نظر “شهاب” لهم وهو يضحك ويقول لهم بخفة: “يبدوا ان الحماس بدأ من الآن “
قال “أمجد” وهو يترجى والده “ابي لا تخبر السيد اياد بهذا فسوف يوبخني اعلم انه يفعل لك من اجل ان أصبح ملكا جيدا في المستقبل لكن ها لا يمنع ان اوازن بين الحكم وعائلتي ف”رينا” و “أمل” و “يامن” يحتاجونني فأنا اشعر انه في المدة الماضية لم أجلس معهم كثيرا وهكذا اشعر أنى مقصر في حقهم وهذا ليس جيدا لي وانا مازلت اميرا لذا سأحاول الموازنة لذا يا ابي…”
قاطعه والده وأخبره انه لا داعي لعدم معرفته فهو كان يقف خلفه ويستمع لكل شيء وقفت “امل” و “رينا” و “يامن” امام اخوهم “أمجد” ليدافعوا عنه امام السيد “اياد”
قالت “أمل” بعزم: ” السباق كان فكرتي يا سيد اياد لا تعاقب اخي أمجد …. اخي فقط يريد ان يسعدنا”
ابتسم “اياد” وقال وهو ينظر ل “أمجد” الذي كان ينظر لأخوته بابتسامة: “أمجد أنك حقا تستحق التقدير هل تعلم لماذا لديك العديد من صفات الملك الناجح وان كنت تظنني سأعاقبك فلن افعل بل سأكافئك لأنك تحاول الموازنة بين الدراسة واخوتك واياك ابدا ان تنسى فالموازنة هي من الشروط الأساسية للحكم ومن ثم ان اخوتك يقدرون ذلك ويساعدونك لذا لن اعاقبك سيد شهاب عليك ان تفخر بأبنائك فهم مثال يحتذى به حتى الصغير يامن”
استغرب “أمجد” من قول معلمه قليلا لكنه ابتسم وانحنى له بطريقة رسمية وهو يقول له بهدوء وعزم واضحين على وجهه: ” سأكون عند حسن ظنك يا معلمي”
قالت “نجوى” لهم بهدوء وهي تنظر له جميعا وهي تحمسهم: “مستعدون لنزهتنا التي لن تنسى”
رد جميعهم بصوت واحد بالاستعداد وها هي بدأت نزهة بياض الثلج الذي لن ينسى
وهم في العربة كانت “رينا” تنظر من نافذة العربة والتقيا هي ووجه تعرفه في لحظه خاطفة نظرت من خارج النافذة وهي تمسك بقلادتها تنفست بهدوء شردت “رينا” بذهنها وهي تحاول ان تربط كل شيء هل هذا هو نفسه الذي رأته من نافذتها هذا الصباح ام انها تتوهم كان والدها يناديها لكنها لم تتنبه سوى بعد مدة واعتذرت له وهي تقول معتذرة: ” ابي انا اسفه لم انتبه “
نظر لها “شهاب” بقلق ووضع يده على رأسها وقال بقلق: ” لا تعتذري يا ابنتي لكن يا رينا هل انت بخير تبدين شاحبة ومتعبة”
حاولت “رينا” ان تخبر والدها انه لا يوجد شيء وأنها فقط يبدوا انها لم تنم ليلة البارحة جيدا فابتسم لها “شهاب” وأخبرها أنه إذا شعرت بأي شيء عليها ان تخبره ليعودوا بالطبع لم تكن “رينا” تريد افساد النزهة لذا قالت في نفسها انه لن تدع أي شيء يفسد متعتهم لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لنرى ماذا سيحدث…..
وصلت العربة الملكية إلى قلب المملكة حيث الأسواق التجارية وسط ترحيب الأهالي نزلت “رينا” من العربة وهي ممسكة بيد اخيها الصغير “يامن” أما “أمل” فقد ذهبت مع والدتها “نجوى” لتحضر الكاكاو الساخن لهم و”أمجد” كان يكلم الحارسين الملكيين “رائد” و “ماهر” وأما الملك “شهاب” كان يتكلم مع الناس الذين كانوا يرحبون بهم قررت العائلة ان يذهبوا لمتنزه المملكة الكبير حيث النوافير المتجمدة والازهار بيضاء اللون كان الجميع مستمتعا “أمل” و “رينا” يصنعان رجل ثلج ضخم و”يامن” يشرب الكاكاو الساخن مع والديه وأما “أمجد” يظل ينظر لإخوته وهو يحكم قبضته ويقول في نفسه : “مهما حدث سوف ابقى بجانبكم رينا امل يامن ……. سوف احميكم سوف أكون الأخ الكبير الذي تفخرون به اعدكم بذلك”
ومن خلف “أمجد” أتت “أمل” وهي تخبره انها تريد ان تتحدث على انفراد معه في امر مهم وهي تنظر له بهدوء وهي تبتسم له عندما ابتعدوا ووصلوا الى أطراف المتنزه جلست “امل” على كرسي الخشب الموجود وجلس “أمجد” بجانبها وهو يقول لها بلطف: ” ماذا هناك يا أختي الصغيرة … أمل لقد كبرتي حقا وأصبحت اكثر لطافة لكنك لا تزالين مزعجة قليلا”
غضبت “أمل” ولفت رأسها للجهة الأخرى ولكنها لاحظت شيء يتحرك في الأشجار وقفت ووضعت يدها على قلبها ونظرت ل “أمجد” وابتسمت وقالت: “اعلم أنك تمزح لكن هذا ليس وقت المزاح … أمجد اشعر بشعور سيء علينا حماية اختي الكبيرة رينا”
ازدادت ملامح “أمجد” جدية وقال لها: “اختي ماذا تقصدين اشرحي”
كانت “أمل” تتأمل اختها الكبيرة من بعيد وهي تقول بحزن لكن عيناها تشع فيهما البراءة والحزم في نفس الوقت: “لقد عانت رينا منذ ان كانت طفلة كدنا ان نخسرها مرات عديدة وانا لن اتحمل ان اخسرها مرة أخرى ….. يا اخي هل تعرف جنرال الممالك السيد يزن لقد كان يحمي الممالك منذ عهد جدي غيث لكنه.. “
توقفت “أمل” وهي حزينة وكأنها لا تستطيع الاكمال وضع “أمجد” يده على كتف “أمل” وأشار لها بالإكمال ثم اخذت نفسه وقالت: “بالمصادفة سمعت امي وابي يتحدثان عن رسالة قد أرسلها السيد يزن لأبي لكن ابي قد مزق تلك الرسالة لأنه قد كتب بها … انه يريد اخذ رينا لان امتلاكها لطاقتها لا يجلب سوى المتاعب لذا سيجردها من طاقتها تماما يقول انها كانت مجرد خطرا على الممالك وان مجد لم يمت و … انه يسعى ورائها مجددا … امي وابي لا يريدان اخبارنا بذلك حتى لا نقلق “
صدم “أمجد” وظل صامتا لكنه هدئ وأخبرها وهو يربت على رأسها: “شكرا لك يا امل دعي الباقي على اخيك الكبير أولا مجد قد مات امامنا والجنرال يقول هذا لإخافة امي وابي وجعلهما يوافقان لأنه في مكان خارج الممالك في جزيرة قد لا تعرفينها انها جزيرة الرياح الأربع قد درستها لم اكن اعلم قط انها موجوده حتى لكن يقال انه معاهدة سلام بين هذه الجزيرة وبين الممالك أي انها عليها حماية الممالك وعلينا مساعدتها في ذلك كل التعزيزات من الممالك تأتي من جزيرة الرياح الأربع لذا اذا نقضت تلك المعاهدة ستبدأ حرب لم نشهد مثلها امل اختي شكرا لإخباري لكن دعي هذا الامر سرا بيننا وخاصة عن اختنا رينا امل دعيني احقق في الامر ولا تقلقي”
تذكرت “أمل” ما حدث في الصباح وفي العربة واخبرت “أمجد” وهي تقول: ” لكن رينا تشعر انه هناك من يراقبها لذا شردت في العربة و في الغرفة هذا الصباح اخي سأفعل أي شيء لحماية رينا ان احتجت يا أمجد لاي شيء انا معك يا اخي الكبير”
ابتسم لها وامسك يدها وعادا الى حيث كانت عائلتهم بعد عدة ساعات حيث انهم من المفترض ان يعودوا للقصر لكن كان ل “يامن” رأي اخر فقد اختفى ظلوا يبحثون عنه لكن ليس له أثر لكنه كان يريد ان يفعل هذا …..
من السماء سقطت كرة ثلجية كبيره على رأس “أمجد” كان الصغير المشاكس “يامن” مستخدما طاقة الطفو خاصته غضب “أمجد” وأرسل له كرة اسقطته على الأرض ومن هنا بدأت حرب كرات الثلج العائلية الذي شاركت العائلة فيها كلها حتى “شهاب” و “نجوى” كان الجميع يضحك ويبتسم كانت “رينا” ترمي على “أمل” وهي تضحك كانت “أمل” تنظر ل “رينا” وهي تبتسم الجميع سعيدون في نهاية اليوم التقطت العائلة صورة لطيفة كذكرى لهذه الرحلة اللطيفة أرسلت الرياح رسالة ل “رينا” التي كانت مستمتعة بالرحلة وسعيدة بتجمعها هي واسرتها…. لكنها لم تشعر بها او تسمعها “ان كنتي تظنين ان الامر انتهى انت تحلمين سوف تموتين على يدي”
في الليل نامت “رينا” بعد يوم متعب نامت وهي مبتسمة لكن سقطت دمعة لا تعرف من اين ….
التعليقات لهذا الفصل " 47"