‘لقد رأيتُ هذا من قبل.’
أشياء يُطلق عليها اسم ‘الزومبي’، والتي صادفتُها في الكتب والمقاطع المصورة.
حيواناتٌ مفترسةٌ تطارد دماء ولحوم غير المصابين.
في الحقيقة، هم مجرّد أشخاصٍ تعرّضوا للتآكل بواسطة السحر الأسود، لكن رؤيتهم في الأماكن المظلمة جعلتهم أكثر رعبًا.
وبذكر الرائحة الكريهة للسحر الأسود التي تفوح منهم.
بالإضافة إلى الأنين المكبوت بالألم، ساهم كلّ هذا في خلق جوٍّ كئيب.
حسنًا، بالطبع كان هذا المشهد متوقّعًا.
لقد كانوا مجموعةً تعبد الشيطان، ولا يمكنهم الهروب من قوّة السحر الأسود.
“أيّتها الرئيسة! يجب أن نخرج من هنا الآن!”
أمسك بي الساحر الذي أصابه الذعر بسرعة.
“اتركني. لا مفر من هذا الآن.”
“ماذا؟”
هززتُ يد الساحر الحائر الذي لم يفهم ما أعنيه، ثم انتزعتُ الحقيبة من الفارس مرّةً أخرى وأخرجتُ ما بداخلها.
ما يسمى ‘قنبلة النوم’.
كان المسحوق الذي سلّمتُه للساحر مسحوق نومٍ اشتريتُه من تاجر.
لقد استخدمتُ ما تبقى منه لصنع هذه القنابل.
“لا تخبريني أنكِ تريدين …”
“ما دمتَ قد صنعتَها، فلا بد من استخدامها.”
لقد صنعتُ هذا بسبب كلمات أنيلا التي خطرت لي فجأة.
«هل تعلمين هذا، سيدة شاتريان؟ لأن السحر الأسود يتلاعب بعقل الإنسان، إذا فقد الشخص وعيه تمامًا، فلن يتمكّن السحر من السيطرة عليه.»
«تمامًا؟»
«نعم، تمامًا.»
هناك العديد من الطرق لفقدان الوعي، لكن كلام أنيلا بدا وكأنه يشير إلى الموت.
في ذلك الوقت، فكّرت بأن قديستنا قاسيةٌ حقًا، ومرّرتُ الأمر ببساطة.
إذا فقد الشخص وعيه تمامًا، فلن يتمّ التحكّم به.
عندما فكّرتُ في الأمر، أدركتُ أنني رأيتُ هذا من قبل.
فقدان ميش للوعي، ثم تحوّله المفاجئ عندما استعاد وعيه.
لطرد الأفكار المشوشة التي بدأت تتسلّل إلى ذهني، أخرجتُ المزيد من القنابل من الحقيبة.
“أيّها الفارس، وزّع هذه على الفرسان الآخرين.”
“ما هذا بالضبط؟”
“قنابل نوم.”
“ماذا؟ قنابل؟”
“إنها ليست خطيرة، بضربةٍ واحدةٍ من هذه، يمكننا جعل الأشخاص المصابين بالسحر ينامون.”
“تنويمهم…؟”
“نعم. بهذه الطريقة، سنتمكّن من تهدئة هذه الفوضى، أليس كذلك؟”
“حسنًا.”
أسرع الفارس الذي حمل مجموعةً من القنابل بالتحرّك.
“احمل هذه أيضًا، أيّخا الساحر. علينا أن نرميها ثم نهرب.”
في الساحة، اختلط الفرسان مع الأشخاص المتآكلين بالسحر الأسود، ولم نتمكّن من إخراج جميع الفرسان.
للأسف، أولئك الذين لم يتمكّنوا من الخروج سيضطرّون إلى النوم مع البقية.
في خضم الفوضى، عاد الفارس الذي قام بتوزيع القنابل.
“عند إعطاء الإشارة، سنقوم برميها جميعًا ثم ننسحب.”
“جيد.”
اكتملت جميع الاستعدادات.
تقدّمنا نحو الحافة لتسهيل الهرب، متجنّبين القتالات الجارية.
وأخيرًا …
“أيّها الساحر!”
“نعم!”
كان الساحر فقط هو مَن يستطيع إعطاء إشارةٍ جماعيةٍ من هنا.
انطلق شعاعٌ من الضوء في سماء الليل المظلمة.
في نفس اللحظة، ألقينا قنابل النوم وهربنا بسرعة.
عندما سقطت القنابل على الأرض، انفتحت أغطيتها.
ثم تفعّلت تعويذة الرياح بداخلها، مما أدّى إلى تطاير مسحوق النوم.
سقط الأشخاص الذين استنشقوا المسحوق واحدًا تلو الآخر.
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى سقط الجميع في الساحة، وهدأت الفوضى.
“ما هذا …!”
صرخ الزعيم الغاضب وهو يصرّ على أسنانه.
سقط جميع أتباع الزعيم. كانت هذه فرصةً ذهبيةً للقبض عليه.
كان أورغون أوّل مَن اندفع، مصمّمًا على القبض على جميع سحرة السحر الأسود.
تبع الفرسان ولي العهد.
بدا أن الزعيم لم يعد لديه أيّ قوّة مقاومة، فتم القبض عليه بسهولة.
ابتهج الفرسان. لقد انتهى كلّ شيءٍ حقًا.
مع ذلك، لم أتوقّع أن يتمّ حلّ الأمر بهذه السهولة.
صفعتُ كتف الساحر الذي تعب في صنع قنابل النوم.
“أحسنت. أنتَ بارعٌ حقًا.”
وعدتُ بأن أوصي بهذا الساحر بشكلٍ خاصٍّ لسيد البرج السحري.
لن أنسى جهوده الكبيرة في حلّ الأزمة.
على أيّ حال، كان المهم الآن هو مغادرة المكان قبل أن يراني إيشيد أو أورغون…
“شاتيريان؟”
“ماذا؟ تيري؟”
قبل أن أتمكّن من التحرّك خطوةً واحدة، تم اكتشافي.
التقيتُ بزوجين من العيون تحدّقان بي.
“ما الذي تفعلينه هنا؟”
تفاديتُ نظرة أورغون المتّهمة.
“كنتُ أمرّ من هنا فحسب!”
ضحكتُ بصوتٍ عالٍ وببراءة.
بالطبع، لم يبدُ أنه يصدّقني.
تجمّدت تعابير وجه إيشيد واقترب مني بسرعة، ثم بدأ يتفحّص جسدي.
“إذا كنتَ ستنظر إليّ هكذا، فسأشعر بالحرج …”
“كذبتكِ غير مقنعة.”
نظرتُ إلى أورغون الذي اعترض وقاطعني.
“هذه المرّة أشعر بالظلم حقًا. كنتُ أنوي العودة إلى قصر الدوق فور انتهاء العمل.”
رويتُ ما حدث في القصر الإمبراطوري بعد مغادرة فرقة الفرسان.
القنبلة التي عُثر عليها في القصر الفرعي، قنابل النوم التي صنعناها منها، وتتبّع الطاقة السحرية، وما إلى ذلك.
“آه!”
تذكّرتُ فجأةً مكان وجود منفّذ هجوم القنبلة، فأخرجتُ جهاز تتبّع الطاقة السحرية الذي كنتُ أحتفظ به.
أصبحت النقطة الحمراء، التي كانت منحرفةً للأسفل، الآن في منتصف شاشة التتبّع.
“يجب أن نمسك بمنفّذ هجوم القنابل!”
بدلاً من الاستماع إلى المزيد من التوبيخ، دفعتُ الجهاز إلى أورغون وقلتُ له أن يمسك بالمجرم.
أصدر أورغون أوامره للفرسان الذين كانوا ينهون الفوضى في الساحة، مع تعبيرٍ غامضٍ على وجهه.
لقد كانت نهايةً مثالية.
* * *
كان المكان الذي عاش فيه غايد، زعيم الطائفة الشيطانية، قريةً دافئةً حيث كان القرويون يتشاركون روابط قوية، رغم أنها لم تكن غنية.
كان غايد يعيش على الزراعة، وكان راضيًا عن حياته رغم أنه لم يجنِ ثروةً كبيرة.
لكن حدث شيءٌ زعزع إيمانه.
انتشر وباءٌ غامضٌ في القرية.
وباءٌ لا يُعرف سببه أو علاجه.
كان الناس يموتون يومًا بعد يوم.
حتى الطبيب المشهور من العاصمة لم يتمكّن من معرفة السبب.
بل إن الطبيب نفسه الذي جاء لعلاج القرويين أصيب بالمرض وكاد يموت …
أمسك غايد بيد ابنه المريض.
أصبح يتمنى فقط أن ينجو ابنه.
ثم زار القرية رجلٌ غامض.
قال الرجل لغايد.
“هل تريد إنقاذ ابنك؟”
أومأ غايد برأسه بسرعة.
وأخبره الرجل عن طريقةٍ لإنقاذ جميع القرويين.
اتبّع غايد تعليمات الرجل بشك.
وبدأ الموتى بالعودة إلى الحياة، وكأنهم لم يمرضوا أبدًا.
حتى ابنه الذي كان على وشك الموت نهض وناداه بحيوية.
“كل هذا بفضل نعمة الشيطان.”
منذ ذلك الحين، أصبح غايد زعيم الطائفة الشيطانية.
لقد عبَد مَن أنقذ عائلته وأهل قريته بكلّ إخلاص.
كان فقط يرد الجميل لمَن أنقذ حياته.
في زنزانةٍ تحت الأرض المظلمة …
أصابت الكآبة وجوه الفرسان بعد سماع قصة الزعيم.
“أيها القائد، لقد أحضرتُ تقرير التحقيق.”
كان من الضروري التحقّق من صحة كلام الزعيم.
تحرّك الفرسان بسرعةٍ بسبب خطورة الموقف.
أظهر التقرير أن كلام الزعيم لم يكن كلّه كذبًا.
كانت القرية التي عاش فيها والوباء الغامض الذي انتشر فيها حقيقيين بالفعل.
لكن كان هناك اختلافٌ واحد.
لم ينجُ أيٌّ من القرويين بفضل الرجل الغامض.
ذكر التقرير أن جميع القرويين ماتوا بسبب الوباء، وكان غايد هو الناجي الوحيد لأنه كان خارج القرية لبيع المحاصيل.
“لو لم يكن ذلك الشخص موجودًا، لما رأيتُ وجه ابني مرّةً أخرى.”
لكن ابنه كان قد مات بالفعل.
مع ذلك، بدا أنه مقتنعٌ بأن أهل قريته ما زالوا أحياء.
لذلك ظلّ يمدح ذلك الرجل، مما دفعه لتأسيس طائفةٍ تعبد الشيطان.
“لقد أصيب بالجنون تمامًا.”
لم يكن الزعيم في حالته الطبيعية.
اتسعت حدقتاه، وكان كلامه غير مترابط.
“ما هو سبب وضع القنابل في القصر الإمبراطوري؟”
كان منفذ هجوم القنابل الذي تم القبض عليه ذلك اليوم تابعًا للطائفة الشيطانية أيضًا.
“لقد تلقّيتُ وحيًا.”
“وحي؟”
“هيهي. اقتل. يجب أن أقتل.”
بدأ يتحدّث عن شيءٍ آخر فجأة.
“مَن يجب أن تقتل؟”
لكنه لم يجب.
استمر في تكرار كلماتٍ غير ذات معنى، ولم يبدُ أنه سيعطي أيّ معلوماتٍ مفيدة.
‘وحي…’
لقد اختفت الشياطين من التاريخ منذ زمنٍ طويل.
لكن الناس ما زالوا يؤمنون بوجودها بسبب بقاياها، الوحوش السحرية.
مَن كان ذلك الرجل الذي أقنع الزعيم بتأسيس طائفةٍ تعبد الشيطان؟
وما هو ذلك الوحي الذي أمره بقتل شخصٍ ما؟
كان كلّ شيءٍ غامضًا.
“تحقّقوا من القرى الأخرى لمعرفة ما إذا كان ذلك الرجل قد زارها أو إذا كانت هناك أضرارٌ أخرى.”
“نعم.”
أدرك إيشيد أن قوّة السحر الأسود كانت تزداد خطورة.
‘شجرة العالم…’
لقد كان ينتظر معلوماتٍ دقيقة، لكنه شعر أن الانتظار أصبح مضيعةً للوقت.
حان الوقت للتحرّك بنفسه.
* * *
“تيري، ماذا كنتِ تفكّرين؟ كيف تجرؤين على الذهاب إلى ذلك المكان الخطير؟”
بالطبع، وصل تقريرٌ عن وجودي هناك إلى الإمبراطور.
وبالطبع، تبع ذلك توبيخٌ مليءٌ بالقلق.
شعرتُ بالظلم.
لكنني لم أستطع الاعتذار، لأن ذلك سيطيل التوبيخ فقط.
لكن توبيخ اليوم لم يكن طويلاً.
لأنني كنتُ البطلة التي ساعدت في القبض على منفّذ هجوم الساحة.
على الرغم م
ن التوبيخ، كنتُ سعيدةً لدرجة أنني شعرتُ أنني أطير في السماء.
لأنني حصلتُ على مكافأة.
50 قطعةٍ ذهبية!
لقد قدّروا جهودي في القبض على المجرمين دون إيذاء أيّ شخص.
كنتُ متحمسةً للغاية في ذلك اليوم.
لكن في اليوم التالي، سمعتُ أن إيشيد قد غادر العاصمة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل " 95"