاسة واستقر في مكانه تمامًا.
نظر إليه، ثم طبع قبلة على إصبعها وظهر يدها.
كان المكان الذي لمسته شفتاه يشتعل دفئًا.
ديدريك كان دائمًا كذلك…
يعامل ماريلين كما لو كانت أثمن ما في الوجود.
نظرت إليه بخجل، وعبثت بملابسه بخفة.
“هل هذا سبب ارتدائك اليوم بهذا الشكل الأنيق؟”
“هل أبدو وسيمًا؟”
“أكثر من أي وقت مضى!”
أخرجت ماريلين الخاتم الآخر من العلبة ومدّت يدها نحوه.
وضع ديدريك يده بهدوء في كفها، لكنها قالت قبل أن تلبسه الخاتم:
“حين أضعه… نكون زوجين رسميًا!”
“نعم.”
ابتسم وأجاب، ثم طبعت ماريلين قبلة على إصبعه وظهر يده، تمامًا كما فعل هو معها.
توقف نَفَسه لثوانٍ.
“ماري…”
“أنت زوجي الآن!”
قفزت عليه بحماسة وعلّقت ذراعيها حول عنقه، فاحتضنها كعادته بخفة.
بين ضوء الشمس الدافئ وصوت الأمواج الخافت، تبادلا نظرات مليئة بالحب، قبل أن يتشاركا قبلة عميقة.
*************
بعد أسبوع من العودة من الرحلة، ذهبنا إلى نزهتنا التي خططنا لها مسبقًا.
أنا وديدريك والدوق جلسنا في الحديقة الخلفية على بساط صغير، وسط جو من الهدوء.
لم يكن هناك حديث… فقط صوت مضغي لسندويشاتي وأنا أحاول تخفيف التوتر.
رمقتُ الدوق بنظرة حثّته بها على قول شيء، فتنحنح وسألني:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "145"