7
الفصل السابع: لنعد غرباء الآن
كانت ليلة يخيِّم عليها الغيم الكثيف ، وكأن المطر على وشك أن ينهمر في أي لحظة ..
«صاحب السمو ، أنا أكره الرعد والبرق».
قالت الطفلة الصغيرة ذات الشعر الأبيض المضفور إلى جانبَي رأسها ..
ألقى إيريك نظرة على الشريط الصغير المعلَّق بزيّ النوم الخاص بإليشا قبل أن يفتح فمه ببطء ..
«…… وما علاقة هذا بقدومكِ المفاجئ إلى غرفتي؟»
«الجو غائم».
«سوف تمطر قريبًا».
قالت إليشا بثقة وهي تقترب منه بخطوات ثابتة ، فأسرع إيريك برفع لحافه حتى صدره واتسعت عيناه ..
«من سمح لكِ بالمجيء إلى هنا!»
«جلالته».
«أبي خرج في حملة الآن!»
«لقد استأذنت منه قبل أن يرحل».
قالت بخفة وهي لا تتوقف عن السير ، ممسكة بوسادة أحضرتها معها ..
غرق إيريك في ارتباك شديد ..
فهو لا يحبها ، وهي أيضًا لا تحبه ، ومع ذلك…
«أنا لم أسمح……»
«سأتناول كل الجزر غدًا».
«…… اجلسي بسرعة إذن».
عندما أفكر بالأمر… أنتِ أفضل من الجزر ..
هكذا حسم إيريك أمره وأفسح لها مكانًا عند حافة السرير ، جلست إليشا بجانبه وكأنها توقعت ذلك مسبقًا ..
حلَّت أصوات الحشرات الليلية القادمة من الحديقة مكان السكون داخل الغرفة ، ويبدو أن توقعها بقدوم المطر لم يكن خطأ
«إنها المرة الأولى التي نجلس فيها معًا في الليل».
«الأجواء مختلفة عن النهار… إنه شعور غريب».
حرّك إيريك عينيه نحوها ، شعرها المضفور بإحكام ، والشريط الأحمر في أطرافه ، وزي النوم المزخرف بالكرانيش والذي لم يكن ليليق بها… ولكنه بدا مناسبًا بشكل غريب ..
كانت ساكنة تمامًا كأنها دمية .
«أنتِ».
لم يستطع كبح نفسه فألقى بالكلمة ..
«ألستِ تكرهين الجلوس معي؟»
فهي دائمًا ما كانت تعبس قائلة: «لماذا تتبعني؟» عندما يقترب منها ، من الواضح أنها لا ترحب به .
لكنها الآن جاءت إليه بنفسها ، وهذا لم يحدث من قبل .
«ذلك لأن……».
أخيرًا فتحت إليشا فمها ببطء ، ابتلع إيريك ريقه دون وعي ، متوترًا ..
«لقد قلتُ لك… أنا أكره الرعد والبرق».
«……»
«إنه تمامًا مثلما فضّلتَ أن تجلس معي بدلًا من أكل الجزر».
ارتدّ صوتها الرتيب والواضح في أرجاء الغرفة.
حدّق بها إيريك للحظة ، ثم تنهد طويلًا كما لو كان يعرف النتيجة مسبقًا .
طبعًا… ماذا كنتُ أتوقع منها؟
انتظر لحظة… ماذا كنت أتوقع أصلًا؟
«لا!»
صرخ فجأة ، مما جعل إليشا تسد أذنيها بوجه متجهم ،
«ما بك تصرخ هكذا فجأة يا صاحب السمو؟ إننا في الليل».
«أنا… أنا…»
«……؟»
«أنا لا أحبك…»
خفض رأسه وتمتم بضعف ، بخلاف صوته العالي قبل قليل ..
هذا ليس ما كنت أريد قوله… الحمد لله أن القمر مغطى بالغيوم، وإلا لرأت احمراري ..
لكن لماذا لم تردّ بعد؟
«إليشا؟»
رفع رأسه بخفة، لكن يدها أسرعت لتكمم فمه.
«اصمت».
—
في الصباح التالي…
قال جوناثان معتذرًا وهو يبتسم بخجل ، بعدما هبطت إليشا الدرج:
“يبدو أنكِ لم تنامي جيدًا… هل كان ضجيج الأمس مزعجًا؟ لقد داهمتنا فرقة من المرتزقة فجأة.”
ثم أضاف وهو يعبث بلحيته:
“يحدث هذا دائمًا في مثل هذا الوقت من العام… هل الحساء مناسب لكِ؟ لم أتمكن من تحضيره جيدًا بسبب الفوضى.”
«جوناثان».
“أوه، أنتِ تعرفين اسمي……”
لكن ابتسامته سرعان ما تجمد ..
فالمرأة التي لم تُظهر أي تعبير من قبل ، كانت تكشّر بغضب شديد .
“هل أطردهم جميعًا إذن؟”
سارع جوناثان بسحب الكرسي لها وهو يطرح السؤال بقلق
«لا».
أجابت بهدوء وجلست على الطاولة ..
«الأمر لا يتعلق بهم… إنها السماء».
تمتمت وهي تسند رأسها بين ذراعيها:
«الغيوم تتكاثف».
لقد بدأت الغيوم منذ مساء الأمس ، وهذا ما أزعجها بالفعل ..
فلم يعد هناك من يبقى بجوارها… لم يعد هناك إيريك
“لا تقلقي ، السقف قوي ، حتى لو أمطرت فلن يتسرب شيء.”
«وإذا ضرب البرق؟»
“ما لم يضربنا مباشرة…”
نظرت إليه طويلاً بعيون خاوية قبل أن تطرف ببطء ،
على الأقل ، هناك وجه مألوف لا يشكل خطرًا عليها ..
“هل تكرهين المطر إذن؟”
هزت رأسها نفيًا.
«المطر وحده لا بأس به… لكن البرق والرعد…»
طأطأت رأسها في ذراعيها
لأول مرة رآها جوناثان بهذا الضعف.
“أيمكن أن تكوني خائفة من الرعد؟”
«……»
“ظننتكِ بلا مشاعر كالدمية ، لكن يبدو أن فيكِ شيئًا من الطفولة.”
«ليست طفولة… لم أعرفها أصلًا».
همست بزفرة طويلة
«فقط… منذ زمن صرت أرتجف من هذا الطقس».
لم تتذكر السبب بوضوح ، مثلما لم تتذكر يوم أن وجدها بيرنهارت .
لكنها تعلم أن الكراهية تكفي وحدها ..
«في مثل هذه الأيام، دائمًا ما يحدث شيء سيئ».
“مستحيل… كلام فارغ.”
«بل حقيقي».
وفي اللحظة التي كان جوناثان على وشك الرد…
دوّى انفجار ضخم ، واندفعت مجموعة مسلحة تطوّق المكان ..
“سمعنا أنكم بعتم أداة مخصّصة للسيد! أخرجوا كل ما تبقى عندكم!”
تنهدت إليشا وهي تنهض ببطء ..
«أرأيت؟ كنت على حق».
رفع جوناثان حاجبيه فزعًا:
“انتظري… الأداة التي أعطيتِني إياها، لا يمكن أن تكون…”
«بالطبع هي للسيد ..>>
فهي كبيرة سحرة القصر ، أليس كذلك؟
خطت أمامه بخفة ، وعيناها تلمعان ببريق وحشي ..
«اليوم… لا مزاج لي للرحمة».
كانت نظرة مفترس ، لا تعرف شفقة ..
—
في غرفة إيريك…
«اصمت».
تساقط شعرها الفضي المنفلت حولهما ..
أدرك إيريك فجأة الخنجر المغروز في وسادته ، وأنه كان الهدف ..
والأعين الزرقاء الحادة التي تحدق بالظلام ، لم تكن إلا عينيها ..
«تماسك يا صاحب السمو».
قالت وهي تبعد يدها عن فمه ..
لكن الصدمة شلّت تفكيره ..
لماذا يحدث هذا الآن؟! لم يحدث شيء كهذا من قبل… وحتى الحارس قُتل… إذن نحن…
«قلت إنك تكرهني».
استدار نحوها مذهولًا، فرأى ابتسامتها الخفيفة ..
الظلام لم يستطع حجب بالفصل السابع: لنعد غرباء الآن
كانت ليلة يخيِّم عليها الغيم الكثيف ، وكأن المطر على وشك أن ينهمر في أي لحظة ..
«صاحب السمو ، أنا أكره الرعد والبرق».
قالت الطفلة الصغيرة ذات الشعر الأبيض المضفور إلى جانبَي رأسها ..
ألقى إيريك نظرة على الشريط الصغير المعلَّق بزيّ النوم الخاص بإليشا قبل أن يفتح فمه ببطء ..
«…… وما علاقة هذا بقدومكِ المفاجئ إلى غرفتي؟»
«الجو غائم».
«سوف تمطر قريبًا».
قالت إليشا بثقة وهي تقترب منه بخطوات ثابتة ، فأسرع إيريك برفع لحافه حتى صدره واتسعت عيناه ..
«من سمح لكِ بالمجيء إلى هنا!»
«جلالته».
«أبي خرج في حملة الآن!»
«لقد استأذنت منه قبل أن يرحل».
قالت بخفة وهي لا تتوقف عن السير ، ممسكة بوسادة أحضرتها معها ..
غرق إيريك في ارتباك شديد ..
فهو لا يحبها ، وهي أيضًا لا تحبه ، ومع ذلك…
«أنا لم أسمح……»
«سأتناول كل الجزر غدًا».
«…… اجلسي بسرعة إذن».
عندما أفكر بالأمر… أنتِ أفضل من الجزر ..
هكذا حسم إيريك أمره وأفسح لها مكانًا عند حافة السرير ، جلست إليشا بجانبه وكأنها توقعت ذلك مسبقًا ..
حلَّت أصوات الحشرات الليلية القادمة من الحديقة مكان السكون داخل الغرفة ، ويبدو أن توقعها بقدوم المطر لم يكن خطأ
«إنها المرة الأولى التي نجلس فيها معًا في الليل».
«الأجواء مختلفة عن النهار… إنه شعور غريب».
حرّك إيريك عينيه نحوها ، شعرها المضفور بإحكام ، والشريط الأحمر في أطرافه ، وزي النوم المزخرف بالكرانيش والذي لم يكن ليليق بها… ولكنه بدا مناسبًا بشكل غريب ..
كانت ساكنة تمامًا كأنها دمية .
«أنتِ».
لم يستطع كبح نفسه فألقى بالكلمة ..
«ألستِ تكرهين الجلوس معي؟»
فهي دائمًا ما كانت تعبس قائلة: «لماذا تتبعني؟» عندما يقترب منها ، من الواضح أنها لا ترحب به .
لكنها الآن جاءت إليه بنفسها ، وهذا لم يحدث من قبل .
«ذلك لأن……».
أخيرًا فتحت إليشا فمها ببطء ، ابتلع إيريك ريقه دون وعي ، متوترًا ..
«لقد قلتُ لك… أنا أكره الرعد والبرق».
«……»
«إنه تمامًا مثلما فضّلتَ أن تجلس معي بدلًا من أكل الجزر».
ارتدّ صوتها الرتيب والواضح في أرجاء الغرفة.
حدّق بها إيريك للحظة ، ثم تنهد طويلًا كما لو كان يعرف النتيجة مسبقًا .
طبعًا… ماذا كنتُ أتوقع منها؟
انتظر لحظة… ماذا كنت أتوقع أصلًا؟
«لا!»
صرخ فجأة ، مما جعل إليشا تسد أذنيها بوجه متجهم ،
«ما بك تصرخ هكذا فجأة يا صاحب السمو؟ إننا في الليل».
«أنا… أنا…»
«……؟»
«أنا لا أحبك…»
خفض رأسه وتمتم بضعف ، بخلاف صوته العالي قبل قليل ..
هذا ليس ما كنت أريد قوله… الحمد لله أن القمر مغطى بالغيوم، وإلا لرأت احمراري ..
لكن لماذا لم تردّ بعد؟
«إليشا؟»
رفع رأسه بخفة، لكن يدها أسرعت لتكمم فمه.
«اصمت».
—
في الصباح التالي…
قال جوناثان معتذرًا وهو يبتسم بخجل ، بعدما هبطت إليشا الدرج:
“يبدو أنكِ لم تنامي جيدًا… هل كان ضجيج الأمس مزعجًا؟ لقد داهمتنا فرقة من المرتزقة فجأة.”
ثم أضاف وهو يعبث بلحيته:
“يحدث هذا دائمًا في مثل هذا الوقت من العام… هل الحساء مناسب لكِ؟ لم أتمكن من تحضيره جيدًا بسبب الفوضى.”
«جوناثان».
“أوه، أنتِ تعرفين اسمي……”
لكن ابتسامته سرعان ما تجمد ..
فالمرأة التي لم تُظهر أي تعبير من قبل ، كانت تكشّر بغضب شديد .
“هل أطردهم جميعًا إذن؟”
سارع جوناثان بسحب الكرسي لها وهو يطرح السؤال بقلق
«لا».
أجابت بهدوء وجلست على الطاولة ..
«الأمر لا يتعلق بهم… إنها السماء».
تمتمت وهي تسند رأسها بين ذراعيها:
«الغيوم تتكاثف».
لقد بدأت الغيوم منذ مساء الأمس ، وهذا ما أزعجها بالفعل ..
فلم يعد هناك من يبقى بجوارها… لم يعد هناك إيريك
“لا تقلقي ، السقف قوي ، حتى لو أمطرت فلن يتسرب شيء.”
«وإذا ضرب البرق؟»
“ما لم يضربنا مباشرة…”
نظرت إليه طويلاً بعيون خاوية قبل أن تطرف ببطء ،
على الأقل ، هناك وجه مألوف لا يشكل خطرًا عليها ..
“هل تكرهين المطر إذن؟”
هزت رأسها نفيًا.
«المطر وحده لا بأس به… لكن البرق والرعد…»
طأطأت رأسها في ذراعيها
لأول مرة رآها جوناثان بهذا الضعف.
“أيمكن أن تكوني خائفة من الرعد؟”
«……»
“ظننتكِ بلا مشاعر كالدمية ، لكن يبدو أن فيكِ شيئًا من الطفولة.”
«ليست طفولة… لم أعرفها أصلًا».
همست بزفرة طويلة
«فقط… منذ زمن صرت أرتجف من هذا الطقس».
لم تتذكر السبب بوضوح ، مثلما لم تتذكر يوم أن وجدها بيرنهارت .
لكنها تعلم أن الكراهية تكفي وحدها ..
«في مثل هذه الأيام، دائمًا ما يحدث شيء سيئ».
“مستحيل… كلام فارغ.”
«بل حقيقي».
وفي اللحظة التي كان جوناثان على وشك الرد…
دوّى انفجار ضخم ، واندفعت مجموعة مسلحة تطوّق المكان ..
“سمعنا أنكم بعتم أداة مخصّصة للسيد! أخرجوا كل ما تبقى عندكم!”
تنهدت إليشا وهي تنهض ببطء ..
«أرأيت؟ كنت على حق».
رفع جوناثان حاجبيه فزعًا:
“انتظري… الأداة التي أعطيتِني إياها، لا يمكن أن تكون…”
«بالطبع هي للسيد ..>>
فهي كبيرة سحرة القصر ، أليس كذلك؟
خطت أمامه بخفة ، وعيناها تلمعان ببريق وحشي ..
«اليوم… لا مزاج لي للرحمة».
كانت نظرة مفترس ، لا تعرف شفقة ..
—
في غرفة إيريك…
«اصمت».
تساقط شعرها الفضي المنفلت حولهما ..
أدرك إيريك فجأة الخنجر المغروز في وسادته ، وأنه كان الهدف ..
والأعين الزرقاء الحادة التي تحدق بالظلام ، لم تكن إلا عينيها ..
«تماسك يا صاحب السمو».
قالت وهي تبعد يدها عن فمه ..
لكن الصدمة شلّت تفكيره ..
لماذا يحدث هذا الآن؟! لم يحدث شيء كهذا من قبل… وحتى الحارس قُتل… إذن نحن…
«قلت إنك تكرهني».
استدار نحوها مذهولًا، فرأى ابتسامتها الخفيفة ..
الظلام لم يستطع حجب بريق عينيها الزرقاوين ، ولا الأختام السحرية التي اشتعلت حولها ..
«كما قلت من قبل… أنا لا أكرهك».
وبين هجمات الأعداء التي انهمرت عليهم بلا توقف ، تابعت بصوت هادئ:
«لذلك… لا أريدك أن تموت».
ابتسمت الدمية التي لم تعرف الابتسام ..
«هذا… فقط لأجل ذلك».
ترجمة ، فتافيت ..
ريق عينيها الزرقاوين ، ولا الأختام السحرية التي اشتعلت حولها ..
«كما قلت من قبل… أنا لا أكرهك».
وبين هجمات الأعداء التي انهمرت عليهم بلا توقف ، تابعت بصوت هادئ:
«لذلك… لا أريدك أن تموت».
ابتسمت الدمية التي لم تعرف الابتسام ..
«هذا… فقط لأجل ذلك».
ترجمة ، فتافيت ..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 7"