الفصل 009 دافني
كبح “سيزاري” مشاعره التي كانت على وشك الانفجار.
لطالما كانت “دافني” غير مبالية بالآخرين، لكنها كانت تبدي اهتمامًا غريبًا بأمور “غابرييل”.
شعر “سيزاري” بإحساس سيء يكبر داخله، فضغط على مشاعره مجددًا.
—”لماذا تطلبين هذا الطلب؟”
نظرت إليه “دافني”، إلى عينيه الباردتين.
“لماذا؟ من أجلك، ومن أجلي، ومن أجل غابرييل!”
ربما لم يكن “سيزاري” مستعدًا للاعتراف بما يشعر به، ربما بسبب شعوره بالذنب.
وهذا مفهوم.
فـ”سيزاري” مجرد معتوه مهووس لا يستطيع الاعتراف بأنه قد وقع في حب رجل.
إنه يمر الآن بمرحلة الإنكار.
غيرت “دافني” ملامحها بسرعة وابتسمت قائلة:
—”لا أظن أن غابرييل مناسب لوظيفة شاقة كهذه، سيزاري. فلماذا لا تجعله يعمل إلى جانبك؟”
—”إلى جانبي؟”
—”نعم، بجانبك.”
ليس بجانبي، بل معك أنت. فكرة ليست سيئة، أليس كذلك؟
بل إنها تفصل بين “غابرييل” و”دافني”.
وحتى إن زارته لاحقًا، سيكون “سيزاري” حاضرًا.
أومأ “سيزاري” برأسه ببطء.
—”هذا… اختيار جيد. لا يزال عدد العمال قليلًا على أي حال. يمكنني تكليفه بترتيب الأوراق. الخادم أخبرني أنه يعرف الكتابة.”
لقد تأكد كبير الخدم سابقًا من أن “غابرييل” يُجيد القراءة والكتابة.
—”فكرة ممتازة!”
ابتسمت “دافني” بسعادة.
وهكذا أصبح من الممكن جمع الاثنين معًا.
“هه هه هه. الأمور تسير على خير ما يرام!
سيزاري ♡ غابرييل إلى الأبد!”
بات للحياة طعمٌ أفضل مؤخرًا.
إن سارت الأمور بهذا الشكل، فسأتمكن من الهرب من طريق “دافني” الأصلية بسلاسة.
ما الفائدة إن كان الحب محصورًا في غرفة النوم فقط؟ لا بد من ترابطٍ عاطفي حقيقي.
بهذه الطريقة، حتى لو جنّ الاثنان بحب بعضهما، فلن يفتقداني.
أتمنى حقًا أن ينسوني تمامًا.
بدأت أترنم بنغمة سعيدة وابتسمت.
—”سيدتي، تبدين بمزاج رائع.”
—”نعم. قررت أن أقيم جلسة شاي اليوم.”
—”جلسة شاي؟”
—”أليس الطقس رائعًا؟”
—”يا لها من فكرة جيدة! بالتأكيد سيُسعد السيد!”
—”حسنًا، شانت، أخبري الخادمات أن يجهزن المكان. وسأبلغ سيزاري بنفسي.”
—”حسنًا!”
ركضت “شانت” لتنفيذ الأمر.
وطبعًا، جلسة الشاي هذه لم تكن لي ولـ”سيزاري”.
بل سيكون “غابرييل” في مكاني.
ينبغي أن يعرف الاثنان كم تعبت من أجلهما…
كانت جلسة الشاي هذه مخططة لتعميق العلاقة بين “سيزاري” و”غابرييل”!
الطقس جميل، والحديقة غاية في الروعة. مثالية تمامًا لهما.
ظللت أراقب الترتيبات حتى اللحظة الأخيرة، ثم وصل “سيزاري” أولًا.
—”دافني.”
—”سيزاري! وصلت؟”
فوفو. أظنك تشعر بالفخر لأن لديك زوجة مثلي، أليس كذلك يا “سيزاري”؟
تخيّل لو لم أمتلك هذا الجسد؟ كنا سنغرق جميعًا في البؤس!
—”تفضل، اجلس هنا.”
ابتسم “سيزاري” وجلس على الكرسي الذي سحبته له.
—”ما الذي دفعك لهذا اليوم؟”
أجل… هناك سبب.
ها هو “غابرييل” يقترب من بعيد. لحسن الحظ، جاء في الموعد تمامًا.
—”غابرييل! هنا!!!”
ابتسمت له ولوّحت بيدي.
من أجل العشاق السعداء، يجب أن أبذل هذا القدر على الأقل! لتكنوا جميعًا بخير!
—”ما هذا بحق الجحيم، دافني؟”
—”أليست جلسة شاي جميلة في هذا الطقس الرائع فكرة رائعة؟ الآن بعد أن أصبح سيزاري وغابرييل يعملان معًا، اعتقدت أن لحظة كهذه ضرورية. اجلس، غابرييل.”
زمّ “سيزاري” شفتيه.
هل تشعر بالإحراج؟
حقًا، “سيزاري” ليس من النوع الذي يستمتع بجلسات الشاي مع من يحب في الحديقة.
لكن “سيزاري”… البشر ليسوا مجرد بهائم، والحب يحتاج إلى تواصل عاطفي!
أحاديث الوسادة رائعة، نعم، لكن حاول تبادل الكلمات في النهار أيضًا!
جلس “غابرييل” على الكرسي الذي أشرت إليه.
وفي وجود “سيزاري”، حاولت أن لا أبدو حنونة جدًا مع “غابرييل”.
فهو قد يشعر بالغيرة، وأنا الوحيدة التي تدرك ذلك.
وما يمكن تجنبه، فلتتجنّبه.
أين ذهب المعتوه المهووس الآن؟
—”أتمنى لكما وقتًا ممتعًا.”
—”دافني.”
أمسكني “سيزاري” قبل أن أبتعد.
إن كنت قد رتّبت الأمر بهذا الشكل، فعليك أن تفهمه، أليس كذلك؟ لا زلت خجولًا؟
—”ما الأمر؟”
كان “غابرييل” ينظر إليّ وكأنه جروٌ مهجور.
يا “غابرييل”، تلك النظرة ليست موجهة لي، بل إلى “سيزاري”. هو من سيهتم بك، لا أنا!
هدَر “سيزاري”:
—”هذا العبد ليس ضيفًا! لقد أحضرته إلى هذا القصر كخادم! أستطيع طرده من هنا فورًا!”
—”ما الذي تقوله، سيزاري؟!”
غضبك عليه مشكلة كبيرة. ولمَ تؤذيه بكلمات لا معنى لها؟
ألا ترى وجهه أصلًا؟!
نظرت بين “سيزاري” و”غابرييل” باستغراب.
—”سأطرده من هنا!”
لا أستطيع فعل شيء الآن، لكن عليّ أن أكون إلى جانب “غابرييل”.
إن طردته أمامي بهذا الشكل… فستأخذ الأمور مجرى مختلف تمامًا عن خطتي!
لماذا أبذل كل هذا الجهد أصلاً؟
—”لا تفعل ذلك أبدًا، سيزاري. غابرييل الآن جزء من هذا القصر. كيف تقول أنك ستطرده! أليس كذلك، غابرييل؟ أنت تريد البقاء هنا، أليس كذلك؟”
نظر “غابرييل” إليّ وأومأ برأسه.
نعم، هذا هو. لا يمكنك طرده وهو ينظر إليك بهذه العيون المتوسلة!
يا “سيزاري”، حتى لو كنت البطل… عليك أن تراجع نفسك.
—”دافني! لماذا تتحدثين مع هذا العبد باحترام؟ ألا تفهمين أنه مجرد عبد؟!”
إنه ليس مجرد عبد… ستندم لاحقًا.
أومأت برأسي.
لقد توقفت عن الحديث مع “غابرييل” مؤخرًا لسبب.
فهو أيضًا يخفي سرًا.
وسوف يصبح لاحقًا ربّة هذا القصر، فكيف أُهينه؟!
من أجل النجاة، عليك دائمًا أن تعرف من أين تُؤكل الكتف.
“غابرييل” هو الشخصية الرئيسية، وأنا مجرد شخصية ثانوية شريرة لا شيء لها.
آه… من أنا لأتجرأ على ذلك.
—”سيزاري. لا أظن أن الأمر يتعلق بمكانته. بل بكيفية تعاملك معه. أنا أظن أن غابرييل يستحق معاملة حسنة.”
فهو الشخص الوحيد الذي يستطيع تحمّل طاقتك الحيوانية!
نظرت إلى “غابرييل” بنظرة حزينة. يا ترى، كم أصبح ضعيفًا جسديًا؟
حتى بهذا الجسد النحيل… حتى… ذاك، أحم. أشعر بالخجل أن أقولها بصوت عالٍ!
لكن الجميع فهم ما أقصد، أليس كذلك؟
وخصوصًا أن هوس “سيزاري” الذي يظهر خاصه في السرير
ولم يكن يفعل شيئًا من ذلك مع “دافني” قط. فقط مع “غابرييل” يظهر وجهه الحقيقي.
والحقيقة، “غابرييل” لم يكن يحب “سيزاري” في البداية.
لكن بصفته البطل، كان “سيزاري” .
أذاب “غابرييل”، حتى أنه كان يستحوذ عليه .
هاه… ساخن جدًا.
—”دافني!”
—”لا، سيدتي. يمكنك التحدث براحتك.”
قال “غابرييل” بصوت ناعم.
—”إذن، أنت أيضًا يا غابرييل، تحدّث براحتك.”
—”… هل يمكنني… أن أناديكِ باسمك؟”
“اسمي”…؟!
—”نعم!”
—”دافني….”
آه، اسمعوا فقط… يجب أن نُبني العلاقة تدريجيًا، أليس كذلك؟
وفي تلك اللحظة—
بانغ!
آه. لقد نسيت أن “سيزاري” ما زال هنا. يا للمصيبة!
نهض “سيزاري”، وحدّق فينا نحن الاثنين، ثم غادر.
آه… هل أثرت غيرته للتو؟
جلسة الشاي هذه فشلت. كنت أريد له قضاء وقت ممتع مع “غابرييل”.
—”سيزاري!!”
لكنه لم يلتفت إليّ مهما ناديته.
آه… خانق.
كان “سيزاري” يتدرب بالسيف بغضب.
“إنها إنسانة ذات قيمة!”
اترك “غابرييل” وشأنه… “دافني” تنظر إليه بذلك اللطف كله!
كاد يقتله في لحظة، لكنه تراجع… لو فعلها، كانت “دافني” ستكرهه للأبد!
من الواضح أن “دافني” لم تكن تُعامله بلطف فقط، بل أهدته قلبها أيضًا.
بل سمحت له بمناداتها باسمها!
—”هاااه!”
أطلق “سيزاري” زفرة حارّة.
كيف سيتعامل مع هذا الوضع؟
بدأ “سيزاري” يخطط…
الترجمة: غــيـو…𖤐
التلي : https://t.me/gu_novel
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 9"