انتهى الشتاء البارد أخيرا واتى الربيع روائح الازهار بدأت تنتشر في انحاء القصر والجو لطيف والسماء صافية وهذا يعتبر أفضل وقت للنزهات اقامت “رينا” بدعوة لشرب الشاي الى صديقاتها كلهن اولهن اختها “أمل” وصديقاتها المفضلات “منى” “سلام” “هدى” “لين” “رزان” “رنا” “رنيم” “ريم” “ميرا” و “هدير” وقامت بدعوة “أروى” الصغيرة ابنة عمها ودعت مربيتاها “هناء” و “سما”
في حديقة القصر المزينة بالأزهار الجميلة الياسمين واللافندر والتوليب والزنبق والكميليا وغيرها من الازهار ذات الروائح الجذابة والمناظر الخلابة والنافورة التي تدفق المياه التي تضيف جوا لطيفا والفراشات التي تطير حول المكان وأضافت “رينا” شعاع من طاقة النقاء لجعل المكان أكثر اشراقا الفتيات جلسن حول الطاولة المليئة بالحلوى و “رينا” تصب لهن الشاي وهي تبتسم وتقول بلطف: “منذ مدة لم نجتمع معا لذا اقمت لكن هذه الحفلة البسيطة لنستمتع معا … “
ابتسمت “هدير” وقالت بلطف: “نشكرك يا رينا لدعوتنا انه لطف منك”
كانت الصغيرة “أروى” تأكل الحلوى لكنها جعلت المكان متسخا كله كانت الفتيات يضحكن ويمرحن حتى قالت “منى” ل “رينا” وهي تبتسم: “رينا انتِ صديقتي منذ طفولتنا وابنة عمي لا اريدك ان تواجهي أي شيء وحدك نحن جميعا معا اليس كذلك … هيهه لقد تذكرت رينا عدما كنت انا وانتِ في الرحلة الملكية كان اخي زين يظنني سببا في موت امي كنت الوم نفسي لكنك شجعتني على مواجهته صحيح انني لم أستطع لكن كلماتك الصادقة دائما ما تحفزني … آها صحيح المبارزات ستبدأ بعد شهر سيشارك فتيان أقوياء انا متحمسة “
ضحكت “هدير” وقالت: “رينا لكن لا تكوني منحازة لأخيكِ أمجد فأخي همام قوي أيضا”
ردت “ميرا” بهدوء وهي تشرب الشاي: “وأخواي قويان واثق انهما سيفوزان لذا لا تنحازي لأخيكِ”
حاولت “رينا” ايقافهن لتفهم ماذا يقصدن بقولهن لا تنحازي فالملك “شهاب” هو المسؤول عن المبارزة لكن
قالت “منى” مستفهمة: “ماذا؟ … الا تعرفين اتخذ والدك ووالدي وعمي والملوك الأربعة ان تكونين انتِ هي المسؤولة عن التجهيزات والنتيجة والتتويج باللقب”
صدمت “رينا” في نفس اللحظة اتى “ماهر” يقول لها: “آنسة رينا ان السيد شهاب يريدك في مكتبه الآن”
ذهبت “رينا” وهي غاضبة وعندما وصلت لمكتب والدها اخذت شهيقا ودخلت وانحنت بلطف ووجدت عميها هناك وهي تقول: “ابي … لما لم تخبريني بذلك او تأخذ رأيي … أيضا عينت ماهر مرفقا لي وحارسا شخصيا دون ان اعلم لماذا؟ “
قال “شهاب” بلطف وهو يمازحها: “لأنني اعلم أنك لن توافقي لذا قمت بها من تلقاء نفسي”
ظهرت ابتسامة لطيفة على ” رينا” لكنها اختفت فجأة وقالت لوالدها وهي تنظر للأسفل بحزن: “اعلم ان هذا لحمايتي لكنني لست مطمئنة ابدا لهذا القرار المصائب دائما تأتي من ورائي واخاف … ان تصل أحد من افراد اسرتي لا اريد ان اخسر أحدا … ابي بما أنك هنا مع عمي مهند وعمي لؤي هل يمكنني ان اطلب طلبا”
وضع “شهاب” يده على كتف ابنته وهو يقول: “لا داعي للخوف لن يحدث شيء … لكن ماذا تريدين”
قالت بصوت منخفض: “اود … اريد ان اذهب لجزيرة الرياح الأربعة فكرت في الامر ماليا واخبرت سيرو أيضا … لذا … سأتخلى عن طاقتي”
ظهرت ملامح غضب شديد على “شهاب” وقال لها وهو يصرخ: “ما الذي تقولينه يا رينا هل ستتخلين عن طاقتك بتلك البساطة ومن ثم انا لن أوافق ويزن لي كلام اخر معه … عودي لرشدك”
قال “لؤي” لها بصوت حازم: “هل تدركين مخاطر الامر ستكونين من غير أي طاقة”
رد عليهم “مهند” وقال بهدوء فيه صوت من التأنيب ل “رينا”: “ونحن لن نتركك تفعلين ذلك رينا عليك ان تكوني اقوى من هذا..”
قاطعته “رينا” وهي تبكي بشده وتقول: “اقوى من هذا … انا ابذل جهدي لا أحد يشعر بما اشعر به لم يشعر بي أحد عندما كنت أعذب كل يوم عند مجد كنت اتألم حتى انني فقدت الامل في الحياة … حاولت ان اعود من اجلكم انا دائما اسبب القلق لكم والخوف فقط اجر لكم المتاعب لا أحد يستطيع انكار الامر فكرت في التخلي عن طاقتي عدة مرات بذلت جهدي لأصبح اقوى لم اعد اتحمل هذا ابدا انا اعاني كل يوم من اجل ان اتحكم بها حتى لا يتحكم بها أحد كل يوم أقول انه قضينا على الشر لكن لازال هناك شيء ليس بخير فيا … أتمنى ان أكون بدون طاقة”
خرجت “رينا” وهي تبكي من مكتب والدها بينما وقف الثلاثة ساكنين لم يكونوا يعلمون بما تشعر به وبل زادوه سوء حبست “رينا” نفسها في غرفتها ثلاثة أيام لم تكن تأكل كان فقط يسمع بكائها لم يستطع أحد ان يتكلم معها كانت تدخل وعيها وتتحدث مع حارس وحامي طاقتها “سيرو” لأنه يعلم بما تشعر به فهو في وعيها
“رينا” الجميع يظن انها بخير انها تبتسم لكن لا احد يعلم الشيء الذي تخبئه لا احد يشعر بها مع ان حولها العديد من الناس الذين يحبونها وتحبهم وترغب بحمايتهم لكن الشر يقف في طريقها كانت خائفة من ان تخرج لأنها كانت تظن ان عائلتها قد بدأت تكرهها ظل هذا الحال لمدة أسبوع حتى دق “أمجد” على باب غرفتها لكن كان ردها انها لا تريد أي شخص
بعد قولها هذه الكلمات لوالدها تبادرت الى ذهنها ما حدث في الماضي كان كل ما تشعر به هو الخوف والحزن و لقد ضغط عليها بواسطة عائلتها وهذا ما أحزنها وزاد حالتها سوء
رغم قول “رينا” انها لا تريد أحدا دخل اخوتها “أمجد” و “أمل” و “يامن” كانت “رينا” نائمة والدموع تبلل خدها عندما راها اخوتها بهذه الحالة شعروا بحزن لكنهم لم يظهروه … رأى “أمجد” ورقة على أرضية الغرفة مكتوبا فيها {قائمة امنياتي} كانت “رينا” تكتب بعض الامنيات منذ ان كانت صغيرة وعندما راها “امجد” ابتسم بلطف كانت امنيات “رينا” كثيرة قرأها “أمجد” كان مكتوب بها
” هذه هي قائمة امنياتي التي أتمنى ان تتحقق
أولا: أتمنى ان اتحكم بطاقتي
ثانيا: أتمنى ان افي بوعد امل
ثالثا: أتمنى ان يصبح اخي أمجد ملكا جيدا في المستقبل
رابعا: أتمنى ان تظل ضحكة يامن على وجهه
خامسا: أتمنى ان يبقى ابي وامي بجانبي
سادسا: أتمنى ان لا اظل عبء على الجميع وان لا اسبب قلق لهم
سابعا: ان اقابل ملكة السراب سيران
هذه هي امنياتي أتمنى ان تتحقق”
نظر “أمجد” لأخته بنظرة يملأها حزن على حالها ثم أيقظها بلطف حتى يتحدث هو و “امل” و “يامن” لها عندما استيقظت صدمت عندما وجدت اخوتها الثلاثة لأنها أغلقت الباب مسحت دموعها وسألتهم والحزن يعتريها: “كيف دخلتم انا لا اريد أحدا”
قال “أمجد” لها وهو يؤنبها بلطف ثم نظر لها وهو يبتسم: “هيا اغسلي وجهك نريد ان نتحدث معك قليلا”
عندما غسلت وجهها وعادت وجلست على سريرها وهي لا تنظر لهم قالت “أمل” لها بهدوء: “اختي انتِ لم تخرجي منذ أسبوع ولا تأكلين جيدا رينا … في الحقيقة”
قال ثلاثتهم في نفس الوقت ل “رينا”: “نحن نعتذر …لم نكن نعرف ما تعانيه”
قال “يامن” بلطف وبراءة: “رينا لم نكن نعلم بما تشعرين به انا اسف لا اريد ان تغضب اختي رينا مني”
قالت “امل” وهي تمسك بيد “رينا” بقوة: “تحاولين الابتسام تبذلين جهدك لكننا لم نشعر بذلك تفكرين بما حدث منذ عامان تظنين ان كل شيء بسببك لكن الامر ليس كذلك … ابي وامي قلقان وخاصة ابي بعدما حدث شعر بدوار وقالت سلام انه ارهاق انه يشعر بالذنب لما قاله ولأنه صرخ في وجهك”
قال “أمجد” لها وهو يربت على رأسها: “سنستمع لكِ من الان فصاعدا لا يجب عليك إخفاء شيء داخلك نحن معك وحقا نحبك”
كانت “رينا” صامتة ودموعها تنهمر وكانت فقط لا تقول سوى: “انا اعتذر … سامحوني انا اعتذر حقا … لم اكن اقصد فقط شعرت بالخوف انها اشعر بخوف من تكرار ما حدث في الماضي لذا سامحوني ارجوكم”
ضم الثلاثة اختهم حتى تهدأ وحاولوا التخفيف عنها مسح “أمجد” دموع اخته وهو يقول: “رينا كم مرة اخبرتك انني لا احب ان تنهمر دموعك يا اختي توقفي عن البكاء وانظري لي… أولا لا تعتذري ثانيا نحن المخطئون ونعترف بذلك انتِ داخلك أشياء لا نعرفها بعد ثالثا نحن معك وانت قوية يجب عليك التغلب على مخاوفك”
قامت “رينا” من سريرها واحضرت صندوقا واخرجت منه قلادة جدتها وارتدتها وامسكت بها بقوة حتى أخرجت نورا قويا وعندما اختفى النور قالت “رينا” وهي تبتسم: “هل هذا افضل”
قامت “رينا” باستخدام قلادة جدتها “مي” ان تنقي نفسها حتى تعود لما هي عليه
عندها جلست مع اخوتها وظلوا يتكلموا حتى المساء كانت “رينا” تضحك معهم وقالت: “انا … سوف احمي عائلتي حتى اخر رمق في سأفي بوعدي هذا”
قالت “أمل” لها وهي تبتسم: “اعلم أنك ستفين به… آها صحيح غدا عليك ان تنزلي لتأكلي معنا جميعنا سنسعد بذلك وانا بنفسي سأختار لكِ فستانك”
في اليوم التالي ايقظت “أمل” اختها “رينا” وقالت: “يكفيك كسلا هيا استيقظي… ليس امامنا الكثير من الوقت “
في الإفطار كان الجميع جالسا بهدوء لم يتحدث أحد حتى قالت “نجوى” بحزن: “أكره هذا الجو الن تنزل رينا اليوم أيضا واين امل”
حاول “أمجد” ان يقنع والدته انها ستنزل بعد قليل كان “شهاب” يحكم قبضته وهو يقول: “انا السبب …لم افهم ما شعرت به ابنتي رينا كانت تعاني لكننا لم نشعر بذلك لا اعلم ولكن لا تزال رينا تشعر بأشياء قد يكون من الصعب علينا معرفتها سوف اذهب للتحدث معها”
قالت “نجوى” وهي تتنهد: “لقد سمع بعض حراس ممرات القصر صوت رينا بالأمس وهي تضحك … امجد يامن هل كنتما عند اختكما امس”
قال “يامن” بلطف: “ماما كيف يمكننا ان ندخل غرفة رينا انها تغلق على نفسها ولا تفتح لأين كان”
رد “شهاب” بهدوء وحزن: “سوف اذهب لأخبر امل بالقدوم وسأحاول ان اتحدث مع رينا”
عندما كان يريد الصعود على السلالم اتى صوت من الأعلى يقول: “انا اعتذر …”
كان صوت “رينا” التي كانت تبتسم بلطف فيه شيء من الحزن كانت “أمل” سعيدة وتقول: “أليست اختي رينا جميلة اليوم … هيا لابد انك جائعة”
وقفت “رينا” امام والدها وهي تنظر للأسفل: “ابي … انا لم اكن اقصد ان يحدث هذا ذاك اليوم لقد كنت مضطربة و …”
ضم “شهاب” ابنته بلطف وقال لها: “يكفي هذا لا تبكي”
كانت “رينا” تتساقط دموعها من دون ان تشعر وبقيت في ذراعي والدها حتى هدأت ثم قالت: “انا كنت اظن انني شجاعة لكنني لا أزال خائفة … ما حدث في الماضي لا يزال يلاحقني وانا لا اريد ان ازيد همومكم هموما واخبركم بما اشعر لذا انا المخطئة اسفه ارجو منكم ان تسامحوني”
امسك “يامن” يد اخته الكبرى وقال ببراءة: “قبل ان نتحدث هيا يا اختي لنأكل”
في اثناء الطعام قالت “رينا” لهم كل شيء يتعلق بها بما تشعر به بما يخيفها عندها علموا ان المسافة بين ما يشعرون به وما تشعر به “رينا” شيء مخيف تلك الفتاة التي كانت تعاني منذ طفولتها كانت تخفي أمورا قد لا يتحملونها هي كانت تخفي هذا لأنها لا تريد مزيدا من المتاعب التي تجرها لهم بعد ان انهت حديثها كان الجميع صامتا حتى قالت وهي تبتسم: “انا لم اكن اريد ان أقول هذا لكم لأنني اعلم انكم ستصدمون قد تقولون كيف تحملت كل هذا منذ ان كنت في التاسعة من عمري … بفضلكم استطعت تحمله كنت اعلم ان لدي طاقة كبيرة وشعوري انها كانت سيئة بعد ظني ان فقدت امي وابي لكن عندما دخلت وعيي لأول مرة كان سيرو في المدة التي كانت 6 اشهر يخبرني ان هدفي من استخدام الطاقة سيساعدني من التخلص من مشاعري هذه لكن … بعد اختطاف مجد لي أخرجت قوة لم اكن اعلم انها لي أيضا كنت من غير مشاعر وقتها قد سحب طاقتي وأضاف عليها هالة الشر وهكذا استيقظ سيريو”
قال “أمجد” وهو يصرخ عليها بحزن: “بعد كل هذا كيف بإمكانك ان تبتسمي ان تكوني هادئة”
ضحكت “رينا” وهي تقول: “لا تنسى انه الأسبوع الماضي كله امضيته في البكاء … اخي لقد خرجت من هذا الان بفضلك انت وامل ويامن شكرا لكم حقا”
وأضافت “رينا”: “ولقد فكرت يا ابي بما طلبته مني وانا موافقة وسأبذل جهدي اعلم ان هذا لتحموني من يزن لذا موافقة”
وهكذا أصبحت “رينا” المسؤولة عن مبارزة امير سيف مملكة الزمرد وإعطاء اللقب للفائز
نظرت “نجوى” لابنتها وذهبت لها وضمتها وقالت: “انا والدتك أي شيء تشعرين به انا هنا للاستماع لك لا تعاني لوحدك نحن عائلة كما قلت لك سابقا”
ابتسمت “رينا” لوالدتها وقالت وهي تمسك بقلادة جدتها: “اجل نحن عائلة ولن نفترق ابدا”
بعد اسبوعان استعد “شهاب” و “لؤي” و “مهند” للذهاب الى رحلتهم للبحث عن المملكة المخفية قبل ذهبهم
قالت “رينا” لهم: “ابي عماي انتبهوا على أنفسكم المملكة ستكون في امان”
ربت “شهاب” على رأسها وقال لها بلطف: “متى كبرتي هكذا يا صغيرتي … حسنا اعتمد عليكم نراكم لاحقا”
وقال “شهاب” ل “أمجد”: “عليك الفوز أولا ثانيا عليك حمايتهم لأنني قد تركت رجلا لا بل اثنين اليس كذلك يا يامن”
رد “يامن” بلطف وعزم طفولي: “نعم يا ابي اعتمد علينا”
ثم نظر ل “نجوى” و “امل” وقال لهما: “امل انتِ تشبهين والدتك اليس لك صحيح يا نجوى … سنعود قريبا لن نتأخر”
تقدمت “يمنى” لتودع “مهند” وهي تقول: “لا تتهور فأنا وأروى سننتظرك اليس كذلك يا صغيرتي هيا ودعي والدك”
امسك “مهند” ابنته الصغيرة وجلس يرفعها ويلعب معها وثم أعطاها لوالدتها وقال: “سأعود اهتمي بها وبهم جيدا يا يمنى”
اما “لؤي” فضم “زين” و “منى” واكتفى بقول: “اهتما بأنفسكما انتظراني”
انطلق الثلاثة نحو البحث وتركوا المملكة خلفهم لم يكونون يعلمون ماذا سيحدث بعدها بدأ الجميع في الاستعداد للمنافسة على اللقب واتى الفتيان ليتموا استعداداتهم في الشمال وكانت “رينا” تستعد أيضا اتى اليوم المنشود يوم بداية المنافسات فماذا يخبئ القدر ل “رينا”؟
التعليقات لهذا الفصل " 51"