طلب الدوقة

” هذا سيئ جدا”تنهدت بيرثي بحزن .

نظرت إلى الأوراق المتناثرة فوق الطاولة الخشبية البذيئة بتوتر.

” لا يوجد ما يجعلك تقلقين بهذا الشكل”واستها بيرجيت بينما تمتمت بكلمات رقيقة.

” الدوقة كان طلبا غريبا و غير مقبول منها تماما…”تراجعت شفتاها و كأنها تبتلع كلماتها المتبقية.

“كيف أمكنها فعل هذا ها؟…غيرت كلمات الأنشودة و هي تعلم أن موعد الحفل على الأبواب” واصلت بارتجاج و رفض.

” لكنك وافقت”

وجدت بيرثي نفسها غير منزعجة تماما من حديث ابنتها,في النهاية كانت صادقة في كل ما قالته.

نظرت اليها بحسرة و هي تتلوى:”مذا يمكن أن أفعل؟أرسلت لي رسالة عريضة بتوقيعها الخاص و أضافت ختم دوقية غيلبيرت كذلك”.

فركت أطراف أصابعها بخفة بينما شابكتها معا و كأنها تطبق اللوم الكامل على الدوقة النبيلة.

” هم يفعلون ما يحلو لهم ,و لا يتحملون نتائج أفعالهم”

” كان الأمر مع الطبقة الزمردية هكذا دائما”أكدت بينما رفعت نبرتها قليلا.

التزمت بيرثي السكون لمدة و هي تترجل فوق الأريكة الكبيرة بوضعية مستقيمة.

كان الصمت الثقيل بينما رهيبا لدرجة إمكان قطعه بسكين.

” دق ,دق ,دق”

صوت النقر الخفيف على الباب كان الفاصل الوحيد.

سارعت بيرجيت لفتح الباب الأمامي بينما ركزت خطوات ثقيلة على الخشب الصلب.

أدارت المقبض الصلب بسرعة.

ألقت عيونها العسلية نظرة خاطفة على ساعي البريد المألوف.

وقف منتصبا بينما كان يحمل صناديق متباينة الحجم,مغلفة بعناية .

ألقى نظرة سريعة على العنوان في العلبة الكبيرة و كأنه يتأكد.

” آنسة شولر ,هذه هي البضائع التي طلبتها منذ أيام قليلة”تنهد

أومأت بيرجيت .

“نعم ,إنها لي أيها العم”ابتسمت بتكلف.

وضعت الصناديق المحملة واحدة تلوى الأخرى في الردهة قبل أن يخرج الرجل مودعا منزل شولر.

في رمشة عين صرخت جيت.

“أمي ,أمي…”

“أنا قادمة”نبرة رزينة و صاخبة في الآن نفسه.

وضعت بيرثي خطواتها الخفيفة بينما لم يفصل بينها و بين البضائع إلا بضع سنتيمترات.

“أوه , لقد وصلت بالفعل..”

” أخبرتك تلك الخياطة صديقتي…انها متميزة في مجالها تماما”تنهدت بفخر.

تنهدت بيرجيت بينما نزعت الشريط الذي توسط كل حزمة.

جلستا على الأرضية الباردة و قد تم نقل كل شيء إلى وسط الصالة تقريبا.

لوهلة فتحت أعينهما على مصارعها .

لن تكذب بيرجيت كانت أمها صادقة تماما.

لم تكن البضائع ثمينة لكنها كانت متقوتة للغاية.

حتى بدت في نفس الكفة مع أغلى البضائع في المملكة بأكملها.

الفستان الوردي الفاتح كان يبدو مثل غزل البنات بعدة طبقات رقيقة.

كعب صغير مناسب للآنسات باللون الزهري.

جوارب طويلة شفافة و أنيقة.

و العديد من الإكسسوارات الخفيفة.

مظهر متكامل.

تصاعد مستوى الحماس في قلب جيت و هو يخفق بحرارة ليوم الغد.

ستكون ليلة الغد أفضل ليلة لها بلا شك.

تمتمت داخلها بترقب.