تردد سومرست للحظة وهو يواجه تلك العيون الزرقاء الثابتة التي تحدق به بلا خوف، فتراجع خطوة إلى الوراء بشكل غريزي.
استغل ديدريك هذه الفرصة بالكاد ليتفادى الضربات الطائشة لسومرست.
مرت نسمات حادة بجانب عنق سومرست، مما أرسل قشعريرة عبر جسده.
لو كان قد تعلم فن المبارزة…
كان هناك سبب واضح لعدم تعلم ديدريك استخدام السيف: لقد منعه ديلاني من ذلك.
باستخدام جسده الصغير والضعيف كذريعة، تعمد ديلاني تأخير تدريبه على السيف. بل زاد الطين بلة بأن نشر شائعات بين جدران القصر تفيد بأن ديدريك كسول ولا يحترم الفرسان. وكما هو متوقع، لم يتدخل الدوق في الأمر مطلقًا.
لذا، مهما تغيرت مشاعر ديدريك، فلن يتغير شيء… لن يتعلم استخدام السيف أبدًا.
كان ذلك أمرًا محسومًا.
“كيف يجرؤ على النظر إلي بتلك العيون التي تشبه عيون والدي…؟”
اجتاح الغضب سومرست، فوجه ضربة قوية نحو كتف ديدريك بالسيف الخشبي.
صفعة!
“أيها الوغد!”
رغم سقوطه على الأرض، نهض ديدريك مجددًا بعناد.
انزعج سومرست من تردده السابق، فصاح بغضب:
“مهما حاولت، لن تستطيع هزيمتي أبدًا!”
عندها لاحظ ديدريك شيئًا… ثغرة صغيرة غير محمية في وقفة سومرست.
تجاهل الألم الذي كان ينبض في جسده، وقبض على سيفه الخشبي بقوة.
“ضربة واحدة فقط!”
بكل ما أوتي من إصرار، وجه ضربة نحو الجانب المكشوف من جسد سومرست.
“تبًا!”
ورغم أن سومرست بالكاد تفادى الضربة المباشرة، إلا أنه فقد توازنه وسقط للخلف بقوة.
ارتطام!
“أغه!”
لم يفوت ديدريك الفرصة، فأسرع بتوجيه سيفه الخشبي نحو أنف سومرست، مما جعله يرتد إلى الخلف في مفاجأة.
حدق سومرست إلى الأعلى، مصدومًا من عيني ديدريك الثابتتين التي لم تكن تعكس أي خوف.
كان واضحًا للجميع… سومرست قد خسر.
التقط ديدريك أنفاسه وقال بهدوء:
“أنا أتحداك لأنني أريد أن أنجح، أخي.”
ردد نفس الكلمات التي استخدمها سومرست للسخرية منه سابقًا، ثم استدار وابتعد.
انتفض سومرست بغضب وهتف:
“كيف تجرؤ على لمسي؟! تظن أنني سأترك هذا يمر؟!”
استدار ديدريك ونظر إليه ببرود.
“إنها مجرد مباراة تدريب.” (باختصار القم)
تجمد سومرست في مكانه.
ردد ديدريك نفس الكلمات التي قالها له سومرست ذات مرة، لكنه هذه المرة لم يستطع الرد.
بهدوء، نظر إليه ديدريك للمرة الأخيرة قبل أن يغادر ساحة التدريب.
وفيما كانت خطواته تتلاشى، دوى صراخ سومرست الغاضب خلفه.
“تبا! عد إلى هنا أيها الوغد—!”
لكن ديدريك لم يلتفت.
كان الألم ينبض في جسده، فعبس وهو ينظر إلى معصمه المتورم وكتفه المصاب.
“يجب ألا تكتشف الأمر…”
خطرت في ذهنه صورة تلك الفتاة، التي كانت دومًا أكثر قلقًا على جروحه من جروحها.
شعر بقلق أكبر بشأن حزنها أكثر من فرحته بانتصاره على سومرست.
—
تردد للحظة قبل أن يعود إلى غرفته، لكن صوتًا أوقفه.
“تحياتي، أيها السيد الشاب.”
نظر ديدريك إلى الأعلى، فرأى ظلًا طويلًا يمتد أمامه. رفع عينيه من معصمه المتورم، ليجد نفسه أمام فارس يعرفه جيدًا.
ابتسم جاكوب بتواضع، لكن خلف ابتسامته كان هناك أثر من المرارة.
“…أشكرك، لكنني مجرد فارس عديم الفائدة، لم أتمكن حتى من إيقاظ الهالة.”
“لكن رغم ذلك، أنت جزء من فرسان الصقر الأسود. لا بد أن القائد رأى فيك ما يستحق.”
“…أقدر كلماتك الطيبة.”
إلا أن الحقيقة القاسية لم تتغير. فبدون إيقاظ الهالة، كان دائمًا يُهمش، تمامًا كما حدث اليوم عندما غادر بقية الفرسان في مهمة القضاء على الوحوش، تاركينه وراءهم.
رأى ديدريك في جاكوب انعكاسًا لنفسه… ذلك الشعور بالعجز، وتلك النظرات التي تحمله عبئًا لم يكن له ذنب فيه.
تردد للحظة، ثم قال:
“الهالة… أحيانًا تظهر متأخرة في الحياة.”
كانت كلماته محاولة خرقاء للتشجيع، لكن جاكوب ابتسم بلطف.
“أشكرك… هل لي أن ألقي نظرة على كتفك ومعصمك، أيها السيد الشاب؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "12"