الفصل 10 دافني
كان إرسال العبد إلى حيث أتى يبدو كأفضل خيار، لكن بعد استجواب “تريفر” في الزنزانة، تبيّن أنه لا يعرف من أين جاء “غابرييل”.
بعد التحقيق، عرف “سيزاري” أن “غابرييل” كان يختبئ كعبدٍ في أرض الصيد.
وأيضًا، سمع ما فعله “تريفر” بـ”غابرييل”، لكنه لم يتمكن من تصديق كل ما قاله.
“أين ذهب كبير الخدم في مثل هذا الوضع؟”
ازدادت حدة أعصاب “سيزاري”. لطالما احترم إدارة كبير الخدم لعائلة “بورستورد”، لذا لم يتدخل في حياته الخاصة، لكنه بات يشعر بأن سلطته تتقلص تدريجيًا.
ولكن إن أعاده إلى أرض الصيد، فـ”دافني” يمكنها زيارته في أي وقت.
من الأفضل أن يكون بجانبه على أن يشاهد ذلك بعينيه…
“هل يُفترض بي أن أراه بعيني؟”
غرس “سيزاري” سيفه في الأرض بقوة.
—”هاه…”
لو أمكن، لتمنى أن يعود بالزمن إلى الوراء.
قبل أن يلتقي بـ”غابرييل”! قبل أن يصطدم بذلك العبد! لو فقط لم يُحضره معه! لو علم منذ البداية أنه سيخسر زوجته بسببه!
في تلك اللحظة، لم يكن يدرك حتى سبب هذه الرغبة الجامحة.
حدّق “سيزاري” في السيف المرتجف.
“دافني…”
كأن صوت “غابرييل” الضعيف كان يرنّ في أذنيه.
ومع ذلك، لم تُدخل “دافني” “غابرييل” إلى غرفة نومها أبدًا. فلا تزال غرفة “دافني” ملكًا حصريًا لـ”سيزاري”.
حدّق “سيزاري” في الاتجاه الذي يوجد فيه “غابرييل”.
“ليلة دافني لا يمكن أبدًا أن تُسلب من شيء مثل غابرييل.”
كان “سيزاري” واثقًا. بأنه يستطيع إرضاء “دافني” أكثر من “غابرييل”! ماذا يستطيع أن يفعل هذا الهزيل أصلًا؟!
كان الأمر أشبه بإنذار؛ أن “غابرييل” لا يجب أن يبقى هكذا دون رقابة.
“عليّ أن أبحث حالًا عن مكان لإرسال غابرييل إليه.”
المكان الذي كان فيه العبد قبل أن يفقد ذاكرته… لا بد أن هناك من يبحث عنه. وحتى “دافني” قد توافق على إعادته إلى موطنه.
استدار “سيزاري”.
وظل السيف خلفه مرتجفًا في الأرض.
رغم أن “سيزاري” ظل غاضبًا منذ جلسة الشاي الأخيرة، إلا أنه لم يطرد “غابرييل” من مكتبه.
حقًا، رواية BL +19 بكل معنى الكلمة.
لكنني كنت قلقة، لذا كلما سنحت لي الفرصة، كنت أمرّ بمكتب “سيزاري” وألقي نظرة على الاثنين، وكانا يعملان بهدوء.
ولأن مظهرهما رائع، كانت الغرفة تبدو مشرقة وجميلة.
حين تنظر إليهما معًا، تشعر أنهما ثنائيٌ سماويٌ لا يُمكن إنكاره.
إنه تدفق المصير نفسه.
وبينما أراهما ينسجمان أكثر مما توقعت، بدا أن خروجي يقترب أكثر فأكثر.
في القصة الأصلية، كانت تحدث أمور كثيرة لاحقًا، لكن طالما أنهما منسجمان الآن، فلماذا أنتظر حتى ذلك الحين؟ ولهذا بدأت في التحضير للطلاق بنفسي. أعددت كل شيء مسبقًا حتى لا أفوّت الفرصة عند قدومها.
خصوصًا فيما يتعلق بالنفقة!
كنت أظن أن الأمور تسير على ما يُرام.
—”هل غابرييل مريض؟”
جاءني الخبر. قيل إن “غابرييل” أصيب بنزلة برد.
ماذا؟ مريض؟! بالطبع، لا بد أن الأمر مرهق له جسديًا ونفسيًا، لكن الآن هو وقت تقوية الجسد بجانب “سيزاري”!
أسرعت راكضة نحو غرفة “غابرييل”.
—”غابرييل؟ هل أنت في الداخل؟”
—”… السيدة دافني؟”
جاء صوتٌ أجشّ من الداخل.
ذلك الصوت؟! صوت “غابرييل” عادة نقيٌّ وسلس! لا شك أنه في حالة سيئة.
—”يا إلهي! غابرييل!”
ركضت إلى الكرسي بجانب سريره وجلست بسرعة.
كان “غابرييل” يتصبب عرقًا، ووجهه محمر، وتنفسه ثقيل، وأنفه أحمر، وشفاهه بيضاء وجافة.
—”ما هذا!؟”
—”… أنا بخير.”
هزّ “غابرييل” رأسه والدموع تلمع في عينيه.
بخير؟!
—”استلقِ فورًا! جسدك يحترق!”
—”إنها فقط نزلة برد وتعب جسدي.”
من الواضح أنه تُرك دون رعاية لأن الخدم لم يقدّروا مكانته بعد.
في القصة الأصلية، حتى الطبيب كان يتجاهله. وكنت أنا من اضطرت للاعتناء به بعد أن أرهقه “سيزاري” ، مما جعل حالته تسوء أكثر.
دون أي دواء مناسب.
ويبدو أن الحال لا يزال كما هو الآن. برد، وتعب، ونقل لغرفة جديدة، وعمل كخادم، من الطبيعي أن يمرض.
“سيزاري” اللعين! ألا تشعر بالندم لتركه على هذا الحال؟
هل هذا ما يستحقه؟!
—”إنه حار فعلًا، شانت! أحضري ماءً باردًا ومنشفة!”
—”هاه؟”
—”هيا بسرعة! وأحضري بطانية سميكة أيضًا!”
هزّت “شانت” رأسها وخرجت راكضة، ولم تنسَ أن تترك باب الغرفة مفتوحًا على مصراعيه.
—”دافني…”
—”إن كنت مريضًا هكذا، كان عليك أن تأتي إليّ. هل أنت بخير؟ أين يؤلمك أكثر؟”
يا للمسكين. قلبي يرتجف لرؤية هذا الملاك المريض… حتى وهو مريض، ما زال جميلاً…
هزّ “غابرييل” رأسه قليلًا.
ثم تمتم بعينين متوسلتين:
—”هل يمكنني زيارة السيدة دافني؟”
—”ماذا؟”
—”هل يمكنني حقًا زيارتكِ؟”
صوته المرتجف…
أظنه حزينًا بسبب المرض. أجل. “سيزاري” لا يعرف إلا كيف يُرهق الآخرين، ولا يقدم الدعم واللطف بعد.
لذا يحتاج إلى من يعتني به.
—”إن شعرت أن الأمر صعب، يمكنك دائمًا القدوم إليّ. هذا أمر طبيعي.”
حتى الخدم كانوا يتعاملون معه ببرود.
—”حقًا؟”
أشرق وجه “غابرييل” فجأة.
—”نعم، لا بأس. أعدك. يمكنك أن تأتي إلى “سيزاري” أو إليّ، يا غابرييل.”
ولو أمكن، فالأفضل أن يذهب إلى “سيزاري”. ففي وقت الأزمات، تنمو المشاعر. وجود من يُسندك وقت الألم هو ما يلين القلب.
على أي حال، لا يوجد جسر حب مثلي. (جسر أوجاكغيو الأسطوري).
—”… سأذهب لأجد دافني.”
قالها بصوت طفلٍ يبكي. شعرت أن جسده وعقله ضعيفان بسبب الحمى.
—”نعم، فلنفعل ذلك.”
ابتسم “غابرييل” بخفة.
وصل خبر مرض “غابرييل” إلى “سيزاري”. ومعه خبر ركض “دافني” إليه.
لحسن الحظ، لم يقع ما كان “سيزاري” يخشاه بين الرجل والمرأة. وبالرغم من مبالغتها، وصفت الخادمات تصرف “دافني” بأنه تصرف سيدة نبيلة تهتم بالعاملين لديها.
لكن مشاعر “سيزاري” لم تكن على ما يرام.
كراش—
قلم الحبر في يده انكسر إلى نصفين.
في الحقيقة، “غابرييل” لم يكن حتى خادمًا بنظر “سيزاري”. كان من غير المناسب توظيف شخص يبدو كأنه سيسقط في أي لحظة.
وجهه جميل قليلًا، ولكن ما نفع الجمال؟ والآن أنا في ورطة بسببه!
من الأساس، لم تكن هناك حاجة لخادم يرتب الأوراق. لكني جعلته يعمل فقط لإبعاده عن “دافني”.
وبعد حادثة حارس أرض الصيد، أرسل “سيزاري” خدمه للبحث عن موطن “غابرييل”.
لكن، وكأنه سقط من السماء، لم يعرف أحد في الإقليم عن وجوده.
هل جاء من عالم آخر؟ أو من إمبراطورية أخرى؟ لكن من أين بحق الجحيم؟!
كان “سيزاري” يريد إيجاد موطن “غابرييل” في أسرع وقت ممكن. وبمجرد العثور على من يعرفه، سيُعيده فورًا إلى هناك.
قبل أن يتجرأ هذا الجاهل على الصعود إلى سرير “دافني”. قبل أن يدفن وجهه في صدرها ويترك أثرًا!
“دافني” لم تكن تدخل مكتب “سيزاري” حين يعمل.
ومنذ زواجهما، حذرها من دخوله دون إذن، وهي التزمت بذلك.
لكن منذ أن ألحقته كخادم ملفات، أصبحت تزور المكتب كثيرًا.
ليس لرؤية زوجها، بل لرؤية “غابرييل”!
وليس ذلك فحسب… في إحدى جلسات الشاي، حين دعت الجميع، أظهرت لطفًا واضحًا تجاه العبد.
حين يتذكر ذلك اليوم… يشعر بصداع.
هدَر “سيزاري” وهو يضرب المكتب:
—”أتريدينني أن أقضي وقتًا ممتعًا مع هذا العبد؟!”
هل “دافني” تريده أن يضحك ويكون ودودًا مع خليلها؟!
حقًا؟!
إن كان الأمر كذلك، فسأعيد التفكير في كل شيء.
لأنني لن أشارك “دافني” مع أحد.
الترجمة: غــيـو…𖤐
التلي : https://t.me/gu_novel
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 10"