رمت روبي الفانوس على الأرض و هي تشتعل غضبا و غيضا.
” هيا يا جيت …لقد كانت مجرد حماقات أنت محقة…”قبل أن تكمل روبي حديثها اللاذع اعترافا بالهزيمة, “تك , تك…” سمع حفيف تلطخ بصوت نقر عنيف , بدا كخطو سريع .
” لا أنا أتراجع عن كلماتي …”صرخت روبي بحماس بينما تجمدت أطرافها.
” يا الهي…”صرخت جيت بخوف و هي ترسم تعبيرا مرتعبا تماما.
اقترب الكيان الباهت من روبي.
” اااااااا…جيت سأثبت لك كم أن أشجع منك بكثير”
” لا روبي …لا تكوني حمقاء فلنهرب”نظرة الخوف على صديقتها كانت واضحة للغاية.
اقترب الطيف بينما أخرجت روبي من حقيبتها حبلا طويلا رمته على الطيف المزعوم و أحكمت عليه بقوة بينما هو عاند بشدة و واصل دفعها.
روبي العنيدة لم تستسلم بل أحكمت قبضتها الصغيرة ,حينها تسلل صوت رقيق و بارد ..كأنه صوت صبي بالغ للتو.
” لا تلمسيني …اتركيني حالا يا بلها…”
” فلتصمت حالا يا طيف”
حولت خطابها إلى جيت :”الآن ماذا تفعلين …لا تصدقي صوته البريء انه شبح كاذب “
” ماذا أفعل إذا..؟؟؟”صرخت جيت و هي تناجي بينما اغرورقت حواف عينيها بالدموع.
” فلتقفزي فوقه لنحكم عليه … لا تخافي الشجرة قصيرة “أتممت و كأنها تشجعها.
“ماذا تقولين”صرخ الطيف.
بسرعة خاطفة قفزت بيرجيت من الشجرة المسكينة على الطيف الشرير من الرواية المحلية التي اعتقدته كذبا.
صدقت كل كلمة من روبي و هي تدفع جسدها نحو الأسفل ببراعة.
ارتطم جسد جيت الصغير و سقط فوق جسد ضخم و سميك بينما كان جسدها يلوح بالأفق وقعت روبي على الأرض محافظة على طرف الحبل بين يديها المشدودتين.
اتسخت ملابسهم الثلاثة بوحل النهر.
وسط الظلمة الشديدة ظهر ما كان غائبا.
ارتسم في جوف السماء نجم ساطع بما يكفي لرؤية الطيف عن كثب.
تبددت الغيوم بينما أعلنت السماء عن فك وصد قمرها المهيب.
لوهلة رفعت كل من روبي و جيت عينيهما نحو الفتى المستلقي أرضا.
لم يكن سوى صبي مسكين افتريا عليه معا و اتهماه بأنه روح شريرة.
ظهرت ملامحه الوسيمة بينما كانت عيناه الرماديتان أشبه بانعكاس للقمر شبه مغمضتين بسبب ألم قفز جيت فوقه.
انتفض غاضبا بينما ابتعدتا عنه بكل هدوء لإعطائه مجالا
ظهرت قامته الطويلة على مرأى كل منهما.
بدى شابا قويا و أنيقا و هو ينفض سترته باشمئزاز باد.
لكن الأغرب أنه كان هادئا و مربكا بشكل غريب رغم الهجوم الذي تلقاه.
أغلقت روبي فكها المندهش قبل أن تفتحه من جديد:”أيجب أن نقول أنه هدوء ما قبل العاصفة ” نبرتها مستغربة و هي تنظر إلى بيرجيت المندهشة مثلها تماما ربما تبحث عن عذر مقنع لما فعلتاه بغباء.
أعاد الفتى تركيزه نحوهما من جديد بينما وقف أمامهما مهيبا …بدتا كفتاتين صغيرتين يتم عتابهما بالصمت المدهش من الأخ الكبير.
عقد حاجبيه السوداوتين معا و هو ينظر لكل منهما .
” ماذا تسميان هذا؟”تحدث و هذه المرة بدا أكثر عمقا.
لاحظت روبي الجو المتوتر فأجابت أولا:”هاي أنت…نعلم أننا أخطأنا …لذا نحن آسفتان و الآن سنذهب وداعا”انتهت برضا كبير عن ما قالته.
قبل أن تمسك ذراع جيت للفرار بعيدا أوقفهما الصبي بغضب و غل
” بعد كل ما فعلتماه , سترجعان من حيث أتيتما بسهولة؟”
تبادلتا النظرات قبل أن يكمل
“أنتما مخطئتان يا مغفلتان…فوق خطئكما كان الاعتذار الأسوء بلا شك”
” و ماذا سنفعل لك نقبل قدمك لترضى علينا ؟”
صرخت روبي بتعجرف بينما كانت جيت هي العنصر الوسط بينما.
اشتعلت نار خفيفة في عيني الفتى قبل أن يكمل و هو يقبض على يده باحكام:”أنصتي جيدا أيتها البطة القبيحة …فلتعتذرا مع انحناء رأسكما الفارغ احتراما لدوق غيلبيرت المستقبلي”
انتفضت روبي غاضبة قبل أن تمسك بيرجيت بسطح يدها بخفة
” حسنا روبي لقد أخطأنا في حق الدوق الشاب …لذلك فلنعتذر بأدب و نعود من حيث أتينا دون مشاكل”جملتها كانت أمرا واضحا .
هدأت روبي لوهلة بانتفاضة
التزمتا الصمت قبل أن تعتذرا من الشاب مرة أخرى و بشكل أفضل و أرقى هذه المرة.
” حسنا…بما أنني أنا الدوق المستقبلي نواه غيلبيرت الشاب و بحكم نبلي فأنا أعفو عنكما رغم ما اقترفتماه”تحدث بكل سخط
رفعت روبي رأسها المنحني بينما زمجرت على أسنانها بحقد
” أنا أعتذر سموك لأنني لم أستطع تمييز هالتك الملكية في عز الظلام”
” لا داعي للاعتذار يا بطة …فالبطات معروفات بقلة ذوقهن”
صرخت روبي نصف صرخة و هي ترفع أكمام فستانها نحو الأعلى بخفة
” أنظري يا آنسة شولر المؤدبة … دوق المستقبل المتغطرس قد أهانني” رفعت أصبعها مشيرة نحوه
“لا تقلقي سلقنه درسا”أردفت
” لا …روبي لا بد أن الدوق يمزح “سارعت للهروب رفقة روبي لتفادي مشاكل أكبر.
ابتسمت جيت برقة ثم انحنت انحناءة بسيطة للدوق.
أمسكت بيد روبي المتهورة و قبضت عليها بقوة.
” وداعا دوق “بأدب تام
راقب نواه الموقف باستمتاع تام بينما رسم ابتسامة خفيفة على شفتيه.
لاحظت روبي ابتسامته منزعجة .
وضعتا أول خطوة لهما للعودة بينما أحكما قبضتهما معا.
قاطعهما نواه:”طريقك سالمة آنسة شولر…و طريقك بلا عودة يا بطة”
التفتت روبي و صرخت غاضبة :” لو لم تكن دوقا لأريتك كيف تطير البطات.”
التعليقات لهذا الفصل " 6"