مر أسبوع على محاولة امتصاص طاقة “رينا” اقترب فصل الربيع الذي ستبدأ فيه المبارزة على لقب امير سيف مملكة الزمرد
في الشتاء وخاصة قبل انتهائه يقام في أحد الممالك الأربعة مأدبة الشتاء يشرف عليها ملك المملكة الي تطوع ان يقوم بها والذي تطوع هذه المرة كان الملك “مجدي” خال الاميرة “رينا” والاخ الأكبر للملكة “نجوى” ذهب كل ملوك الممالك الأربعة وكل العائلات النبيلة الموجودة في الممالك عندما وصل “شهاب” وعائلته رحب “مجدي” بهم ترحيبا خاصا كانت “رينا” تتأمل في التجهيزات للمأدبة تقول بفخر ولطف: “سوف تكون أفضل مأدبة تجهيزاتك لرائعة يا خالي تحمست للمساء بالتأكيد قد جهزت لنا مفاجئة”
ربت “مجدي” على رأسها وابتسم بلطف وقال: “انا سعيد أنك بخير … ونعم قد جهزت لكم مفاجئة ستعجبكم وانتِ خاصة يا رينا”
ركض “يامن” ليحمله “مجدي” عندما كاد ان يتعثر امسكه فتى ذا شعر ازرق وعينين زرقاوتين وكان اسمه “همام” عمره سبعة عشر عاما وهو ابن حاكم المملكة الغربية “زاهر” ولديه اخت شعرها ازرق سماوي وعيناها صافيتان كالبحر اسمها “هدير” وهي الأخت الكبرى له عمره ثمانية عشر عاما وهي صديقة “رينا” منذ الطفولة لكن بسبب الحرب ومشكلة في عائلتها وبعد خيانة “مهند” قررت هي وعائلتها مغادرة الممالك تماما وكان من بقي يقاتل في الممالك هو والدها “زاهر” كان هذا أول لقاء لهما منذ خمسة عشر عاما لنرى ما حدث …
نظر “همام” للصغير “يامن” وقال له بابتسامة: “عليك الحذر على خطواتك أيها الصغير”
كانت اخته الكبرى تركض وتتبعه لأنه يختفي عنها دائما عندما وجدته وبخته بقوة وقالت: “لا تختفي هكذا يا همام ستجعلني اقلق عليك”
رد عليها “همام” بعدم مبالاة: “انا لم اعد طفلا يا اختي ومن ثم أنك الان في حضرة السيد شهاب اظهري بعض الاحترام”
صدمت “هدير” وركضت بعيد وهي تعتذر لم تنظر ل “رينا” استغرب اخوها مما فعلته ابتسمت “رينا” لخالها واخبرته: “شكرا يا خالي سوف اذهب الان ابي امي عليّ ان اعيد صداقة الماضي”
هز “شهاب” رأسه بالموافقة وذهبت “رينا” الى حيث “هدير” بينما سألت “امل” والدتها عما يحدث عندها حكت لهم جميعا صدم “همام” لأنه لم يكن يعلم ان هذه هي صديقة اخته
وصلت “رينا” لمكان “هدير” وهي تلتقط أنفاسها وتقول بفرح ودموعها تتساقط والرياح تحرك شعرها اللافندري: “وجدتك أخيرا يا هدير”
ركضت “رينا” لصديقتها وضمتها وهي تبكي ولا تستطيع التوقف ثم مسحت دموعها وابتسمت ل “هدير” وهي تقول: “اهلا بعودتك يا هدير كم اشتقت لك”
ردت “هدير” بحزن: “الست غاضبة مني رينا ان اعتذر لم اراسلك وعلمت بكل ما حدث لك انا اسفه كنتي ترسلين الرسائل لي دائما وانا لم أرد على أي واحدة من تلك الرسائل … لكن صدقيني بسبب مرض اخي كنت اهتم به ولم أكن …. لا أستطيع التبرير انا خجلة من نفسي كنت اظل اسأل نفسي لما تظلين ترسلين لي هذه الرسائل وانا لم ارد عليك”
ردت “رينا” بسرعة: “لأنك صديقتي لقد شجعتني واخبرتني انني بالفعل امتلك طاقة كنت انتظر قدومك بفارغ الصبر لأعرفك على صديقاتي الجدد واخوتي وافراد عائلتي الجدد انا أقدر ان كل هذا من اجل همام لذا لم أحزن يا هدير”
ابتسمت “هدير” لصديقتها وقالت: “رينا هل تقبلين ان نعود صديقتين هذا قرارك”
ردت “رينا” بالموافقة ظلت “رينا” تتكلم مع “هدير” حتى المساء ثم سحبتها للداخل حيث ستبدأ المأدبة وعرفتها على “أمل” و “يامن” وابنة عمها الصغيرة “أروي” اما “منى” كانت تعرفها …… اخوها “همام” لم يكن يعرف “أمجد” لكن عندما تحدثا معا كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن وأصبحا صديقين
بدأت المأدبة التي ضمت كل عائلات الممالك النبيلة والملوك لكن كان هناك حاضر غير متوقع
ألقى “مجدي” كلمة بعزم ووضوح وهو يبتسم: “أيها الملوك والنبلاء من ممالكنا الأربعة الحبيبة من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب أرحب بكم في مأدبة الشتاء السنوية وانه لشرف كبير لمملكة الجنوب ان تقوم بهذه المأدبة شكرا لحضوركم واشكر حضور الملك شهاب واختي نجوى …. اقصد الملكة نجوى نتمنى ان يعجبكم ما سنقدمه شكرا لحضوركم”
صفق الجميع “لمجدي” بعد انهاء كلمته وبدأت المأدبة كانت “رينا” تجلس بجانب والدتها “نجوى” التي شعرت بشخص ما يراقبهم حتى ظهر من بين الحضور جنرال الممالك الأربعة “يزن” وهو يصفق ل “مجدي” ويقول وهو ينحني ويبتسم: “احسنت أيها الملك مجدي لكن لم تصلني أي دعوة لكن لما … الملك شهاب من الرائع ان اراك هنا”
ثم نظر ل “رينا” التي شعرت بشيء غريب في نفس اللحظة وشعرت بالدوار لكن “نجوى” امسكتها وقالت لها بقلق: “رينا يا ابنتي هل انتِ بخير تبدين متعبة”
نظرت “رينا” لوالدتها وقالت بتعب: ” اشعر بدوار خفيف انه يشبه الذي شعرت به في ذلك اليوم”
اتجه “يزن” نحو “رينا” وأخبرها بهدوء ونظرته تكاد تقتلها: “اهلا ايتها الاميرة رينا يا وريثة النقاء انا الجنرال يزن لقد اخبرك والدك اليس كذلك”
شعرت “رينا” كأنها تختنق حتى وقف “أمجد” امامه ورفع السيف في وجهه وهو يقول بغضب: “ابتعد عن رينا يا سيد يزن والا أصبحت العواقب وخيمة”
حاول “يزن” ان يهدئ الوضع وهو يقول: “انا يا سيد أمجد لم اقصد شيء وهل هذا الذي تعلمته من السيد اياد هذا سيء… حسنا حسنا سنتقابل لاحقا يا انسة رينا”
شعرت “رينا” بارتياح وشكرت “أمجد” لكنها استغربت لما شعرت بهذه الطاقة فجأة ثم طلبت من والدتها ان تتمشى قليلا حتى تشعر بالراحة لكن والدتها “نجوى” ارسلت معها التوأمان “ماهر” و “رائد” لحماياتها
اخبرتهما “رينا” انها تريد ان تتمشى وحدها لكنهما اصرا على حمايتها فقررت الهرب منهما وهي تركض منهما وهما يبحثان هي تضحك بلطف وهي تقول: “أخيرا الحرية جيد ان المعلم سامي علمني الاختفاء….. آه”
اصطدمت “رينا” بشخص وسقطت على الأرض بقوة كان ذلك الشخص هو “يزن” نظر لها بسخرية وقال: “مثيرة للمتاعب كعادتك ايتها الفتاة يبدوا ان شهاب لم يخبرك بما اريد منك حسنا انا سأخبرك”
قالت “رينا” وهي تنظر له بثقة وهي تقف مجددا وتنفض الغبار عنها وتقول: “اسمع يا سيد يزن انا لا اعلم لما عائلتي عندما نظرت الي تغيرت نظراتهم ولما رفع اخي الكبير السيف في وجهك ولكن اعلم انه إذا كان الامر متعلقا بي لدي عائلة تحميني وانا احميها فهي هدفي من استخدام الطاقة انا واثقة ان لدي القدرة على مواجهة أي خطرا بعد الان”
ضحك “يزن” ساخرا منها وهو يقول لها ليحبط من عزيمتها: “قال قادرة قال المصائب كلها تأتي من ورائك الا تلاحظين ذلك ….. طاقتك هي الخطر لذا ما رأيك ان امتصها في هذا الحجر ستشعرين ببعض الألم لكن سترتاحين ستعودين من غير طاقة وهكذا لن تجلب المشاكل “
تراجعت “رينا” للخلف ووضعت حاجز الحماية وهربت عندها اختبأت في حديقة قصر “مجدي” وهي تفكر فيما قاله بالمصادفة سمعت “رينا” بعض السيدات يتهامسن عنها كانت “رينا” جالسة في الحديقة وهي تسمعهن بحزن حتى قالت احدى السيدات: “هل سمعتن الشائعات عن الاميرة رينا خاصة الاشاعة التي تقول ان الجنرال يزن ارسل رسالة للملك شهاب يطلب فيها حضوره هو وابنته حتى يسحب طاقة الاميرة والا سينقض عهد السلام الذي بين جزيرة الرياح الأربعة ومملكة الزمرد وقيل ان السيد يزن ارسل شخصا لامتصاص طاقة الاميرة انا افضل ان تذهب الاميرة والا تقوم حرب ستزهق الكثير من الدماء وسببها مجرد طفله صغيرة تجلب المشاكل دائما بسبب محاول الأشرار اخذ طاقتها”
بمجرد ان سمعت “رينا” هذا خرجت من مخبأها ونظرت لهن وهن يضعن ايديهن على افواههن قالت “رينا” ودموعها تتساقط وتنظر لهن وتبتسم بحزن: “انا اسفه ….. لم أرد ان يحدث أي من هذا شكرا لكن سأغادر الان”
السيدات حاولن ايقافها والاعتذار لكن “رينا” غادرت وركضت بسرعة نحو المكان الذي به حصانها الأبيض استندت الى جدار بجانب حصانها وهي لا تتوقف عن البكاء ارتدت معطفها الذي كان عند حصانها وركبت وكانت تربت عليه بلطف وتقول: “لنغادر فأنا لا اريد ان أكون عبء على أحد”
نظرت للسماء فوجدتها ملبدة بالغيوم لكن هذا لم يوقفها غادرت بحصانها وبمجرد ان وصل هذا لمسامع العائلة الملكية حتى بدا التوتر ينتشر في انحاء القصر أنب “ماهر” و “رائد” نفسيهما لانهما لم يحرسها بالشكل المناسب ولم يحميها كان “أمجد” غاضبا لكنه تمالك نفسه واخبر صديقيه ان يبحثا معه عنها قامت حملة بحث عنها بالنسبة للسيدات كان “مجدي” غاضبا منهن واخبرهن انهن سيحبسن حتى تعود “رينا” بأمان وهن تقبلن ذلك فجأة أتت ضحكة قوية من منتصف القاعة في هذه الأجواء كان “يزن” يزيد الأجواء سوء كان يقول: “اظنها استمعت لما قلته لها … فعلا انها مثيرة للمشاكل…. السيدات لم يخطئن بشيء هي من فهمت انها مجرد عبء”
لم يتمالك “شهاب” نفسه وامسكه بقوه من رقبته وهو يقول له بغضب: “ان أصاب ابنتي أي مكروه سوف اقتلك … انا لا امزح … ماذا قلت لها أخبرني”
حاول “مجدي” تهدئة “شهاب” وهو يقول له: ” انه لا يستحق ان تفرغ طاقتك عليه وفر طاقتك بالبحث عن رينا”
كانت “نجوى” تتحرك ذهابا وإيابا وهي قلقه ومتوترة كانت “أمل” تمسك بيد والدتها وهما عند حافة الحديقة حتى عاد حصان “رينا” والمطر يهطل بغزارة كان هائجا لكن “أمجد” هدأه كان الحصان مصابا بشدة بدأ القلق يزداد في القصر من كان يبحث عن “رينا” هم “شهاب” “أمجد” “رائد” “ماهر” “زين” “همام” “مهند” “لؤي” الرياح قوية والمطر غزير الحصان اتى من ناحية الغابة في هذه الاثناء
التعليقات لهذا الفصل " 49"