مرّ عامان على إخماد نيران الحرب… عاد الأمان إلى مملكة الزمرد الأبيض، وعادت الحياة إلى طبيعتها. أو هكذا ظننا.
لكن نهاية الحروب ليست سوى بداية لشيءٍ أعظم.
هل مات مجد حقًا؟ هل ضحّى فراس بنفسه؟ هل قُضي على الشر؟ هل عاد الخير؟ هل ساد الأمان؟ …وهل ما زلت خطرًا على من أحب؟
كل هذه الأسئلة تشتعل في رأسي. وأتمنى أن أجد لها إجابة يومًا ما.
وإليكم ما جرى… في العامين الماضيين
⋆。°✩°。⋆
في عائلتنا: تزوج عمي مهند من فتاة هادئة وجميلة تُدعى يمنى، شقيقة الملك آسر والحارس الملكي السابق السيد طارق. أنجبا طفلةً سموها أروى… تشبه عمي كثيرًا، جميلة ولطيفة.
أما عمي لؤي، فقد أصبح مسؤولًا عن شؤون المملكة. صحيحٌ أنه مشغول دائمًا، لكنه لا يغفل عن الجلوس مع زين ومنى.
والدي شهاب ووالدتي نجوى اقترحا أن يساعدني الجميع في التدريب والسيطرة على طاقتي. حتى أخي الصغير يامن ذا الأربعة أعوام، أصبح يدربني، تعلمتُ المبارزة بالسيف الذي كان أمجد يعلمني استخدامه، كما تعلمت الرماية من أختي أمل.
أما أمجد، فقد بلغ العشرين، وبدأ يتلقى دروس الحكم والخلافة من السيد إياد، الذي رقّاه والدي بعد مساعدته لنا. أما والده بشر، فقد أصبح المستشار الملكي الأول. لم أعد أرى أخي كثيرًا… وهذا يحزنني، لكنه يسعى لخير المملكة لكنني اقدر ما يقوم به وأدعمه… وأيضا لقد خطب سلام التي أصبحت الطبيبة الملكية خلفا عن والدتها التي أصبحت مسؤولة عن أطباء المملكة.
أمل، أختي الصغيرة ذات الأحد عشر ربيعًا، كبرت… أصبحت فتاة يعتمد عليها، ولا تزال تحتفظ بلطفها وبراءتها.
ويامن، الذي بلغ الرابعة، صار جادًا في تدريبه مع المعلم سامي، ويقول دومًا: “سأحميكِ، رينا!”
أما أنا؟ فلم أعد تلك الفتاة الخائفة من الظلام. لديّ عائلة تحميني، وهدفي أن أحميهم بدوري. لكنني ما زلت أشعر أن الشر لم يُهزم بعد. طاقتي تحمل أسرارًا لم أكتشفها بعد… وسأفعل كل ما بوسعي لأتحكم بها… لأصبح وريثة النقاء.
لن يتحكم بي الظلام بعد اليوم… بل سأكون أنا من يوازن بينه وبين النور. لم أعد “طفلة الحرب”… لكنني لست “أميرة النور” بعد.
طاقتي… تشتعل داخلي كنجمٍ يحتضر. تتحداني، تُرهقني، تسقطني… لكنني أقف من جديد. لأني تعلمتُ أن النور… لا يحتاج إذنًا ليُشرق.
ومع ذلك… هناك همسةٌ خفية ترافق لياليّ: شيءٌ ما يقترب… لا أحد يراه سواي.
لكنني لن أهرب. لن أختبئ مجددا.
أنا رينا، ابنة النور… وظل الذاكرة. أميرة القمر. وإن عاد الظلام… فليعلم أنني كنتُ في انتظاره.
⋆。°✩°。⋆
وفيما كانت مملكة الزمرد الأبيض تستعد لاستضافة الحدث الأضخم… مبارزة أمير السيف: حامي الممالك القادم، والتي تجمع أفضل فتيان الممالك… كان هناك شيء ما يقترب… شيء لا يشعر به أحد… إلا أنا.
لأنها لم ولن تكون النهاية…
“بياض لا ينسى”
في صباح يوم بارد مثلج استيقظت “رينا” بعد ان فتحت “هناء” الستائر تسللت اشعة الشمس الى غرفة الاميرتان “رينا” و “أمل” كانت “رينا” نصف نائمة و “أمل” نائمة بعمق حتى لاحظت “رينا” وجود الثلج الناصع على نافذتها نهضت من سريرها بحماس وايقظت اختها النائمة التي تقول: “رينا اتركيني أكمل نومي “
قامت “هناء” بإزالة الغطاء عنها بلطف وهي تقول:” هيا ايتها الكسولة الصغيرة تجهزي انت ورينا لأن لديكم نزهة بعد قليل لقد طلبت الملكة ان تتجهزا لنزهة عائلية”
استيقظت “أمل” بحماس مضحك وقالت:” ولما انت واقفة هكذا يا رينا هيا بنا… رينا ماذا بك؟ “
فجأة شعرت “رينا “بشيء غريب وهي تنظر من عند النافذة كأنها رأت شخصا يراقبها ثم بعد نداء من أمل انتبهت “رينا” وقالت:” أعتذر…لم اسمعك… لقد سهوت قليلا”
نظرت “أمل” لها بنظرة قلق ثم ابتسمت بهدوء وقالت: “هيا يا أختي الكبيرة لنستعد للنزهة “
من دون طرق الباب دخل الصغير “يامن” ليري اختيه ملابسه واستعداده للنزهة وهو يقول بمرح وحماس:” رينا أمل ما رأيكما في ملابسي أجبرتني أمي أن ارتدي هذه القبعة التي تشبه الدب لقد استعدت وانا متحمس سنخرج خارج القصر اليوم وسنتجول في المملكة حتى المساء “
قامت” هناء” بالسعال لتجذب انتباه “يامن” وهي تقول له بنبره جاده وهي توبخه بلطف: “أيها الأمير الصغير يامن هل نسيت انه من المهذب طرق الباب قبل الدخول”
انخفضت له “هناء” وابتسمت له حتى ذهب للباب وطرقه مجددا ودخل وهو يقول: “انا آسف سوف اطرق الباب المرة القادمة اعدكم”
ضحكت “رينا” بخفة ونسيت ما رأته من النافذة نظرت “أمل” لأختها “رينا” وابتسمت بحزن وهي تقول في نفسها: “رينا أخاف ان يحدث ما حدث قبل عامين لكن … هذه المرة لن اتركك”
عندما خرجت الاميرتان من غرفتهما وهما ممسكتان يد اخيهما الصغير “يامن” وهما يلاعبانه ويرفعانه وهو يقفز ويضحك بلطف وسعادة وفي اثناء نزولهم للعربة التي تنتظرهم في الأسفل قابلوا اخوهم الأكبر “أمجد” في طريقهم وابتسم لهم بلطف وقال بنبرة هادئة: ” جيد انكم هنا ابي وامي ينتظرانكم في الأسفل ملابسكم جميلة أقيم ملابسكم 10 من 10 … تبدوا لطيفا جدا يا يامن لقد اخبرتني امي ان هذه القبعة اللطيفة لا تعجبك انا أتساءل لماذا؟ … تبدو مناسبة لك جدا “
رد “يامن” بأسلوب طفولي: ” هل تسخر مني يا أمجد لما لا ترتديها انت …. أجبني لقد اجبرتني ماما ان ارتديها وانا اسمع كلام ماما حتى لو لم يعجبني ما تريده…”
ضحك “أمجد” وربت على رأس أخيه الصغير وقال له: “أحسنت … انها كي تحميك من البرد وهي لطيفة عليك جدا وانا لا اسخر منك يا اخي الصغير”
أبتسم “يامن” لأخيه الكبير الذي يربت على رأسه فجأة ابتسمت “رينا” وقالت لأخيها بفرح: ” أنا سعيدة…. هل تعلم لماذا …لأنك ستأتي معنا … ظننت أنك لن تأتي معنا يا أمجد بسبب انشغالك بدروس الخلافة و …. الاستعداد لمبارزة أمير سيف مملكة الزمرد “
ظهرت ملامح حزن طفيفة على وجه “أمجد” ثم أبتسم لأخوته وقال لهم: ” أنا اعتذر … اعلم انني انشغل عنكم بسبب دروسي ولكنني يستحيل ان افوت نزهة عائلية كهذه تجمعنا “
قامت “أمل” بتغيير الجو وقالت مقترحة: “ما رأيكم ان نتسابق الى حيث عربة امي وابي والخاسر سيحضر الكاكاو الساخن للجميع”
قالت “رينا” مؤيدة: “انا موافقة هيا بنا”
ركضت “رينا” قبل الجميع وقالت بحماس وهي تضحك: “هيا اتبعوني ان استطعتم فأنا لن أخسر”
تبعها “أمجد” وبعده “أمل” وبعدهم الصغير “يامن” وهم يركضون وهم يضحكون ويستمتعون
وصل “أمجد” للأسفل قبل الجميع وفي النهاية وصل “يامن” الذي كان غاضبا وحزينا لأنه خسر وقال بحزن: ” انا لازلت صغيرا هذا ليس عدلا” عندما رأتهم والدتهم “نجوى” ضحكت بخفة وتذكرت عندما كانت تلعب مع أخيها “مجدي” وهي صغيرة حتى مع انه كان يأخذ دروس الخلافة وكيف كان يهتم بها ولا يتركها بعد وفاة والدتها
فلاش باك بما حدث
كانت “نجوى” طفلة ذات الثمانية أعوام وأما أخوها “مجدي” عمره عشرة أعوام كانت “نجوى” لا تحب أن تكلم أحدا بعد وفاة والدتها حتى أخوها ووالدها وكانت تظل تبكي في غرفتها الجميع كان يحاول ان يسعدها ويعيد بهجتها اليها ولكن لم يستطع أحد حتى اتى يوم كانت “نجوى” جالسة في غرفتها تتأمل قلادة والدتها ودموعها تتساقط دق “مجدي” على غرفتها ودخل عليها وجلس بجانبها ونظر اليها بغضب وقال بنبرة غاضبة حزينة: “نجوى… يكفي هذا يا أختي مر شهران الجميع حزين ولكنك تزيدين حزنهم نجوى قولي لي ماذا اخبرتك امي قبل ان تموت ردي علي لا تظلي صامتة”
كانت “نجوى” مترددة فظل “مجدي” يصرخ عليها وهو يقول ودموعه تتساقط: ” نجوى أرجوك عودي كما كانت تريدك امي الم تخبرك والدتنا لأي سبب من الأسباب لا تجعلي ابتسامتك تختفي هل تفهمين وانا أيضا حزين لكن أقوم بوصيتها سأظل احميك وسأرسم على وجهك الابتسامة”
نظرت له “نجوى” وهي تبتسم ودموعها تتساقط: “حاضرة سأحاول امسح دموعك يا أخي”
دخل والدهما وركضا عليه وهما يبكيان مسح دموعهما وقال لهما “عقاب” بهدوء: “يكفيكما بكاء يا صغيراي هيا استعدا فقد أخبرني غيث انه يدعوكما للعب في قصره مع أبنائه شهاب ولؤي ومهند”
ابتسما لبعضهما واقترحت “نجوى” إقامة سباق من يستعد أولا وينزل للعربة هو الفائز واما من يخسر يحضر للآخر هدية بالطبع وافق “مجدي” وهو من فاز حزنت “نجوى” لكن أخبرهم والدهم انه سيحضر هدية لكلاهما عندما تذكرت “نجوى” ذلك اخبرت أبنائها انها ستحضر لهم جميعا الكاكاو الساخن قد أخبرت “نجوى” ابنها “أمجد” بذلك في الليلة السابقة لكنها لم تخبره بأمر المسابقة فلم تتوقع ان يحدث سباق بين أبنائها كما حدث بينها وبين اخيها الكبير في الماضي
التعليقات لهذا الفصل " 46"