امرأة نبيلة
مشت كل من روبي و جيت رفقة بيرثي طوال الطريق المؤدي إلى الحفل.
الذي قرر إحياؤه في قاعة مسرح المدينة .
أمسكت الشابتان أيديهما بإحكام كما شابكتهما معا , كما لو تم مزج الأحاسيس المختلطة.
لم تخلو مسيرتهما من الأحاديث الحماسية لتوقع الحفل .
لوهلة كانت روبي تتحدث بحماس و شوق كبير للحدث القادم.
رغم أنها سيحدث بعد فترة قصيرة ,استمعت بيرجيت إليها بابتسامة لطيفة بينما لم تمانع بيرثي الثرثرة المتوهجة بحديثها الأنيق المتبادل مع روبي.
” وصلنا ” هتفت بيرثي.
ثبتت أجسادهن ثلاثتهن مقابلة للباب الرئيسي.
انعكس الوهج اللامع ضد أجسادهم , بينما تلألأت أنوار الفوانيس الخارجية للقاعة من مختلف الجوانب.
المبنى الكبير زين بشرائط دانتيل ذهبية طويلة من الجانب الى الجانب بأناقة.
كما لم تخلو الحديقة من الزوار لأنها بدت مثل حديقة لمشهد سينمائي.
عدة مقاعد مصنوعة من الحديد مزخرفة بطريقة جذابة .
أعمدة طويلة لإنارة المكان.
الأشجار التي تم العناية بها من قبل البستاني صباحا برزت بشكل جميل مما خلق جوا راقيا.
حتى عندما حل الليل لا زال المكان يبدو مبهرا.
توافد الحضور إلى الداخل بينما كلف الخدم بتوجيه المدعوين .
انقادت روبي و جيت و بيرثي مع أحد الخدم إلى الداخل .
فور الوصول يتم نزع المعاطف الخفيفة و وضعها جانبا بواسطة خادم معين.
لم تمانع روبي ذلك لكن بيرجيت انتزعها خجل خفيف مع احمرار واضح لوجنتيها لكنها لم تمانع.
يمكن القول أنها امتلكت طابعا خجولا نوعا ما بخصوص مظهرها.
“تفضلي سيدة شولر”تم الجهر بحضور بيرثي باحترام .
كان الأمر راقيا و الجو الارستقراطي الغير معتاد غرس في جيت شعورا غريبا و نقرة تعيسة كما لو أنها لا تنتمي إلى هذا المكان.
أما روبي فقد لازمتها ابتسامتها العريضة طوال الوقت ,تكتم ضحكتها بينما تغير موضع عينيها من بقعة إلى أخرى بشكل متكرر منبهرة بشدة بالأثاث الأنيق.
الثرايا المعلقة في الأعلى تدلت بشكل جميل .
الخدمة الكثيفة بدت مريحة تماما.
“رائع….”صرخت روبي بإعجاب.
سلوكها المحرج جعلها تغطي وجهها المحمر بكلتا يديها .
” لقد أفلتت منك ….لم تستطيعي كتم تفكيرك “ضحكت جيت.
” لا بأس يا عزيزتي , لقد كنت صادقة بعد كل شيء “واستها بيرثي بينما لامس سطع يدها الدافئ ظهر روبي بحنان.
كحنان الأم .
الشعور الغير مألوف الذي واجهته روبي بينما استمعت إلى ضحكات جيت و تحسست من لمسة بيرثي جعلها سعيدة رغم استغرابها .
كشعور العائلة الحقيقية من أم و أخت .
الشعور الذي أحست به لأول مرة.
” أوووه , بيرثي العزيزة “وقفت إحدى السيدات النبيلات من مقعدها بخفة فور ملاحظتها لبيرثي.
ابتسمت بشكل مبهج بينما بادلتها بيرثي ذلك .
قبلت السيدة بيرثي بوجنتيها باحترام .
ثم بدأت حديثها معها .
“لقد كانت مدة طويلة …منذ آخر مرة”
وقفت كل من روبي و جيت في المنتصف بين السيدتين بملل.
السيدة النبيلة كانت أقصر طولا من والدتها رغم ارتدائها كعبا عال .
شعرها مصفف بعناية .
كما أن ملابسها ثمينة بكل تأكيد , بدت لطيفة أيضا.
كان الانطباع العام للسيدة.
تحركت بيرجيت بخفة بينما حدثتها روبي بصوت خافت .
” دعينا نأخذ جولة حول المكان ريثما يبدأ الحفل…”
تنهدت جيت على طلب روبي السخيف.
اندفعت نحوها “ألا ترين أن القاعة قد امتلأت كما أن الخدم بدؤوا بتوزيع المشروبات و الوجبات الخفيفة”صرخت صرخة مكتومة كأنها تعاتبها.
” أهذه ابنتك يا عزيزتي؟”كانت الجملة التي خطفت قلب و عقل بيرجيت من ثرثرة السيدة.
” نعم سيدتي “ردت جيت بابتسامة متكلفة.
” ماذا عن الفتاة الأخرى …هل هي ابنة السيدة أيضا؟”
قبل أن تتكلم بيرثي قاطعتها روبي :”لا سيدتي , أنا الآنسة ماير”تحدثت بعصبية.
” أوه ,أنت إذا مجرد صديقة , ابنة البستاني “تنهدت بسأم.
” و ماذا في ذلك , هل هذا أمر يقلقك؟” صرخت روبي بغضب.
أحكمت قبضتها كما لو أنها في شجار.
استقامت بيرثي لتهدئة الجو.
“هذه السيدة ليلى بيكر , صديقة قديمة و أيضا زميلة في الأكادمية لي و للسيد ماير أيضا”
ابتسمت بقلق .
” ليكن ….خالتي بيرثي سأذهب و جيت في جولة صغيرة “
أخذت نظرة خاطفة نحو ليلى التي بادلتها النظرة العدائية.
” ريثما تنهين حديثك الممتع للغاية مع السيدة بيكر”
” آه آه , لا بأس روبي ,هيا… “أبعدتها بيرثي بلطف .
تم انتزاع جيت من أمام السيدتان بخفة بينما جرت خلف روبي.
بسرعة اختفيتا من المكان.
” روبي….لا تسرعي “صرخت جيت عندما شعرت بالألم في يدها المطحونة من مسك روبي لها.
” يا الهي ,يا الهي .”
” قالت أنها سيدة نبيلة , يا لها من امرأة فضيعة “
” تقلل من شأني دون خجل”عضت روبي شفتيها بتعاسة.
كأنها تبتلع الكلمات السيئة التي قد تخرج من فاهها الصغير.
” قلت لكي توقفي ” صرخت جيت .
انتزعت يدها المخدوشة المحمرة بشدة من يد روبي .
احمر وجه روبي بينما توهج وجه جيت هو الآخر.
وقفتا منتصبتين يتبادلان النظرات .
” لقد طلبت منك التوقف”
لهاث , لهاث .
كان صوت أنفاسهما في المكان المجهول هو الغائم.
” توقفي …روبي ” لهاث متقطع.
التعليقات لهذا الفصل " 11"