كانت “رينا” ملقاة على الأرض وقدمها تنزف بسبب المطر الغزير تعثر الحصان بسبب صخرة كبيرة أصيب ووقعت “رينا” على صخرة أخرى حتى أصيبت قدمها بقوة كان المطر يهطل عليها وهي في منتصف الغابة القمر مكتمل وهي لا تتوقف عن البكاء وهي تبتسم حاولت استخدام طاقة العلاج لكنها لم تستطع بقيت جالسة تحت جذع شجرة وهي تنظر للسماء وتحاول ان تبتعد حتى لا يعثر عليها أحد مرت عدة ساعات الفجر اقترب من البزوغ كانت “رينا” نائمة حتى سمعت صوتا من بين الأشجار الرياح لا تزال تعصف بالأشجار والمطر يهطل شعرت بشيء يقترب حتى وجدت ذئبا يتجه نحوها … قدمها مصابة لا تستطيع الهروب وهي متعبة استخدمت حاجز طاقتها لكن الذئب استطاع اختراقه هدأت واغمضت عينها وهي تسأل نفسها: “هل هذه نهايتي … اظن ان هذا افضل”
فجأة ظهر لها “سيرو” حارس طاقتها وهو يقول لها: “هل استسلمتِ بهذه البساطة انهضي يا رينا يا وريثة النقاء هيا”
فتحت “رينا” عينيها ثم نهضت ونسيت الألم وكان معها السيف الذي أعطاها لها “أمجد” ووقفت رغم ارهاقها ووجهت السيف نحوه واستخدمت طاقة النقاء وابعدته لكن جسدها كله أرهق
فلاش باك في بداية تدريب “رينا” مع “أمجد” على السيف
كان “أمجد” يقول لها بفخر: ” لا اصدق انني سأدربك يا رينا كم انا سعيد لكنني لن أكون مدربا سهلا أولا امسكي هذا السيف هذا الذي ستدربين به وانه هدية مني لك احمليه معك لكل مكان هل تعلمين ما هذا السيف”
ردت “رينا” بفضول وهي متحمسة لمعرفة قصة هذا السيف: “أخبرني لقد حمستني يا اخي “
ابتسم لها وربت على رأسها وقال: “هذا السيف هو الذي ساعدتني يا رينا لأحمله هل تذكرين عندما كان عمرك ستة أعوام كنت ابلغ العاشرة من عمري وقتها كنت اتدرب بسيف خشبي عندما حاولت اقناع والدي ان احمل سيفا حقيقيا لم يوافق على ذلك هيهه حتى اقنعته بذلك ولم يقتنع حتى اخبرته ان أمجد سيحميني بها السيف وعليه ان يتدرب عليه ثم جلستي تبكين حتى توهج السيف الذي كان عند والدي واعطاني إياه … وها انا اعطيك إياه وسأظل احميك به لأنه يتوهج إذا حدث شيء ويصل لسيفي لذا ستكونين بأمان يا اختي”
نظرت “رينا” له وقالت بلطف: “شكرا يا اخي الكبير سأكون عند حسن ظنك”
لنعد للحاضر بعد استخدام “رينا” السيف توهج سيف “أمجد” وعلم انها بخطر أخبر الجميع بذلك وتفرقوا للبحث عنها بدأ المطر يخف قامت “رينا” بتضميد جرحها وكانت تكمل مشيها نحو المجهول لم تكن تعلم الى اين ستتجه فقط هي لم تكن تريد ان تكون عبء فجأة اتى نفس الذئب الذي كان يريد ان يهاجم “رينا” لكن اتى معه القطيع كله
كانت “رينا” تمسك السيف الذي كان يتوهج بقوة بينما “أمجد” يمسك بلجام حصانه ويبحث عنها وهو قلق كانت تحاول إبعاد الذئاب بضربات متتالية لم تنتبه أن خلفها جرفًا عميقًا، قدماها تراجعتا للخلف وكادت تسقط… في اللحظة الأخيرة اندفع “شهاب” وأمسك بها بقوة يجذبها نحوه قبل أن تبتلعها الهاوية بينما كان عمّاها “مهند” و”لؤي” يصدّان هجمات الذئاب بشراسة ضمها والدها وهي لا تزال تحاول استدراك الامر فجأة تغيرت عيني الذئب للون الأحمر وهو ينظر لعيني “رينا” التي امتصت عيني الذئب بعضا من طاقتها وهي تمسك بوالدها بقوة وهي تحاول ان تتنفس حتى ابتعد الذئب لكنها كانت تبكي بقوة وتقول لوالدها وعميها: “انا اجلب المشاكل دائما اتركوني هنا ان بقيت هنا لن تحدث حروب ولن اسبب المشاكل لا اريد ان اتخلى عن طاقتي ولا اريد ان اقلقكم واصبح مجرد عبء عليكم جميعا لذا ابتعدوا”
من بين الأشجار ظهر “أمجد” وهو ينظر لها ويقول لها بابتسامة: “رينا أهذا ما قاله لك يزن … اختي انا سعيد بانك بخير”
ثم اقترب منها “أمجد” وربت على رأسها وقال لهما والدهما: “لنعد للقصر أمجد رينا مهند لؤي هيا”
كان “أمجد” راكبا حصانه وخلفه “رينا” التي غلبها التعب ونامت قال “أمجد” لوالده: “ابي منذ مده رينا تظن انها عبء علينا ولا اعرف كيف أقنعها انها ليست كذلك وزاد يزن الوضع سوء انا لا احتمل ان أرى رينا بها الحزن ابي علينا ان نبعد يزن عن اختي رينا قدر الإمكان “
رد “شهاب” بغضب: “مجرد ذكر اسمه يجعلني اشتعل غضبا … لا يمكننا تأجيل المنافسة … إذا ما الحل”
قال “لؤي” مقترحا: “لدي فكرة تخرج رينا مما هي فيه وتبعد يزن لكن شهاب ما رأيك ان نسافر انا وانت ومهند للبحث عن المملكة المجهولة في هذه الاثناء نجعل رينا المسؤولة عن المبارزات انها جديرة بالثقة لا يستطيع يزن ان يهاجم رينا في هذا الوقت والا سينقض العهد الذي بين مملكة الزمرد وجزيرة الرياح الأربعة”
وافق “شهاب” وقال لهم انه عندما يعود للمملكة الشماليةسوف يرسل للممالك هذا الاقتراح وعندما سأل “شهاب” ابنه “أمجد” وأصدقائه الذين سوف يشاركون “زين” و “رائد” و”ماهر” و “همام” عن موافقتهم لجعل “رينا” هي المسؤولة كان هذا ردهم في البداية “زين”: “سأوافق لأن هذا الحل الوحيد لإنقاذ ابنه عمي ومن ثم انها عانت كثيرا وعلينا ان نمنع ازدياد معاناتها”
ووافق “رائد” و “ماهر” بقولهما: “نحن مخطان لأننا لم نحمي الاميرة رينا لذا ان كان هذا سيساعد في حمايتها موافقان دون ادنا شك”
وقال “همام”: ” انا لا اعرف الكثير عنها لكنني موافق فهي تبدو غير مؤذية وأيضا لقد عشت كثيرا في جزيرة الرياح الأربع وان هبت لا يمكنها الخروج من هناك ابدا ستموت هناك على يدي يزن وأيضا لا يمكنها استعمال طاقتها في الجزيرة فالسيدة “نجوى” قامت بإحاطتها بطاقة تقييد الطاقة لذا امتصاص طاقتها سيكون أسهل لذا من المستحيل ان يحاول اختطافها وهو أنتم غير موجودين”
قال “أمجد” في النهاية: “ان حدث شيء لرينا مجددا لن اسامح نفسي لذا سأفعل أي شيء من اجل حمايتها”
رد عليهم “مهند”: “الآن لنعدها للقصر لتتلقى العلاج انها منهكة جدا … شهاب لؤي الم تفكرا ان كل ما تعانيه رينا هو نفس ما عانته والدتنا حتى ماتت علينا ان لا نجعلها تعاني هذا”
لكن كان هناك خطر أكبر من “يزن” ينتظرهم
بعد عودتهم للقصر كان “شهاب” يحملها للغرفة التي ستعالجها “سلام” فيها … كانت “نجوى” تمسك بيد ابنتها التي استيقظت وجدت عائلتها حولها يبتسمون لها وسعيدون بأنها بخير اعتذرت “رينا” لجعلهم يقلقون عليها واخبرتهم بكل ما قاله لها “يزن” امسك “يامن” بيدها وهو يقول: “رينا اعتمدي عليّ فانا سأكون اقوى من أمجد وسأحميكِ”
رد عليه “أمجد” وهو يمازحه: “انت تحلم يا يامن عليك ان تتدرب كل يوم لتصل الى مستواي”
قال “يامن” بضجر: “لن ارد عليك”
كانت “رينا” تضحك عليهما و “أمل” تنظر لها وتحكم قبضتها وفجأة ضمت “رينا” وانهارت عليها حاولت “رينا” ان تهدئها وتربت على رأسها بلطف كانت “أمل” تبكي وهي تنظر ل “رينا” وتقول لها: “رينا … انا اختك اليس كذلك لا تحملي نفسك مالا تطيقي انا هنا لاستمع لك انتِ اختي الكبرى وانا احبك أكثر مما تتوقعين وسأظل كذلك للأبد … انت تبتسمين دائما رغم ما تشعرين به عليك ان تفصحي لنا عما تشعرين لا تخفي شيء هل تفهمين رينا نحن عائلتك وسنظل نحبك مهما حدث ابي امي أمجد يامن اليس ذلك صحيح جميعنا نحبك”
قالت “رينا” بهدوء وهي تمسح دموعها: “شكرا امل … اعلم انني لست وحدي لكن … اعتمدوا عليّ ولو لمرة واحدة اريد ان احميكم لا اريد ان اخسركم كدت ان اخسر المعلم سامي بسبب طاقة سيريو اليوم أخبرني سيرو ان لا استسلم وانا لن افعل انا وريثة النقاء لن ادع شرا بعد الان يسيطر عليّ … انا احبكم جميعا” دخل “مجدي” الغرفة التي تتواجد فيها “رينا” وهو قلق واتت معه “رانيا” و “هدى”
قال “مجدي” بسعادة: “اسف لتأخري كنت منشغلا بالسيدات اللتين ازعجن رينا”
قالت “رينا” بلطف: “خالي اريد السيدات هنا اريد التكلم معهن”
وافق “مجدي” واتت السيدات وعندما وجدوا الاميرة على السرير ويبدو عليها التعب لكنها تبتسم لم يتكلمن من خجلهن مما حدث
اخبرتهن “رينا” انها سامحتهن لكن يجب عليهن الا يستمعن للشائعات سواء عليها او على عائلتها وهي تقوم بما وسعها وستجد حلا للجنرال “يزن”
ساد الصمت في الغرفة للحظات قبل أن تنحني إحدى السيدات باحترام وتقول بصوت نادم:” شكراً يا أميرتنا… لن نصدق أي كلمة عنك بعد الآن ونعِد أن نكون معك ومع عائلتك دائماً”
ابتسمت “رينا” بهدوء بينما شعرت “نجوى” بالفخر والراحة وكأن قلبها اطمأن أخيرًا خرجت السيدات من الغرفة و”مجدي” يرافقهن تاركين العائلة الصغيرة حول “رينا”
التعليقات لهذا الفصل " 50"