صرخت بغضب وهي تمسك أول شيء امتدّت يدها إليه وألقته بعيدًا.
“ذلك الطفل هو حقًا ابن صاحب السعادة!”
“حقًا؟ ومن قال ذلك؟”
“إنه طفلي ، لقد ولدته بعد أن تحملت آلام المخاض، فمن يجرؤ على إنكار ذلك…!”
“من سيستمع إلى كلام دوقة فقدت مصداقيتها؟”
لم يكن هدفه مجرد إثبات أن أكسل ليس الابن الحقيقي للدوق، بل كان ديدريك يستغل هذا الأمر لإسقاط ثقة الناس بالدوقة والإطاحة بسومرست معها.
“أنت… أنت…!”
تدفق صوت بارد من فم ديدريك
“تزوير الحقائق ليس بالأمر الصعب، تمامًا كما فعلتِ أنتِ.”
“ديدي، أحسنت!”
في تلك اللحظة، ارتعشت أصابع ديدريك، ثم استدار فجأة نحوي.
“لقد لاحظتَ وجودي مرة أخرى؟”
“أي نوع من الوحوش هو هذا…؟”
همس نوفيمبريس بصوت خافت وهو يتنهد.
“من فضلكِ كوني هادئة. صحيح أن ديدريك شديد الحساسية، لكن كلما تعافيتِ زادت قوة وجودكِ أيضًا.”
أومأت برأسي بهدوء، بينما استمرت ديلاني في الصراخ.
“إذن، هل تجرؤ على تزوير علاقة الدم بين سومرست و سمو الدوق؟ هذا جُرم كبير!”
لم يرد ديدريك، بل كان يحدّق في وجهي بعينين متردّدتين، ثم أدار رأسه وقال بصوت مكتوم
“لم لا؟ سأستخدم الوسائل القذرة تمامًا كما فعلتِ أنتِ.”
“أنت… أنت…!”
“لكن هناك شيء غريب.”
“ما هو؟”
“تدافعين بشراسة عن كون سومرست الابن الحقيقي، ولكنك لا تحاولين حتى تقديم عذر واحد بخصوص أكسل.”
تراجعت ديلاني إلى الخلف، بينما كانت جيما تراقب الوضع بقلق لكنها لم تستطع النطق بأي كلمة تحت وطأة حضور ديدريك الطاغي.
لم يكن يشبه أبدًا ذلك الفتى الصغير الذي كان من السهل ترهيبه في الماضي.
“ماذا تريد بالضبط؟”
“أعيدي لي الخزانة، وسأتوقف عن كل هذا.”
تلعثمت ديلاني، وجهها يملؤه الارتباك.
“ك… كيف أعيد شيئًا لم يعد موجودًا؟!”
“ولماذا تسألينني أنا؟ إن لم تستطيعي، فلتواجهي عواقب ذلك.”
“.…!”
“لكن هذا مضحك.”
سخر ديدريك ببرود.
“لم نبدأ بعد ومع ذلك تبدين يائسة بالفعل.”
“…..”
“الأمر سيكون مملًا إن لم تحاولي المقاومة. هل أعطيك وثيقة مكتوبة بالتفصيل عن علاقتك الغرامية؟ لا بد أنك تعرفين أن المساعد الذي وثّق تلك الأحداث مات في حادث غامض.”
اتسعت عينا ديلاني في ذعر، وفي تلك اللحظة ألقى ديدريك مجموعة من الأوراق أمامها.
“كل الأدلة موجودة هنا.”
بمجرد أن مدّت ديلاني يدها للإمساك بها…
“كراك!”
تدفّقت شرارات كهربائية من أطراف أصابعها، واندفع صاعقة برق نحو يدها مباشرة.
بووم!
“آآآااه!”
سحبت ديلاني يدها على الفور، أطراف أصابعها قد احترقت بالكامل، ثم نظرت إلى ديدريك بوجه شاحب مرتعب.
كان ديدريك مستندًا بهدوء إلى يده متجاهلًا حالتها.
“قلت لكِ خذيها.”
“جيما!”
“نعم… ن- نعم، سيدتي.”
ما إن لمست جيما الأوراق، حتى مرّت صاعقة هائلة عبر جسدها، أقوى بكثير من التي أصابت ديلاني.
“آآآااه!”
صرخت جيما ، حتى ديلاني أذهلت من الصراخ.
“كيييااااه!”
“كُح، كُح…!”
سقطت جيما على الأرض، وهي تتقيأ دخانًا أسود، بينما جسدها يرتعش. ومع ذلك، كما لو أنها لم تفقد وعيها بعد، بدأت تبكي بهدوء.
“حتى مع الأدلة أمامكِ، لا يمكنكِ أخذها.”
“أزل هذه اللعنة حالًا!”
“ولماذا أفعل ذلك؟”
“كيف لنا أن نمسك بها بهذا الشكل؟ أنت لا تريدنا أن نأخذها أصلًا!”
“أشعرين بالظلم؟ بالغضب؟”
“إذن…!”
“أنا أيضًا شعرت بذلك حين كنتُ طفلًا. كنت أرى تذكار والدتي أمامي، لكنني لم أستطع حتى لمسه.”
“ديدي…”
“كيف تشعرين الآن؟”
عضّت ديلاني شفتيها ولم تستطع الرد، لكن نظراتها الحاقدة لم تتغير.
“هذه مجرد البداية.”
نهض ديدريك وأخذ الأوراق.
“لن أتوقف حتى أقطع عنقكِ بنفسي.”
لكن ديلاني لم تستسلم
“مهما فعلت، سأظل زوجة الدوقة! لا شيء يمكنه تغيير ذلك!”
“أنا لا أهتم بمثل هذا اللقب التافه . أنا أريد حياتكِ فقط.”
ارتعشت عيناها في رعب، ولم تستطع مواجهة عينيه الزرقاوين الباردتين، فجلست على الأرض مرتجفة.
“كم هذا مثير للشفقة.”
عضّت ديلاني شفتها بقهر.
اقترب ديدريك أكثر، ثم رفع كوب الشاي وسكبه ببطء على رأسها.
تساقط الشاي الساخن على وجهها، فتجمدت للحظة، ثم انفجرت غاضبة
“أيها اللعين! هل تظن أن الخدم سيبقون صامتين؟ ستدمر سمعتك بالكامل!”
“هذا لا شيء مقارنةً بما فعلتِه بي، بل إن البعض سيعتبره انتقامًا طفيفًا فقط.”
“هذا صحيح، إنه مجرد بداية.”
وافقتُه بهدوء.
مع كل ما كُشف عن ماضيها القذر، لن يشعر أحد بالشفقة تجاهها.
“حاولي المقاومة كما شئتِ.”
بهذه الكلمات، غادر ديدريك غرفة المعيشة ببطء.
في النهاية، لم تتمكن ديلاني، التي بقيت وحيدة، من السيطرة على غضبها و دمرت كل شيء.
“آآه!”
راقبتُها بصمت وهي تنهار.
بعد لحظات، همس نوفيمبريس بلطف
“لنعد الآن، وجهكِ محمرّ جدًا. لقد بقيتِ في الخارج طويلًا.”
“بالفعل؟”أنا لم أرغب في مغادرة جانب ديدي اليوم. إلا أنني لم أستطع معارضة نوفيمبريس.
“حسنًا…”
أمسكت يد نوفمبريس ودخلت عبر الباب المؤدي إلى الحرم.
***
في ذلك الوقت، كان سومرست مستلقيًا أنا المدخل الرئيسي للقصر ، و هو مخمور تمامًا.
منذ وصول ديدريك، كان يتجنّب القصر، فهو لم يتحمل رؤية وجه ذلك المتعجرف.
لكن الأهم… أليس سومرست هو من أحرق الخزانة التي كان ديدريك يقدّرها كثيرًا؟
كان يعلم أن انتقام ديدريك سيكون مدمّرًا.
ومع استمرار معاناة والدته، عرف سومرست أنه سيتحول إلى غبار إذا حاول الوقوف في وجهه.
لا يريد الإعتراف بذلك، لكن ديدريك ظهر أمامهم مستعدًا تمامًا.
لذلك لم يكن أمام سومرست وديلاني خيار سوى الصعود إلى اللوح الذي صنعه ديدريك و المعاناة.
“اللعنة، كل هذا من أجل الانتقام لذلك الوحش.”
بصق على الأرض وسحق أسنانه غيظًا.
“لم أر أمي أبدًا تعاني لهذه الدرجة من التفكير.”
آه، حدث هذا لمرة واحدة. بعد إرسال ديدريك إلى أكاديمية هيربا ومقابلة الدوق، كانت ديلاني خائفة للغاية لدرجة أنها لم تستطع أن تستعيد وعيها لفترة.
بخلاف الدوق، كان الشخص الوحيد الذي أخاف ديلاني هو ديدريك.
“على أي حال، لا يمكنني الاستمرار في الخروج.”
كان سومرست منزعجًا للغاية من النبلاء الذين استمروا في الحديث عن ديدريك أينما ذهب.
كان رؤية النبلاء يمدحون ديدريك و يستعدون للوقوف إلى جانبه ، يجعل سومسرت يفقد شهيته.
“اللعنة. لم يكن ينبغي لي أن أقتل ذلك الوحش في ذلك الوقت.”
شعر بالندم، لكن الآوان قد فات. سار في الرواق، ورائحة الكحول تفوح منه.
كان الفجر عندما عاد بينما كان الجميع نائمين، لذلك تمكن سومرست من دخول الغرفة دون أن يقابل أي أحد.
لم يستطع النوم لأنه كان يشرب وينام طوال اليوم، لذلك أخرج زجاجة براندي.
هذا كل شيء.
نقر.
انفتح الباب، لكن سومرست، الذي كان في حالة سُكر شديد، لم يسمعه.
عندما جلس الشخص الآخر أمامه أدرك أن شخصًا ما دخل غرفته.
ارتفعت حواجب سومرست بشدة.
“ها، ذلك الطفل الذي لم يكن يستطيع حتى الاقتراب من غرفتي عندما كان صغيرًا. هل أصبحت هكذا الآن؟”
سواء كان يتذمر أم لا، لم يتغير تعبير وجه ديدريك. مظهره و صورة ظهره مقابل سماء الليل جعل قلبه يرتجف بلا سبب.
على الرغم من أنه كان مخمورًا بشكل واضح، إلا أن سومرست عاد إلى رشده تدريجيًا.
كان من الواضح أن سومرست خائف من ديدريك.
“أنت الذي لم تكن تجرؤ على دخول القصر طوال هذا الوقت خوفًا من ذلك الطفل، فليس لك الحق في التحدث هكذا، أليس كذلك؟”
عندما سخر منه، طحن سومسرت أسنانه بغضب.
“إذا جئت لتبحث عن مشكلة، فاخرج من هنا.”
“هذا هو السبب الرئيسي، لماذا يجب أن أذهب؟”
حدق ديدريك في سومسرت بهدوء. في طفولته، ما الذي كان يخيفه في هذا الشخص؟
كما قالت ماري، كان هذا الشخص خائفًا منه لذلك كان ينفجر بالغضب.
‘الآن لا يستطيع حتى أن ينظر في عيني.’
فكر في أن مارلين قد أُحرِقَت على يد هذا الشخص، وامتلأ بغضب لا يمكن السيطرة فيه.
عندما التقت عيناه بعين سومسرت بنظرة مليئة بالعداء، بدأ سومسرت فجأة في الفواق.
هيك!
“حقًا، لا حدود لما تفعله.”
عند قول ديدريك هذا، احمر وجه سومسرت بالخجل.
التعليقات لهذا الفصل " 108"
واخيرا اجا دور سمورسيت خلينا نفش غلنا فيه ياريت يجلده فورا هو امه