“في ذلك الوقت، وبفضل اللورد رابيس الذي أخبرني أن أستيقظ، تمكّنت من تذكّر وجه لآرش الحقيقي.”
[وجهه الحقيقي؟]
“نعم. أنا متأكدة أنّه يفعل كل هذا بدافع خفي. بالنسبة للآرش، أنا مجرّد ممتلكات ستصبح مفيدة يومًا ما.”
عند سماعه ذلك، ظلّ رابيس يتأمّل في الأمر للحظة، ثم سأل فجأة:
[هل من الممكن أنه هو من دفعك إلى كهفي؟]
“الشخص الذي رشّحني كقربان كان شخصًا آخر، لكن من الصحيح أنني أصبحت القربان لأن عمي ولآرش وافقا على ذلك.”
[هاه، حقًا… لم أعش طويلًا، لكنني رأيت من البشر أنواعًا كثيرة. سمعت في مكان ما أن بعض البشر يعاملون أطفالهم كممتلكات… لكنه ليس عمّك، وأنت لستِ ابنته، صحيح؟]
“لكنني كنت أُنسب لعائلة الكونت نيوت.”
ردّت إلين بنبرة تجمع بين السخرية والأسى، ثم سرعان ما تلبّسها الغضب.
“لماذا أُعامل كمُلك لهذه العائلة؟ لماذا يفعل هذا بي؟”
‘الواقع الذي كنت أقبله كأمر مسلّم به في حياتي السابقة، بات الآن واضحًا للغاية… ثمة شيء ما كان خاطئًا للغاية.’
سواء أكان روبين أو لآرش، لم يمكن اعتبارهما وصيّين لها. بل على العكس، كانا من أكثر من أساء لها واستغلاها.
قالت بإصرار:
“كما توقّعت، يجب أن أقطع كل صلتي بهذه العائلة.”
[كنت أظنّك حمقاء، لكن يبدو أن عقلك يعمل أخيرًا.]
“ولماذا كنتَ تظنّني حمقاء؟”
[لأنك تستمرين في اختيار الطريق الطويل بدلًا من القصير.]
“ذلك لأن الأمر مختلف عن مجرد طريق مختصر.”
[ما المختلف؟ أأقوم بأسر أحد أبناء هذه الإمبراطورية وأمنحك قوتي؟ هل تودين المراهنة على ما قد يختار؟]
لم تستطع إلين الردّ على ذلك.
كما قال رابيس، فإن معظم البشر سيسقطون بسهولة أمام إغراء التنين، وفي الواقع، لم تكن إلين مُحصّنة تمامًا من هذا الإغراء.
مرّات عديدة يوميًا كانت تراودها أفكار عن رغبتها في تدمير قصر نيوت بالكامل، وكانت تعلم أنّها بقوتها الحالية قادرة على ذلك.
لكن كلّما تزعزعت بفعل تلك الرغبة، كانت تشعر بمقاومة لا تفسير لها.
اقتناع راسخ بأنّ الانتقام من خلال القتل والدمار سيكون بلا معنى، وكأنّ صوتًا داخليًا يهمس بأنّه لا ينبغي لأحد أن يسلك هذا الطريق.
‘لا أعلم إن كان هذا بسبب حياتي الطويلة في المعبد… أم لأنني كنت جبانة فحسب.’
قالت إلين بصوت خافت:
“يا لورد رابيس… لقد قتلتَ كثيرًا من البشر، أليس كذلك؟”
[نعم.]
“وهل… هل شعرت بالرضا؟”
[لم يكن شعورًا جيدًا لقتلي البشر بحد ذاته، لكن كان شعورًا جيدًا لأنني كنتُ قادرًا على تنفيذ ما أراده مُتعاقدي.]
“هل توسّل مُتعاقدك إليك لتقتل كل هؤلاء؟”
[نعم. بل وكان يقتلهم بنفسه.]
شخصٌ تمنّى “مجزرة”… لم تستطع إلين حتى تخيّل ذلك.
تخيّلت إلين ذلك الشخص وقالت بجزم:
“لابد أن هذا الشخص كان مكسورًا من الداخل.”
حينها، نظر إليها رابيس بعينين تلمعان بشكل غريب، وسأل:
[أتظنين ذلك؟]
“نعم. أنا متأكدة.”
[حقًا؟ إذن… أخبريني، أين كان كسره؟]
رفعت إلين يدها بهدوء، وأشارت بإصبعها إلى منتصف صدرها.
“هنا. ربما كان الكسر هنا.”
نظر رابيس إلى إلين بصمت.
إلين، ولانسر — الوحيدة التي تعاقد معها طوال حياته…
‘كما أكّدت إلين بنفسها، هل كانت لانسر حقًا إنسانة ذات قلبٍ مكسور؟’
‘لانسر كانت أحيانًا تُظهر وجهًا بلا تعابير، أو تنظر إلى مكان ما بعينين خاويتين… لكنها، عندما تنظر إليّ، كانت دومًا أطيب وأجمل إنسانة على وجه الأرض.’
‘هل يمكن أن تكون لانسر لم تؤمن بي وخانتني لأن قلبها كان مكسورًا؟’
‘لكنني منحتها أعزّ ما أملك… ومع ذلك لم تثق بي؟ لماذا؟ لم تكن هناك لحظة واحدة لم أثق بها!’
السؤال الذي ظلّ يؤرّقه طيلة خمسمائة عام، ذلك الجرح العالق، عاود الألم مجددًا.
“رابيس؟ هل أنت بخير؟”
ربما كانت قد حدّقت به طويلًا، إذ أمالت إلين رأسها ولمسته بيدها.
لم يكونا قد تلامسا بهذا الشكل كثيرًا، إذ كانت لانسر تميل إلى الاحترام والخوف من رابيس أكثر من القرب والحنان.
‘لانسر لم تكن تلمسني هكذا… لم أستطع أبدًا أن أتخيّل عناقًا منها أو قبلة.’
ولهذا، لم يدرك حتى التقى بإلين أن هذا النوع من التلامس… ممتع للغاية.
‘هل لأنني لم أكن مقرّبًا من لانسر فلم تفعل هذا؟’
مجرد التفكير في ذلك جعله يشعر بالحزن.
‘هذا يعني أنّ أول إنسانة رأيتها بعد خروجي من البيضة، والوحيدة التي أحببتها… لم تقبلني يومًا…’
قالت إلين:
“يا لورد رابيس،… يبدو أنّك لستَ في مزاج جيد لسببٍ ما.”
[عانقيني…]
فوجئت إلين قليلًا بطلب رابيس المفاجئ، لكنها لم ترفضه، وضمّته بلطف.
[دلّلي رأسي وظهري.]
استجابت إلين بلُطف، فمرّرت أصابعها عبر شعره، ثم مسحت بلينٍ فوق عموده الفقري المكسو بالحراشف.
استكانت حراشفه القاسية تحت لمستها، كأنها ترحّب بها.
لم تعرف لماذا أصبح رابيس هكذا فجأة، لكنها أحسّت بالحزن الكامن في أعماقه.
[هممم… هل يمكنك تقبيلي؟]
ابتسمت إلين قليلًا لرابيس، الذي بدا مترددًا هذه المرة، وقبّلته على جبينه وخده.
ارتعش جسد رابيس قليلًا، فضمّته إلين بقوة أكبر.
[أ… أترين أننا مقرّبان؟]
“بالطبع.”
[هل تفعلين هذا مع الآخرين؟ حتى وإن لم يكونوا بشرًا؟ أعني… البشر يفعلون هذا مع الكلاب والقطط.]
“للأسف، لم يُسمح لي حتى بتربية كلب أو قطة.”
[إذًا… أأنا الأول؟]
“حسنًا… هذه أول مرة منذ والدتي.”
رفع رابيس رأسه عن عنق إلين، فالتقت عيناه بعينيها، وكان فيهما بريق من الرجاء واليأس.
[بما أن والدتك قد توفيت، إذًا… أنا الشخص الوحيد الذي تملكينه الآن، أليس كذلك؟]
“نعم. يا لورد رابيس، أنت أغلى كائن لديّ في هذا العالم.”
[حقًا؟]
“نعم! حقًا. أنت تعرف كيف عشت، والآن فهمت ذلك تقريبًا. هل هناك أحد حولي أحبّه أكثر منك؟”
تراخت تعابير رابيس القلقة تدريجيًا.
‘هذه الفتاة تختلف عن لانسر… ربما لأنها غبيّة بعض الشيء.’
‘إن كان هذا هو السبب، فالأفضل لها أن تظلّ غبيّة.’ هكذا فكّر رابيس.
لكن في الوقت ذاته، كان تغيّر سلوك لآرش تجاه إلين يُقلقه.
إلين في حياتها السابقة كانت الوحيدة التي أولى لها مشاعر اهتمام.
‘لن أسمح لأي بشري أن يطمع بما هو لي، وهذه المرة، سأحرص على ذلك!’
تألّقت عينا رابيس ببريق بارد.
الترجمة: غــيـو…𖤐
التلي : https://t.me/gu_novel
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 24"