الفصل 011 دافني
بعد وقتٍ عصيب، تحسنت صحة “غابرييل” كثيرًا. كنت قلقة عليه، لكن يبدو أن الدواء الذي جلبته له قد نجح بالفعل.
أعتقد أن جسده بات أفضل الآن، لذا أعددت له هدية. كانت كعكة بالفراولة.
من أكثر الأشياء التي أحببتها في دخولي إلى هذه الرواية هو طباخ القصر.
كان ماهرًا في الطهي لدرجة أنني صرت أتناول أطعمة لم أتذوقها حتى في كوريا.
وفوق ذلك، كم هي لذيذة كعكة الفراولة بالكريمة الطازجة التي يصنعها الطاهي!
ولهذا، لا بد أنها أصبحت الطعام المفضل لدى “غابرييل”.
—”سيدتي؟”
—”نعم؟”
—”هل أنتِ ذاهبة إلى ذلك العبد مجددًا؟”
سألتني “شانت” بصوت منخفض، كما لو كانت تخشى أن يسمعها أحد من حولنا.
أومأت برأسي.
—”نعم، يبدو أن نزلة البرد لديه تحسنت إلى حدٍّ ما، لذا سأقدم له شيئًا لذيذًا. لماذا؟”
—”أنا، ذلك…”
لحسن حظ “غابرييل”، يبدو أن “سيزاري” لم يزره قط أثناء مرضه.
كم كان محزنًا أن يرى رجلاً كان يعمل معه يوميًا طريح الفراش.
ما كان يحتاجه “غابرييل” الآن هو دفء العناية… وكعكة الفراولة اللذيذة أيضًا.
ففي النهاية، القوة الحقيقية في هذه الرواية تكمن في “غابرييل”، أليس كذلك؟ إنه البطل.
وبمثل هذا الإخلاص، كانت الحياة على طريق الورود بعد الطلاق مضمونة.
كما هو متوقع، لا أحد يستطيع التفوق على البطل، صحيح؟
—”سي، سيدتي…”
—”نعم؟”
نظرت إليّ “شانت” بعينين باهتتين وهزت رأسها.
—”ماذا؟”
—”ألن يكون من الأفضل أن تُقدمي الكعكة لسيد القصر؟”
—”لـسيزاري؟”
أومأت “شانت” بحماسة.
—”نعم. بما أن السيدة هي من أعدّت الكعكة، فسيكون السيد مسرورًا للغاية عند زيارتكِ له.”
—”هممم…”
نظرتُ إلى الكعكة اللذيذة المغطاة بالفراولة وفكرت قليلًا. لكن سرعان ما توصلت إلى القرار.
—”لا بأس.”
—”ولكن…”
—”ثم إن سيزاري يكره الحلويات.”
هل رأيتِ بطلًا ذكوريًا يحب كعكة بالكريمة؟ إنهم جنسٌ مريض، يمكن أن يموتوا خلال دقيقة من تناول الحلويات.
وفوق هذا، لا أعتقد أنني بحاجة لتقديم هذه الكعكة إلى “سيزاري”.
هل سأستطيع مقابلته حتى؟ إن تقديم الكعكة له لن يكون سوى تكرار لخطوات “دافني” في القصة الأصلية.
—”ولكن…”
استمرت “شانت” في منعي كما لو أنها منزعجة.
—”لا بأس، لا تقلقي.”
ابتسمت “شانت” ابتسامة محرجة. ومع ذلك، بدا أن الخدم لم يفقدوا الأمل في العلاقة بيني وبين “سيزاري”.
ربما بسبب أنني بنيتُ علاقة أفضل مع الخدم مقارنة بـ”دافني” في القصة الأصلية.
كانت “دافني” تُحترم وتُحب من الخدم فقط لأنها دوقة.
أما أنا، فقد أحبوني بفضل شخصيتي كدوقة.
هاه… كم تعبت من أجل هذا!
في القصة الأصلية، خان الخدم “دافني” وانحازوا إلى “غابرييل”، مما ساهم في موتها.
ولتجنّب ذلك، كان من الضروري أن أكون لطيفة، لا متعجرفة وشريرة مثل “دافني”.
مع الحفاظ على الحدود المناسبة.
لقد كانت أيامًا مؤلمة حقًا، هااه…
لذلك لم يكن من الصعب عليّ أن أفهم ردة فعل “شانت” الآن.
—”لا تقلقي، شانت. هيا بنا.”
—”ليس الأمر كذلك… سيدتي…”
تلعثمت “شانت” في نهاية حديثها.
هااه… إنهم لا يعرفون شيئًا. إن أخطأتم، ستموتون جميعًا. هل تظنون أن “سيزاري” سيترك من يتنمّر على “غابرييل” وشأنه؟
بالطبع، بعد مغادرتي، لن يكون لي علاقة بأي من هذا.
—”لا تكوني قاسية مع “غابرييل”، يا شانت. سيتألم.”
—”سيدتي…”
أنا آسفة حقًا.
لحسن الحظ، كان “غابرييل” مستيقظًا. مجرد رؤيته في السرير في الأيام الماضية كان كافيًا لجعلي أشعر بالسعادة.
—”الحمى اختفت تقريبًا. إنه أفضل بكثير.”
أنزلت يدي عن جبينه. لا داعي للقلق بعد الآن. كنت خائفة من أن تعيقني إعدادات القصة الأصلية، لكنني عبثت بها. ولدهشتي، نجح في التغلب عليها.
—”شكرًا لكِ.”
قالها “غابرييل” وهو يحمر خجلًا. كان وجهه الأبيض قد احمرّ كالتفاح الناضج.
هممم، الحمى تراجعت، لكن هل لا تزال هناك حرارة طفيفة؟ مِلتُ برأسي، بينما خفَضَ “غابرييل” بصره.
—”بفضل السيدة… تحسّنتُ لأن السيدة دافني كانت إلى جانبي.”
يا له من ملاك يتحدث بلطف!
ابتسمتُ بلينٍ لكلماته التي بدت كأنها مشاعر مودة تراكمت بشكل كافٍ. تبعني “غابرييل” وهو يبتسم ابتسامة مشرقة. بدا كأن هالةً مضيئة تحيط به.
حقًا… هناك ملاك هنا.
—”غ-غابرييل، لقد خفّت الحمى وستتحسن حالتك. جلبتُ لكَ هدية.”
بإشارة من يدي، جلبت “شانت” كعكة الفراولة التي أعددتها مسبقًا. وضعتها على الطاولة بجانب السرير، بينما رمقت “غابرييل” بنظرة خفيفة.
هااه، لا تفعلي ذلك.
مهما طلبتُ منها ألا تُهمل “غابرييل”، لا تستمع إليّ أبدًا.
ومع ذلك، على عكس باقي الخدم، فإن “شانت” تطيع جميع طلباتي المتعلقة بـ”غابرييل”، لذا أردتُ أن أعتني بها… لكن عليّ أن أنبّهها لاحقًا بألا تفعل ذلك مجددًا.
أنزل “غابرييل” وجهه الجميل، كما لو أنه اعتاد على حذر الآخرين. وارتسمت مسحة من الحزن على وجهه.
صفّقتُ بيدي لتغيير الأجواء.
—”كعكة الفراولة! “غابرييل”، هل تحب كعكة الفراولة؟”
—”هـه؟ ن-نعم… أحبها.”
—”رائع! مهارة طاهينا مذهلة. ما رأيك أن أطلب منه تحضير حلوى أخرى لاحقًا؟”
قلتُ ذلك بابتسامة، واحمر وجه “غابرييل” مرة أخرى.
يبدو أن الحمى لم تنخفض تمامًا بعد.
وضعتُ الشوكة في يده.
—”كُل كثيرًا يا “غابرييل”، إنها لذيذة حقًا.”
—”كلا، سيدتي “دافني”، تناولي أنتِ أولًا.”
—”لقد أكلت كثيرًا. أتناولها كثيرًا عادة. لا تتردد، هيا تناولها.”
—”لكن… لا أستطيع أن أبدأ قبلكِ. يجب أن تأكلي أولًا…”
—”قلتُ لكَ لا بأس.”
نشأ جدالٌ صغير بيني وبين “غابرييل”.
الكعك يُؤكل كتحلية بعد الوجبات كل يوم.
بل كنتُ متشوقة لرؤية “غابرييل” يأكل كعكتي المفضلة. سيبدو كأرنبٍ لطيف وهو يأكل.
نهضت من على الكرسي، وشعرت برغبة في إطعامه بنفسي. فمددتُ يدي لأمسك بمعصمه كي يتناولها بنفسه.
لكن في اللحظة التي لمست فيها يده، قفز “غابرييل” فزعًا.
—”آخ…!”
وبسبب ذلك، التوت قدمي وسقطت فوق “غابرييل”.
لحسن الحظ، استطعت أن أمنع حدوث حادث خطير بوضع ذراعيّ على جانبيه.
وفي خضم الفوضى، ظهر وجه “غابرييل” أمام عيني.
—”غابرييل، هل أنت بخير؟”
—”ن-نعم؟”
تمتم “غابرييل” وكأنه في حالة من الجنون المؤقت.
ما زال يتألم، لكنه كان مرعوبًا أيضًا.
ثم حدث الأمر…
—”ماذا تفعلين؟!”
دوّى صوت “سيزاري” الغاضب.
استدرتُ برأسي والتقت عيناي بعينيه. وفي تلك اللحظة…
“لقد انتهى كل شيء.”
هذا ما فكرتُ فيه.
لا أعرف حتى كيف سقطت فوق “غابرييل”.
لكن بسبب ذلك، بدا وكأنني كنت أهاجمه.
—”انهضي حالًا، “دافني”
كانت عينا “سيزاري” تحترقان بغضبٍ لا يمكن إخفاؤه.
أنا أجنّ فعلًا. إنه معتوه مهووس.
كما قال، أسرعتُ في النهوض من السرير. لكن في خضم توتري، تعثرت أكثر.
دوغ—
هبطتُ مباشرة على صدر “غابرييل”.
—”سيدتي! هل أنتِ بخير؟”
رفعني “غابرييل” وهو يبدو قلقًا.
شعرتُ بدفء جسده الملامس لي.
كان جلده العاري تحت أصابعي ناعمًا على نحو مفاجئ، لكن لم يكن الوقت مناسبًا للإعجاب بذلك.
ماذا أفعل! لقد أفسدتُ كل شيء!
وأثبتت توقعاتي نفسها… ولكن باتجاه مختلف قليلًا.
صفعة—
—”سيزاري!”
استدار رأس “غابرييل” بفعل صفعة “سيزاري”. ترنّح “غابرييل”، ودفعت أنا بعيدًا عنه.
أمسك “سيزاري” بياقة “غابرييل” وزمجر بغضب، كاشفًا عن أنيابه.
—”عبد لا يعرف حدوده.”
يا إلهي… ما الذي يحدث الآن؟
كنت جالسة خلف السرير وقد اتسعت عيناي من الصدمة. صفعة “سيزاري” لـ”غابرييل” كانت قاسية جدًا لدرجة أن خده الهش انتفخ بسرعة، وانشقت شفتاه وسال منهما الدم.
ما الذي تفعله بحق الجحيم! كيف تجرؤ على ضرب هذه الجوهرة الوطنية!
وبما أنني أملك مكانة دوقة وعائلة تدعمني، لم يكن باستطاعة “سيزاري” أن يضربني… لذا ضرب “غابرييل” بدلًا عني.
هكذا يتصرف المهووس الحقيقي. إن لم يستطع امتلاك ما يريد، فإنه يُدمّره.
لهث “غابرييل” بقوة. بينما كان “سيزاري” يرتجف وكأنه يطحن أسنانه.
—”لا تعرف مكانك، وتتصرف كما تشاء.”
قبضت يد “سيزاري” على ياقة “غابرييل” بقوة. وكاد “غابرييل” أن يفقد وعيه من الضغط الهائل.
شعرتُ بالرعب، وأمسكت بذراع “سيزاري” من دون تفكير.
—”توقف! سيزاري!”
—”اتركيني.”
—”لا يمكنك ضربه على وجهه!”
—”ماذا؟”
استدار “سيزاري” ونظر إليّ وكأن كلماتي غير معقولة على الإطلاق.
الترجمة: غــيـو…𖤐
التلي : https://t.me/gu_novel
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 11"