[همم. لا زلت أفتقر إلى دراسة التزاوج البشري. ربما أنتِ محقة.]
“لا، لا. ما قاله رابِس صحيح. أنا أحببته بمحض إرادتي، وتمنيت شيئًا في المقابل، وانتهى بي الأمر خائبة الأمل وحدي. وكنتُ جاهلة ومغرورة.”
[انتظري! أنا لم أقل ذلك…]
“أنا سعيدة لأنني أدركت ذلك الآن. لأنني في هذه الحياة، لا أريد أن أعيش شاعرةً بالبؤس.”
تحولت المياه التي كانت تغمر عيني إلين فجأة إلى قطرات انحدرت على وجنتيها.
تجمد رابِس بمظهرٍ متجهم وحائر.
كانت هي تجسيد لانسيرز، الساعي للانتقام، لكنه جعل المتعاقدة تبكي. لقد كانت بداية هذه العلاقة مضطربة للغاية.
[هيه، هيه. إذًا… هل ينبغي لي أن أجعله يحبك؟]
قهقهت إلين بصوتٍ عالٍ عند سماع اقتراح رابِس القلق المظهر.
“هل يمكنك التحكُّم بعقول البشر وأفكارهم؟”
[لا أفعل ذلك، لكن بإمكاني مساعدتك على صقل مهارات الإغواء باستخدام قواي السحرية.]
“أترغب إذًا أن أُغوي لآرش بتلك المهارات؟”
[نعم. لأن مهارات الإغواء تُستخدم لأجل هذه الأمور.]
على الرغم من أن رابِس يستطيع التحدث بلغة البشر واتخاذ هيئة بشرية، أدركت إلين مجددًا بوضوح أنه ليس بشريًا.
إن حصلت على الحب بالسحر، فستعاني طوال حياتها من فكرة أن الشخص لا يحبها بحق.
وهذا التنين لم يفهم ذلك على الإطلاق.
“لا. لا بأس. لأن مشاعري تجاهه قد انتهت بالفعل.”
نظر رابِس إلى إلين التي كانت تشهق وتمسح دموعها بكمها، ثم تجهم وجهه فجأة وسأل بصوتٍ جاد:
[بالمناسبة، من هو لآرش؟]
إلين، التي تلفظت باسم لآرش دون قصد، غيّرت الموضوع بنبرة مبهجة وقد شعرت بالإحراج من إفشاء علاقتها به.
“حسنًا، لا يهم حقًا. بالمناسبة، لماذا يكره اللورد رابِس البشر كثيرًا؟ هل بسبب الساحر الذي قام بختمه؟”
[أه؟ إنه وغد، لكن لم يكن هناك بشر جيدون ممن التقيتُ بهم.]
“حتى أنا…؟”
عندما سألت إلين بخجل، حدق رابِس في عينيها مباشرة. تذكر اليوم الذي قابل فيه لانسيرز في حياتها السابقة.
حتى آنذاك، كانت فتاة في مثل هذا العمر تقريبًا، ولكن في وضع أكثر بؤسًا. فتاة ذات عينين حزينتين وجميلتين، تبكي وتتوسل أن تُنقذ وأن يُقتل جميع أهل القرية.
رابِس، الذي غرق في ذكرياته، حرّك ذيله أمام إلين التي كانت تنتظر إجابة.
[الصغار بخير. لكن البشر يميلون لأن يصبحوا لئيمين حين يكبرون.]
“في الواقع، بعضهم لئيم منذ الصغر.”
«وهم كثيرون.»
لم يكن فقط أبناء عمها الذين تنمروا عليها طوال حياتها في هذا القصر، بل أيضًا أولئك الذين أذاقوها الأمرّين في المعبد، كانوا جميعًا من الصغار.
لكن هذا لا يعني أنها أرادت قتلهم جميعًا.
«لا بد أن لورينا كانت تكرهني لدرجة أرادت بها قتلي.»
أثار التفكير في لورينا بعض الغضب داخلها، لكنها كبحت مشاعرها مفكرة أن هذا ليس الوقت المناسب.
فلديها مهمة مهمة تتمثل في تربية رابِس ليكون تنينًا صالحًا ومنع سقوط الإمبراطورية، وإن غضبت على كل ما حدث، فلن تدري ما قد يفعله هذا التنين.
“سأبذل قصارى جهدي من أجل اللورد رابِس. ولهذا سأساعدك في التغلب على كراهيتك للبشر.”
[حسنًا، ابذلي جهدك.]
كان يتحدث وكأن الأمر لا يخصه.
نهضت إلين من السرير واقتربت من رابِس بهدوء.
تردد رابِس قليلاً، متسائلًا عما كانت تنوي فعله، لكنها لم تكن متأكدة بدورها إن كان ما تفعله صحيحًا.
«الأطفال يحبون أن يُربّت على رؤوسهم…»
جميع أطفال العامة الذين كانوا يأتون للدراسة في المعبد كانوا كذلك. حتى إن ربّتت على رؤوسهم المستديرة بضع مرات، كانوا يبتسمون بسعادة وكأنهم امتلكوا الدنيا.
ورابِس كان مثلهم تمامًا.
ترددت إلين، ثم مدت يدها برفق وربّتت على رأسه.
تجمد جسد رابِس كله فجأة عند هذا اللمس المفاجئ.
[ماذا تفعلين الآن؟]
“آه… آسفة إن كان ذلك أزعجك…”
[لا، لا. تابعي.]
كانت إلين على وشك سحب يدها، لكنها عادت وربّتت عليه بلطف مجددًا.
وكلما مررت يدها على رأسه، أغلق رابِس عينيه ودفع برأسه أكثر نحوها، ضاغطًا قشوره على جسدها.
استجمعت إلين شجاعتها أكثر ومررت يدها برقة من ظهره إلى ذيله. تلك القشور التي كانت تبدو حادة ومخيفة حين يكون في هيئته الكبيرة، كانت ناعمة الآن.
[هممم… لِمَ يبدو هذا لطيفًا؟]
ابتسمت إلين لا إراديًا من مظهر رابِس الطفولي. فمنذ وفاة والدتها، مارييل، لم تشعر إلين بهذا القرب من أحد. وكان هذا القدر من الحميمية كافيًا ليجعلها تبتسم. مدت يدها وسحبت رابِس نحو حضنها.
كان دافئًا مثل تنين ينفث النيران، وهو ما كان مثاليًا في عليةٍ يتسلل فيها برد الشتاء حتى إلى الأنف.
[أشعر… بشيء غريب.]
“من النوع السيء؟”
[لا أظن ذلك. همف…]
فرك رابِس رأسه الصغير على كتفها وهزّ ذيله بلطف. بدا ذلك لطيفًا للغاية لدرجة أن إلين قبّلته بخفة على وجنته.
[ما هذا!]
فزع رابِس.
“أه… هذا… الأصدقاء المقربون أحيانًا يُقبّلون بعضهم على الخد أو الجبهة.”
[إذًا… هل أنا وأنتِ مقربان؟]
“أرغب في أن نكون كذلك.”
[همم…]
نظر رابِس إلى إلين وأمال رأسه ثم أومأ برأسه.
[حسنًا، بما أنكِ متعاقدتي… فلا أظن أن هناك من هو أقرب إليّ منك.]
وكأنما كان يقنع نفسه بذلك، لكن إلين أومأت بحماس.
[إذن قبّليني مرة أخرى واحتضنيني، وواصلي مداعبة ظهري.]
ابتسمت إلين وهي تنظر إلى رابِس الذي أصدر الأوامر وكأن له كامل الحق في ذلك.
كان من المرهق قليلًا العودة إلى عمر السادسة عشرة، لكنها شعرت أن باستطاعتها مواجهة الأمر طالما أن رابِس معها.
* * *
«إلين لم تأتِ.»
لآرش، الذي عانى من الأرق، بدأ يفكر بذلك بمجرد بزوغ الفجر.
كان متأكدًا أن إلين ستزوره بطرقات خفيفة كما اعتادت، لكنها لم تأتِ في النهاية.
لقد أزعجته زياراتها لدرجة أنه فكر في قفل الباب، لكن أي صوت خافت كان يجعله يلتفت نحو الباب، فيشتت انتباهه.
«هل كل شيء بخير فعلًا؟»
كان يظن أن التنمر الذي تعرضت له كان شديدًا، خصوصًا مع قيام إخوته برميها بالحجارة، لكن بما أن إلين لم تأتِ، فيبدو أن مارتن لم يتصرف بقسوة مفرطة.
«حسنًا، ربما هذا أمر جيد.»
كان رأس لآرش ثقيلًا بسبب قلة النوم، لكنه استيقظ في الوقت المعتاد وبدأ يومه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 10"