نظرتْ إليَّ الدوقةُ بنظرةٍ يصعبُ فهمُ ما تخفيهِ، كأنَّها تحاولُ استيعابَ ما أقولُ.
وهذا متوقعٌ. فكرةُ تسعيرِ كلِّ فصلٍ، وتقسيمِهِ إلى عشرِ وحداتٍ، كانتْ مفهومًا غريبًا جدًّا بالنسبةِ إليها.
لكنَّ الدوقة لم تلُمني، بل رافقتْني في الحديثِ.
“إذنْ، قسمتِهُ إلى عشرينَ جزءًا، فيكونُ خمسةُ؟”
“نعمْ، صحيحٌ. والآنَ السؤالُ الأخيرُ. هل تعرفينَ سعرَ الجريدةِ؟”
“يبدو الحديث كالأحجية. هاها… لا أعرفُ حقًّا. لم أسمعْ بسعرِها من قبل.”
“الجريدةُ تُكلِّفُ عشرةَ قطعٍ برونزية.”
أخذتُ نفسًا عميقًا.
“هذهِ السلسلةُ نُشرت منذُ زمنٍ طويلٍ. على الأرجحِ، اشترى النبلاء والطبقة العليا الذينَ يرغبونَ فيها الكتابَ بالفعلِ، أليسَ كذلكَ؟”
“نعمْ، هذا صحيحٌ.”
“إذنْ، ماذا لو قسمنا كتابًا إلى خمسةِ فصولٍ، ثمَّ إلى عشرينَ جزءًا، وطبعناها في الجريدةِ؟”
“روايةٌ في الجريدةِ؟ لمَ ذلكَ؟”
كانتْ الدوقة تبدو وكأنَّها لا تفهمُ سببَ تفكيري بهذا الشكلِ.
“الجريدةُ هي ورقةٌ تُسجَّلُ فيها أخبارُ العالمِ. لكن، في الواقعِ، قليلونَ جدًّا من يستطيعونَ قراءتَها.”
في عالمٍ يعجُّ بالعامةِ الأميينَ، كانَ مفهومُ الجريدةِ موجودًا. والسببُ بسيطٌ: الجريدةُ هي أرخصُ ورقةٍ يمكنُ للعامةِ شراؤُها.
ومن المدهشِ أنَّ الناسَ، رغمَ أميتهم، كانوا يشترونَ الجرائدَ بكثرةٍ. استُخدمتْ لتغليفِ الأغراضِ، أو لتنظيفِ النوافذِ. بالنسبةِ للعامةِ، لم تكنِ الجريدةُ مادةً للقراءةِ، بل أداةً للتغليفِ أو التنظيفِ.
“إذا نُشرت كتاباتُ الكاتبةِ في الجريدةِ، وإذا أدركَ الناسُ أنَّ الكلماتِ المكتوبةَ على تلكَ الورقةِ التي يستخدمونَها للتغليفِ أو التنظيفِ ممتعةٌ جدًّا…”
ابتسمتُ للدوقةِ التي بدأتْ تفهمُ فكرتي.
“ألا تعتقدينَ أنَّ الكثيرينَ سيشتاقونَ لتعلمِ القراءةِ؟ على الأقلِ، أظنُّ أنَّ عددَ من يرغبونَ في تعلمِ القراءةِ سيزداد.”
“يا إلهي! فيفيان، يا لها من فكرةٍ رائعةٍ!”
نظرت إليَّ الدوقة كأنَّني ملاكٌ جاءَ للقضاءِ على الأميةِ في العالمِ.
بسببِ عينيها المملوءتينِ بالعاطفةِ، وجدتُ صعوبةً في قولِ الحقيقةِ.
“أنا دوقةٌ على أيِّ حالٍ، فلا يمكنُ مناداتي بالعمة، أليسَ كذلكَ؟”
تصاعدَ الأمرُ أكثرَ فأكثرَ. لو ناديتُ الدوقةَ بعمةٍ، قد لا أُسمحُ لي بدخولِ منزلِ الدوقِ مجددًا.
بينما كنتُ مذهولةً من الحديثِ المفاجئِ، ابتسمتِ الدوقةُ بوجهٍ ساحرٍ.
“إذنْ، أليسَ “والدتي” هو الأنسب؟”
ربما لأنَّها كاتبةٌ، فكلامُها سلسٌ. بدا كلُّ شيءٍ منطقيًّا، لكنْ شعرتُ أنَّ شيئًا ما غريبٌ، دونَ أنْ أستطيعَ تحديدَهُ.
“هيا، جربي ناديني.”
“وا… والدتي…؟”
ملاحظة : كلمة “أمي” كلمة بين الأم و الابن أو الأم و بنتها ، أما في الكورية في كلمة تانية قررت اترجمها والدتي و تتقال لوالدة الصديق عادي أو للحماة، وهنا كانت أم أرمين خبيثة^^~~
“آه، ظننتُ أنَّ ابني عديمُ الفائدةِ.”
ابتسمتِ الدوقةُ، التي سمعتْ أخيرًا “والدتي”، بألمعِ ابتسامةٍ رأيتُها.
لكنْ، بسببِ ذهولي، لم أتذكرْ حتى أنَّها قالتْ هذا عندما غادرتُ الغرفةَ.
ومع ذلكَ، استدعتِ الدوقةُ أرمين عمدًا. ادَّعتْ أنَّ العودةَ إلى المنزلِ بمفردي مع هذا المبلغِ الكبيرِ خطرٌ، ويجبُ أنْ يرافقَني أحدٌ.
أينَ ذهبتْ تلكَ التي قالتْ إنَّ الأربعمئةَ ذهبيةً مجردُ ملعقةٍ في بحرِ ثروةِ الدوقِ؟ كلامُها متناقضٌ. علاوةً على ذلكَ، سأعودُ بعربةِ الدوقِ، وهي الأكثرُ أمانًا، فلا داعي للقلقِ.
لكنْ لم أمنعْها. قد تكونُ ملعقةً بالنسبةِ إليها، لكنْ بالنسبةِ إليَّ، مبلغٌ هائلٌ لم ألمسْهُ من قبلُ.
في الواقعِ، عندما ذهبتُ مع أرمين لشراءِ سيفٍ، قابلنا لصًّا، وسقطَ خاتمٌ ثمينٌ في المجاري، مما تركَ صدمةً لديَّ. من يدري، قد تهبُّ ريحٌ فيطيرُ شيكُ الأربعمئةِ ذهبيةٍ إلى المجاري أو يسرقُهُ لصٌّ.
وإذا فقدتُهُ وأنا مع أرمين، من يدري؟ ربما تعيدُ والدةُ صديقي ملءَ جيبي بملاعقَ أخرى.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات