نسيانها كان أمرا مستحيلا
مقصورة خشبية بسيطة .
أشجار البلوط الضخمة التي تتابعت بشكل مرتب حتى ضفة النهر.
نهر ريس الجميل.
بجانبه لم تبزغ إلا منازل بسيطة قريبة من دفيئة الزوجان كولين.
مما أدلى للمكان وقعا ريفيا مألوفا , مألوفا بما يكفي لشخص لم يزر المدينة مرة واحدة حتى .
مدينة ريس الصغيرة.
مدينة حيث أبى الربيع أن يرحل منها حتى في أكثر أشهر السنة حرا.
كان الأمر استثنائيا و عجيبا بقدر مكان مبهجا .
كان أشبه بمعجزة إلهية .
لذلك حتى بعد مرور سنوات طويلة استعصى علي نسيانها .
لأن ذكرياتي فيها أوصدت داخل بؤرة قلبي كما تشبث بها خلدي بكل ما يملك.
فلا الإحساس و لا المشاعر تكذب و أن فكرة نسيانها مع الوقت لم تكن إلا فكرة بغيظة .
هذا كان تغاظي عنها و ليس نسيانا .
مهما فكرت بإهمالها فستلحقني في آخر لحظات حياتي .
حيث يمر علي شريط وجودي الذي ظننته دهرا طويلا في غمضة عين واحدة.
لأضع بها حدا لكل شيء و لأعرف مكمون وجودي منذ البداية.
الوهج البرتقالي المزدهر أسفل السماء المصون بعد المساء كان أقرب إلى اللون الزهري الفاتح.
لون الأزهار الوردية التي أخذتها عنوة لأصنع بها إكليل الزهور.
بها قطرات ندى صغيرة تناثرت بخفة بعد تلامسها بماء البحيرة الأنقى في هذا العالم بأسره.
البحيرة الجميلة بجانبها عدة حصى صغيرة و مستديرة .
رميناها في البحيرة عدة مرات.
نعم ,هذا صحيح .
كلما فعلنا ذلك طارت بطات البحيرة فزعا.
لم أستمتع بذلك لكني انقدت معهما بكل سرور بينما تخليت عن مبادئي لتجاوز كل ما هو محظور برفقتها.
لم يكونا سوى رفيقتي المشاكسة روبي ماير.
و صديقنا المتغطرس نواه غيلبيرت.
التعليقات لهذا الفصل " 1"