أصبح وجه جين داكنًا عندما قامت بملامسة القلادة المحروقة جزئيًا والتي أعطاها إياها هانز.
“على الرغم من أنها كذبَت، إلّا أنكَ انتهيتَ بالكذب أيضًا… هذه القلادة أنتَ من صنعتها، أليس كذلك يا هانز؟”
إن القلادة التي أزعجت بيكي، والتي من المفترض أنها لوالدتها، كانت في الواقع مُزيفة من صنع هانز.
“لإعادة إنشائه بشكل مثالي فقط من خلال وصفي لما رأيته…..”
مع أن هانز كان معروفًا بسرعة غضبه وقلة ذكائه وإدمانه على الكحول إلّا أنه كان يتمتع بمهارات حرفية استثنائية. ربما لم تكن كلمة استثنائي كافية لوصف موهبته. كان قادرًا على إعادة إنشاء أي شيء يراه أو يسمع عنه بإتقان يكاد يكون كاملًا. لو كانت موهبته معروفة لكانت العائلة الإمبراطورية قد سعت إليه، بغض النظر عن مكانته. لسوء حظه، التقى هانز بجين وهو في أسوأ حالاته. وكان يعتقد أنها أنقذته.
“جين لا تفعل شيئًا خاطئًا. بيكي هي من فعلت السوء أولًا! جين تحاول فقط تصحيح الأمور.”
بذل هانز قصارى جهده لتهدئة جين، التي بدت له لطيفة وهادئة للغاية لدرجة أنها بدت أكثر تضررًا من قول كلمات غير لطيفة للآخرين بدلاً من سماعها.
“هل هذا صحيح؟”
سألت جين.
“بالتأكيد. لا أحد لطيف مثلكِ يا جين.”
في مواجهة دفاع هانز العاطفي، ابتسمت جين بشكل محرج.
“أنا لستُ لطيفةً.”
رغم أن هذه كانت الحقيقة المطلقة، إلّا أن هانز لم يراها بهذه الطريقة.
“لا! لا يوجد أحد ألطف منكِ في هذا العالم يا جين.”
“هذا ليس…”
“هاه! إذا واصلتِ الإنكار، فسأعلن ذلك بصوت عال ليسمع كل الحي أن جين ألطف إنسان في العالم!”
عند كلام هانز، تظاهرت جين بالانزعاج وأغلقت فمها، ولكن عندما نظر هانز بعيدًا لفترة وجيزة، لم تتمكن جين من إخفاء التواء شفتيها تمامًا.
فكرت جين بنظرة محبطة: “يا له من أمر مريح، سيفعل أي شيء من أجلي، مستبقًا استنتاجاته. من كان يظن أن الرجل الذي التقيتُ به بالصدفة في يوم ماطر سيكون مفيدًا جدًا؟”
همست جين بابتسامة خفيفة.
“أنا شخص محظوظ لوجود هانز بجانبي.”
حتى في هذا التصريح الفارغ، هز هانز رأسه وعيناه مليئة بالعاطفة.
“لا، أنا المحظوظ لأني أستطيع مساعدتكِ يا جين!”
حتى بدون أن تقول جين المزيد صاح هانز، وقد غلب عليه الانفعال.
“سأبذل قصارى جهدي لمساعدتكِ في استعادة عائلة بولشفيك حتى النهاية!”
“هانز.”
“آه، آسف هدوء، هدوء.”
انحنى هانز بكتفيه لفترة وجيزة، ثم نظر إلى القصر بولشفيك بتعبير حازم.
“أن تعتقد أنها تشغل المكان الذي ينبغي أن تكون فيه جين. أمر لا يغتفر.”
سحبت جین کمه بلطف وهزت رأسها، وكان وجهها حزينًا.
“هانز لا تقل هذا، ابنة الدوق لا تعرف الحقيقة.”
بالطبع، عرفت جين. عرفت جين أنه إذا تكلمت هكذا وأخفضت رأسها، سيزداد هانز انزعاجًا وينطق بالكلمات التي أرادت سماعها.
وبالفعل، فتح هانز أنفه وصرخ بعينين منتفختين.
“الجهل لا يُمحي خطيئة التواجد هناك. أن تظن أن ابنة خادم كان يخدم الدوقة تعيش كابنة للدوق.”
كانت الكلمات التي خرجت من فم هانز فظيعة، لدرجة أن حتى القرد المار كان سيُصاب بالصدمة.
ابنة الدوق لم تكن في الواقع من سلالة دوقية، بل ابنة خادم؟! خصوصًا في دوقية بولشفيك، حيث كان من المعروف أن لا قطرة دم واحدة من السلالات الجانبية قد اختلطت بعرش بولشفيك بسبب ندرة الورثة.
ربّتت جين على ذراع هانز لتهدئته. لقد سمعَت ما أرادت سماعه؛ والآن حان وقت التحرّك.
“تعلم أنني دائمًا ممتنة، أليس كذلك؟ حتى في مسابقة الصيد…”
قبل أن تتمكن جين من الانتهاء، قفز هانز على قدميه.
“بالتأكيد سأصنع لكِ سلاحًا قويًا جدًا!”
وبينما كانت تراقب هانز وهو يتراجع إلى الخلف، انحنت شفتا جين في ابتسامة مرسومة، لكن عينيها ظلتا باردتين.
“صاخب جدًا، حقًا. كم مرة عليّ أن أخبره قبل أن يفهم؟ هناك حدود للغباء.”
تبدّد صوت جين الصادق الوجيز في الهواء دون أن يُسمع.
سرعان ما دفعت جين كوب الشاي جانبًا وخدشت زاوية ورقة قديمة جدًا. كان جزءً من كتاب يُفترض أن والدتها أحضرته معها عند فرارها من دوقية بولشفيك قبل وفاتها في صغرها. كانت الورقة المصفرة، التي تُصدر صوت حفیف خافت مغطى بكثافة بتعليمات لصنع سم غامض بشكل غير عادي، لا يوجد في أي مكان آخر في القارة إلّا في بولشفيك.
“هذا المكان هو حقي.”
ظل وجه جين جامدًا مثل القناع بينما كانت تفرك أطراف شعرها الأحمر الباهت بانزعاج، والذي كان مختلفًا بشكل ملحوظ عن اللون الأحمر الزاهي لبولشفيك.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات