ورغم أنهم أصبحوا شبابًا، إلا أنهم كانوا لا يزالون في نظر آل نيوت مجرد أطفال صغار.
منذ الأمس، والمطبخ يُعد الشوكولاتة والحلوى للأطفال، وينبعث منه عبق السكريات، وكل الأشرطة والزينة التي تملأ المنزل تعكس الضوء ببهجة، وحتى الطقس كان مشمسًا.
لقد كان يومًا يبدو فيه الجميع سعداء… باستثناء إلين.
“هاهف…”
[عليك أن تتخلصي من عادة التنهيد تلك.]
“أعلم.”
[تسك. ما الذي يزعجك اليوم؟]
حاولت إلين أن تبتسم، لكنها لم تستطع كبح تنهيدتها. كانت تعرف مسبقًا ما الذي ينتظرها.
“لا شيء… أنا فقط أتنهد رغم أنني أعلم أنها عادة سيئة.”
اكتفت إلين بالابتسام، دون أن تشرح المزيد.
“عليّ أن أتحمل ذلك لساعة واحدة فقط. إذا لم أُبدِ أي ردة فعل، فسوف يشعرون بالملل ولن يتمادوا أكثر.”
تنفّست إلين بعمق عدّة مرات وهي ترفع صينية الإفطار الخالية حتى من فتات الشوكولاتة.
“سأذهب بهذه الصينية إلى المطبخ، وفي طريقي سيعترضني مارتن ودايمون وإيلي.”
“ثم سيتفاخرون بهداياهم ويضايقونني وهم يأكلون الشوكولاتة أمامي.”
حتى لو حاولت تجاهلهم والعودة لغرفتي، فلن أستطيع الإفلات من قبضة مارتن. لا خيار أمامي سوى التحمل لساعة.
“كان سيكون وجود رابيس مريحًا، لكن رابيس لا يجلس متفرجًا بصمت.”
لذا، قررت أن تتركه في الغرفة.
“قد أتأخر قليلًا في العودة. ابقَ في الغرفة على أي حال، حسنًا؟”
[من يراك سيظن أنني ألاحقك طوال الوقت.]
وكان محقًا، لذا لم تُكلّف إلين نفسها عناء الجدال.
“أول مرة أتحرك فيها دون رابيس منذ عودتي.”
“لم أكن أشعر بثقله على كتفي، لكن الآن أشعر بفراغ.”
“لا يمكنني الاعتماد على اللورد رابيس إلى الأبد. كوني قوية يا إلين!”
قبضت إلين على قبضتيها بقوة، ونزلت إلى المطبخ بشجاعة.
“شكرًا على الطعام.”
“آه… نعم…”
كان وجه الخادمة التي استلمت الصينية منها شاحبًا.
منذ أن تحسّنت معاملة إلين بفضل لآرش، أصبح الخدم يتصرفون معها بتردد، وكأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون معها.
حتى الآن، كانوا يتبادلون النظرات، غير متأكدين إن كان ينبغي عليهم مشاركة الشوكولاتة التي يأكلونها معها، أو أن يتجاهلوها كما في السابق.
خرجت إلين بسرعة من المطبخ، لأنها شعرت بعدم الارتياح تجاههم.
رائحة الشوكولاتة الحلوة جعلتها تبتلع ريقها، لكنها لم ترغب أن تُرى وهي تشتهيها.
وبعد خطوات قليلة، كما توقعت، صادفت “الأشرار الثلاثة” من عائلة نيوت.
“إلين! دعينا نُري بعضنا الهدايا! لقد حصلت على دمية خزفية من متجر السيدة بيلون! المتجر لا يبيع سوى 20 نسخة منها! وماذا عنك يا إلين؟”
سألتها إيلي بخبث، وهي تحتضن دميتها وتتظاهر بالبراءة.
“في الماضي، كنت أنبهر بجمال تلك الدمية، أما الآن فأستطيع أن أبدو هادئة.”
“الدُمية جميلة حقًا. لا بد أنكِ سعيدة، إيلي.”
“نعم! أنا سعيدة جدًا، لكن ماذا عنكِ؟ ماذا حصلتِ عليه؟”
“لم أحصل على شيء.”
“أوه، يا للأسف…”
غطّت إيلي فمها بطريقة متكلفة، وخفّضت حاجبيها. ثم تدخل دايمون بسخرية:
“طالما أنكِ طفلة بلا أم، فمن الطبيعي ألا تحصلي على هدية. أنتِ بائسة جدًا، لماذا لا تخرجين وتتسولين بعض الحلوى؟”
“صحيح! اليوم المركز التجاري يوزع الحلوى للأطفال. اذهبي أنتِ أيضًا!”
“نعم، نعم! أطفال الشوارع المتسولون ينتظرون هذا اليوم ليحصلوا على وجبتهم السنوية من الحلوى. اذهبي وشاركيهم!”
انضم مارتن إلى السخرية، وضحك معهم.
في الماضي، كنت أغضب من هذه الكلمات وأصرخ: “لست متسوّلة!”، لكن النتيجة كانت أن أُلقّب بـ”المتسوّلة اليتيمة” طوال اليوم.
لكن الآن، تعلمت كيف أُزعجهم.
“هل عليّ أن أجرب فعلًا؟ قد تنتشر شائعات بأن عائلة الكونت نيوت لا تملك حتى قطعة حلوى لتُهديها لابنة شقيقهم.”
“ماذا؟ كيف لا نملك حلوى في المنزل؟ لقد صنعوا الكثير منها منذ الأمس!”
“حقًا؟ أنا لم أحصل على شيء، لذا لا أعلم. ولأن الناس لا يعرفون أن هناك شوكولاتة مكدسة في منزلنا، سيظنون أن فتاة في مثل سني تتسول الحلوى. وابنة من؟ ابنة أخ الكونت نيوت.”
رفعت إلين كتفيها بلا مبالاة، بينما تجمّدت وجوه الأشرار الثلاثة.
كان الغضب يملؤهم، لكنهم لم يجدوا ما يقولونه سوى أصوات غريبة: “ياااك!”
قالت إلين بابتسامة وكأنها لا تنوي فعل شيء على طريقة إيلي:
“إذًا، سأخرج. كما قلتم، أحتاج لحلوى. شكرًا على الفكرة الجيدة!”
قد تبدو شريرة مثل إيلي، لكنها بالتأكيد أحرجتهم.
فجأة، أمسك مارتن بذراع إلين.
“هل جننتِ؟ هل تريدين تشويه سمعة عائلتي؟!”
ثم أخرج بعض الشوكولاتة من جيبه ووضعها في جيب إلين.
“خذي هذه وابتعدي عني!”
لم تكن تلك شوكولاتة متبقية، بل شوكولاتة “حقيقية”، مُحضّرة بعناية ومغلفة بإتقان.
نظرت إلين إلى جيبها باندهاش، غير مصدقة. ثم بدت علامات الزهو على وجه مارتن.
“لا تتفاجئي. نعم، اشكري هذا العظيم مارتن واحتفظي بها.”
عقدت إلين حاجبيها. كانت طريقته في الحديث تُشعرها وكأنه منحها شيئًا عظيمًا. لم يكن يجب أن تتركه يفلت بهذا.
“ما الذي تهذي به؟ هل تعتقد أنني سأرضى ببضع قطع شوكولاتة؟ إذا ذهبتُ إلى المتجر، سأملأ جيبي بالكامل!”
“ماذا، ماذا؟!”
“كم عدد هذه القطع؟ واحدة، اثنتان… أربع فقط؟ يا للسخاء!”
نظرت إليه بشفقة، واحمر وجهه كمن سينفجر.
“هذا لا يكفي ليمنعني من الخروج. لو لديك ذرة عقل، ستعلم أن جيبًا مليئًا بالحلوى أفضل من أربع قطع فقط!”
فجأة، أخرج دايمون مزيدًا من الشوكولاتة من جيبه.
“هاك! خذي هذه أيضًا!”
لكن جيب مريلة إلين لم يمتلئ بعد.
وإذا بإيلي، وهي الأصغر، تأتي بوعاء كبير.
أخذت الوعاء من على الطاولة في الصالة وقدّمته لإلين، وكان مليئًا بالحلوى.
“هذا يكفي، إلين.”
“نعم! لا تخرجي وتُحرجي العائلة!”
“قد يكون أقل قليلًا، لكنه أفضل بكثير من حلوى محلات العامة!”
كان أبناء عمومتها يقاتلون من أجل “كرامة العائلة” وكأنها مسألة حياة أو موت.
تنهدت إلين وكأنها مرغمة، وقالت بحزن مصطنع:
“همم… بما أنكم اعتنيتم بي بهذا الشكل، فلا خيار أمامي. هل أقبل؟”
ثم رفعت مريلتها كأنها حقيبة، وسكبت ما في الوعاء داخلها، وأعادت الوعاء الفارغ إلى إيلي.
“سأعتبر هذه الشوكولاتة والحلوى رمزًا لفخركم، الذي تعتبرون فيه كرامة العائلة أغلى من حياتكم.”
“بالطبع!”
“إذن، شكرًا لكم. سأستمتع بها. عيد قديس نيكولاس سعيد للجميع!”
ابتسمت إلين ببهجة، وتجاوزتهم صاعدة السلم.
نظروا لبعضهم بذهول: “هاه؟ هل…؟”
كانوا يظنون أنها تتألم داخليًا من الإحراج، لكن…
ما إن دخلت غرفتها وأغلقت الباب حتى انفجرت ضاحكة.
“آهاهاها!”
[ماذا، ماذا! هل فقدتِ صوابك أخيرًا؟]
نظر إليها رابيس باستغراب، لكن إلين لم تستطع التوقف عن الضحك. كانت تضحك من قلبها حقًا.
الترجمة: غــيـو…𖤐
التلي: https://t.me/gu_novel
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 26"