عندما عادت استقبلتها والدتها “نجوى” بوجه مبتسم لكن عليه ملامح القلق
نزلت “رينا” من العربة اقتربت والدتها وضمتها وقال بصوت حزين مليء بالقلق: “عزيزتي رينا لقد كنت اشعر بقلق غريب لذهابك لمنزل ذلك الفتى ليث انتِ شجاعة … “
ضحكت “رينا” وقالت: “امي انتِ تقلقين كالعادة كما قال ابي لا تبالغي في قلقك”
ابتسمت “نجوى” ثم جلست تبحث عن “سما” وقالت متسائلة: “صغيرتي اين هي سما”
ابتسمت “رينا” وقالت: “لا تقلقي يبدوا انها الان تتمتع بعشاء عائلي سعيد”
ردت “نجوى”: “ويجب علينا أيضا هيا يا رينا حان وقت العشاء”
في اليوم التالي جلست “رينا” في الدفيئة التي بنيت من عامين بمناسبة عودتها كانت “رينا” تنتظر مدربها “سامي” وصديقة طفولتها وخطيبة اخيها “أمجد” منبع اسرارها “سلام” و التوأمان “رائد” و “ماهر” الحارسان الأكثر ثقة في القصر وأخيرا “رواد” مساعد مدربها والجنرال الأول لمملكة الشمال
قامت “رينا” باستدعائهم لانهم الان هم الأكثر ثقة في القصر
استغرب “سامي” من هذا الاجتماع الغريب وقال: “رينا ماذا هناك لما دعوتنا لهنا نحن فقط
قالت “رينا” بصوت حازم وقوي: “اعتذر على استدعائكم … بدون مقدمات … غدا هي مباراة اخي ضد … فراس”
صعق الجميع من الاسم قالت “رينا” بهدوء يخفي خوفها: “بالأمس ذهبت انا وسما لمنزل ليث عندها صعدنا لغرفته كان الباب مقيد بهالة ظلامية كان ليث ملقى على ارض الغرفة بعد ان فتحتها وعلمت فيما بعد انه لا يجيد النزال من الأساس وأيضا أخبرني ليث الحقيقي ان الفتى الذي هاجمه كان يمتلك شعرا اسود وعينان رماديتان خاليتان من المشاعر أليست هذه صفات فراس … معلمي ماذا حدث بعد موت “مجد” أخبرني بالتفاصيل”
تنهد “سامي” وقال بصوت هادئ: “بعد موت مجد … قال فراس ان مجد هو سبب موت والديه وقام بتجنيده منذ ان كان صغيرا وانه اذ لم يقتل نفسه مجد لكان فراس قضى عليه واعادك لنا وايضا انه ندم على ما فعله وثق امجد به واعطاه سيفه ليقضي على سيريو بعدها ارشدنا لحجر عين الظلام فوجدنا لوحة حجرية كتب عليها لكسر الحجر وعودة التوازن يجب التضحية فقرر فراس ان يضحي وكسر لحجر ثم اختفى … لكن من المستحيل ان يكون نجى … صحيح”
تذكر “سامي” انه كان مع “يزن” والرجل الي كان يمتص طاقة “رينا” أشلاء من حجر عين الظلام فكيف وصلت لهما قالت “رينا” بهدوء: “لقد فكرت في كل الاحتمالات يا معلمي قد يكونان تعاونا لا بسأس
أس … لقد اتيت بكم هنا لأنني لا اعلم من صدقني في المرة الماضية اليس انتم لذا سأطلب منكم خدمة … انا خائفة من حدوث شيء سيء لأخي الكبير أخاف ان يحدث اسوء مما حدث لذا علينا حمايته انا لا اريد ان اخبره انا اعلم انه سيصدقني لكن بصعوبة فقد رأى فراس يموت امام عينيه لذا لن اخبره ولا اريد ان ازيد قلق امي قلقا وأمل ويامن سيحاولان جاهدين حمايتي وقد يتعرضا للخطر لذا … انه امر سهل اليس ذلك صحيح”
فجأة انهمرت دموع “رينا” ركضت “سلام” نحوها وضمتها وقالت لها: “تتحملين كل ذلك القلق وحدك … لن اخيب املك يا رينا وعديني من الان فصاعدا لا تتحملي كل شيء لوحدك”
قالت “رينا” وهي تبتسم وتمسح دموعها: “منذ متى وانا ابكي … سلام لا تقلقي علي دائما اسمع انتِ لستِ وحدكِ لكن لا اعلم لما اشعر انه يجب ان أكون وحدي”
رد “سامي” بلطف: “هذا هراء … متى كبرتي يا رينا أتذكر اول يوم رأيتك فيه كنتِ ذات الاحد عشرة عاما كنتِ مشرقة لكنكِ تخفين المك لاحظت ذلك منذ لقائنا الأول لذا ليس عليك تحمل أي شيء وحدك”
هزت “رينا” رأسها بالرفض وقالت: “يجب علي ان اتحمل كل شيء وحدي فهذا قد يجعلكم سعداء انا فقط … مجرد مسببة لقلق وهذا ما اشعر به”
قام “رائد” بالسعال للفت الانتباه وابتسم وهو يقول: “ان سمع امجد هذا الكلام فقد يحبطه … رينا … لا تفكري هكذا وانتِ صغيرة قبل ان تعرفي قوتك كنت اراك انا و ماهر تتمرنين وحدك وعندما لا تستطيعين فعل شيء تبكين لكنك تمسحين دموعك وتعودين بقوة”
رد “ماهر” عليه وقال وابتسامة خافته على وجهه: “ونحن صغيرين كنا نريد ان نساعدك لكنك كنتِ لا تحبين ذلك فقرننا مساعدتك من بعيد حتى كبرنا والان انا وأخي نريدك ان تطلبي مساعدتنا يا رينا … فنحن اخوتك الكبار في النهاية”
أنهى “رواد” المحادثة بقوله: “إذا هيا لنخطط لحماية القصر وأمجد غدا اليس كذلك رينا”
في المساء لم تستطع “رينا” النوم كانت تفكر في كل الاحتمالات الممكنة سمعت صوتا غريبا قادما من حديقة القصر فقررت الخروج لرؤية ماذا يحدث قامت بتغطية “أمل” النائمة بعمق وخرجت وقامت بالتسلل فوجدت “أمجد” يتدرب وهو يتصبب عرقا ويبدوا عليه الانهاك قامت “رينا” بالذهاب اليه والجلوس بجانبه وقالت: “أخي هل انت بخير … لما تتدرب في هذا الوقت عليك الراحة استعدادا للغد هيا لنعد للداخل”
قال “أمجد” وعيناه مليئتان بشرار: “لا انا لا أزال لا استطيع حمايتكم”
قالت “رينا” وهي غاضبة: “لما تتفوه بهذا الهراء الان انت تغضبني هم… اخي هيا ان جلست هكذا لن تستطيع الصمود للغد”
تنهد “أمجد” وقال بصوت لطيف وهو يبتسم وجالس على الارض: “رينا انتِ اختي اليس ذلك صحيحا … هل ستكرهين اخوك الأكبر يوما ما لأنني لم اقم بمساعدتك وقمت بأذيتك”
قالت “رينا” بدون تردد: “بالتأكيد انت اخي الأكبر وحاميّ اخي لا تفكر هكذا فأنت اخونا الأكبر مهما فعلت فلن نكرهك كما فعلتم معي صحيح انني اذيتكم لكنكم لم تكرهوني بل زاد حبكم لي وحمايكم لي من الخطر”
اومأ “أمجد” رأسه بموافقتها بكلامها ثم وقفت وقالت وهي تنظر للأفق وشعرها يتطاير وتبتسم بحزن: “أخي عدني ان تعود سالما من مباراة الغد ليث ليس خصما سهلا … انا اسفة فأنا سبب كل هذا شكرا يا اخي الكبير”
ضحك “أمجد” وقال بنبرة هادئة: “لأصارحك … اشعر بشيء سيء سيحدث لكن لا تقلقي اخوك سيتغلب على أي شيء من اجلكم … وعلي ان اجعل ابي فخورا”
ابتسمت “رينا” وشجعته ثم ذهبت لغرفتها ثم جلست على سريرها واغمضت عينيها ثم حلمت بشيء غريب رأت فتى صغير ذا شعر ابيض وعينين زرقاوتين وفتى ذا شعر اسود وعينين سوداوتين وفتاة صغيرة شعرها ابيض وعيناها زرقاوتين كانوا يلعبون معا حتى ظهر نور اسود من الفتى ذا الشعر الأسود وهو “سيريو” والفتى ذا الشعر الأبيض هو “سيرو والفتاه هي اختهما الصغيرة “سيران” ذلك النور أصاب “سيران” بإصابة خطيرة واستطاع “سيرو” انقاذها لكن بسبب خلافات نشأت بين “سيرو” و “سيريو” تحول الى تدفق طاقتيهما حتى اختفت مملكتهما بمن فيها حتى اختهما وفي الحلم شاهدت “رينا” اختهما تبكي لوحدها في حديقة واسعة اقتربت “رينا” منها وكانت الفتاة تقول: “انا سبب اختفائهما سيرو سيريو انا اشتاق لكما أخواي ان قابلت وريثة النقاء قد تساعدني على رؤيتهما”
ورأت “رينا” كهف النجوم جوهرة الزمرد فيها تشع وكذلك قلادة جدتها “مي”
استيقظت “رينا” وحاولت ربط كل شيء وعزمت امرها بأن تستدعي “سيرو” و “سيريو” معا
قبل المبارزة النهائية ذهبت “رينا” لوالدتها واخبرتها كل شيء لتقنعها بمحاولة استدعاء “سيريو” لتقنعه بفكرتها ليساعدها وتعيد الروابط التي بين الاخوين كما كانت تتمنى اختهما لكن اذا فشلت على والدتها “نجوى” تقييد طاقتها حتى لا تنتشر
في البداية دخلت “رينا” لوعيها وذهبت ل “سيرو” وقالت بصوت هادئ: “دون نقاش اين سيريو … دون لكن لدي ما أقوله لكما يا سيرو”
ما كان بيد “سيرو” حيلة سوى ان يذهب بها الى “سيريو” وكان في مكان معتم مقيد بسلاسل بدأ قلب “رينا” ينبض بسرعه لكنها حاولت ان تتمالك نفسها واقتربت من السلاسل وحررته قالت “رينا” ل “سيريو” الذي لم يتكلم قط: “سيران لن ترضى بذلك يا سيريو”
لم يرد ثم نظرت لهما وقالت: “ان اخبرتكما ان سيران حية وتنتظركما هل ستصدقانني”
صدم كلهما وقال “سيريو” بغضب: “ما الذي تقولينه هل تقولين ذلك لجعلي في صفك اختي ماتت قتلتها انا وذلك الغبي اذي هنالك”
اخبرتهم “رينا” انها شاهدتها في حلهما وهي تلوم نفسها بأنها سبب اختفائهما وقالت “رينا” بعزم وعيناها تشع بالقوة: “اعدكما سيرو سيريو ان اعيد لم شملكم مع اختكم سيران انا كذلك ان فقدت احد اخوتي امجد وامل واخي الصغير يامن لن اسامح نفسي بل سأقوم بتأنيب نفسي لذا اطلب منكما مساعدتي في دمج قوتيكما مع سيريو انت لست شريرا”
غضب “سيريو” وهاجم على “رينا” فجأة أوقفت “رينا” هجومها وهي تبتسم وتخبره بالتفكير فيما قالته واخبرت “سيرو” أيضا ثم خرجت من وعيها ونظرت لوالدتها ثم ركضت عليه وضمتها وهي تقول: “امي أتمنى ان لا افقدك مجددا عديني ان لا تتركيني فأنا احبك احبكم جميعا انا لا اريد خسارة أي شخص غال علي”
وضعت “نجوى” يدها على ابنتها وقالت: “بالتأكيد يا صغيرتي لقد كبرتي كثيرا يا ابنتي سأساعدك في أي شيء لذا انا هنا معك ووالدك نحن ندعمك فأنتِ عالمنا انتِ واخوتك ولا نتحمل خسارة أي فرد منكم”
هذه الكلمات التي اسعدت “رينا” كانت امنية “نجوى” التي دائما لا تتحقق كانت “نجوى” تصدم بمغادرة كل من تحبهم واحدا تلو الاخر أولا والدتها وبعدها صديقتها “ميادة” والدة “منى” و “زين” وبعدها والدها “عقاب” وعندما ظنت انها فقدت “رينا” شعرت بأن حياتها لم يصبح لها أي قيمة فهي لا تريد ان تخسر أبنائها او اخوها الأكبر “مجدي” او زوجها “شهاب”
التعليقات لهذا الفصل " 55"